أول صورة لسيف الاسلام القذافي بعد اعتقاله حيث يبدو مضمّد اليدين

ينتظر الليبيون أكبر محاكمة في تاريخ بلادهم بعد الاعلان عن اعتقال سيف الاسلام. وأينما تمت محاكمة نجل الزعيم الليبي الراحلمعمر القذافي، فإنه سيمثل للدفاع عن عائلته كلها، وليس نفسه فقط.


منذ هروب سيف الاسلام القذافي (39 عاماً) نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، كان يصرّ على براءته من الجرائم ضد الانسانية التي وجهت ضده، وتواصل مع المحكمة الجنائية الدولية في أواخر الشهر الماضي من خلال وسيط للوصول إلى صفقة مقابل تسليم نفسه.

لكن ألقي القبض على سيف الإسلام القذافي مع بضعة من حراسه الشخصيين، من قبل قوات المجلس الانتقالي الوطني قرب بلدة أوباري بجنوب ليبيا. ويبدو أنه سيضطر للمثول أمام المحكمة في طرابلس لإثبات براءته وليس في لاهاي.

في هذا السياق، رجحت صحيفة الـ quot;غارديانquot; أن محاكمة سيف الإسلام القذافي ستصبح حدثاً تاريخياً في ليبيا، وسيضطر للدفاع عن أفراد عائلته كلهم، وليس عن نفسه وحسب.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف دولية بحق سيف الإسلام بسبب تعاونه quot;غير المباشر في ارتكاب جرائم القتل والاضطهاد والجرائم ضد الانسانيةquot;، إضافة إلى quot;تولي المهام الضروريةquot; لتفعيل خطة، ما بين 15 و 28 شباط (فبراير) من هذا العام، لشن هجمات على المدنيين الليبيين.

وأعلن رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبد الرحيم الكيب السبت أنه quot;تم القبض على سيف الاسلام القذافي وهو الان تحت سيطرة ثوار الزنتانquot; مضيفا quot;اتقدم بهذه المناسبة بالتهنئة الى رجال ونساء وثوار ليبياquot;.

وتعهد المسؤول الليبي بأن سيف الاسلام القذافي quot;سيحاكم محاكمة عادلة وسيحظى بالحقوق التي يرعاها القانون وهي الحقوق التي حرم منها شعبنا طيلة اربعة عقودquot;. وأضاف: quot;كلي أمل ان يكون القبض على سيف الإسلام القذافي بداية مرحلة بناء دولة الحرية والقانون والشفافيةquot;.

وأضافت الصحيفة: quot;إذا كان سيف الإسلام سيبقى حياً وآمناً حتى مثوله أمام المحكمة- وهذا الأمر ليس يقيناً نظرا للطريقة التي توفي فيها والده وشقيقه معتصم بعد القبض عليهما في مدينة سرت ndash; فإن المحاكمة ستكون تتويجاً لرحلة طويلة وغير عادية لرجل اعتُقِد أنه كان مُصلحاً في عشيرة القذافيquot;.

كان سيف الإسلام القذافي يعتبر شخصية معتدلة ومثقفة، يتقن اللغات الانكليزية والفرنسية والألمانية، ويلقّب بالـ quot;مهندسquot;، لكن هذه الصورة تغيرت أثناء الثورة الليبية حين أثبت سيف الإسلام أنه شخصية دموية وعنيفة، لا سيما حين حذر في خطابٍ ألقاه على شاشة التلفزيون الوطني من quot;أنهار من الدماءquot; في حال رفض المتظاهرون قبول عروض الحكومة للإصلاح بعد أربعة أيام على اندلاع الثورة.

الرجل كان ينظر اليه باعتباره الوجه المقبول للأسرة بدا مثل والده ، متعهدا بأن النظام سوف quot;يقاتل حتى آخر رجل وآخر امرأة، وآخر رصاصةquot;، وأضاف: quot;نحن لن نخسر ليبياquot;.

حتى لو تمكن سيف الإسلام من نفي الإتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، فمن الواضح أنه لن يتمكن من نفي الخطابات والتصريحات التي ألقاها أثناء الثورة الليبية، وتحديداً القصة الشهيرة غير المتماسكة عن مؤامرة بين تنظيم القاعدة والغرب لإسقاط النظام الليبي، إضافة إلى خيالي من الإنكار لوجود ثوار أو معارضين يواجهون نظام القذافي الأب.

ورأت الصحيفة أن اعتقال القذافي سيمثّل سلسلة من التحديات التي تواجهها الحكومة الجديدة في ليبيا، لأسباب ليس أقلها أن سيف الإسلام اعتُقل من قبل مقاتلين من ميليشيا الزنتان القوية التي تخوض صراعاً على السلطة مع منافسين في المجلس العسكري في طرابلس.

وأضافت: quot;الحكومة الليبية الجديدة التي وافقت تحت ضغط دولي قوي للتحقيق في ظروف وفاة معمر القذافي ونجله المعتصم في سرت، واليوم باتت تحت الضغط، ليس فقط من أجل معاملة سيف الإسلام معاملة حسنة، بل بتأمين محاكمة عادلة له في طرابلس، وذلك بعد أن رفضت ليبيا تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو: quot;يجب أن يخضع سيف الإسلام لمحاكمة عادلة، سواء أكان ذلك في ليبيا أو في لاهاي، ويجب أن ننسق مع السلطات الليبية في هذا السياقquot;.

بعد الإعلان عن اعتقال سيف الإسلام القذافي، ينتظر الليبيون أكبر محاكمة في تاريخ ليبيا، على أمل بتحقيق العدالة.