خسر الطالب المسلم يونس م. (18 عاما) الذي يدرس في مدرسة ديسترفيغ الثانوية في برلين معركته مع القضاء الالماني من اجل حقه في الصلاة في اوروقة المدرسة. واكد قضاة في المحكمة الادارية الاتحادية ان قرار المحكمة يتعلق بهذا القضية الفردية تحديدا. ولكن إذا اراد يونس الذي سينهي دراسته الثانوية قريبا ان يتابع القضية فان الخيار الوحيد المتاح له الآن هو المحكمة الدستورية الاتحادية العليا.
في هذه الأثناء يبقى السؤال الذي تثيره هذه القضية ماثلا وهو هل يحق للطلاب المسلمين ان يؤدوا الصلاة علنا في المدرسة؟
وكان يونس م. وسبعة طلاب آخرين تجمعوا قبل اربع سنوات في رواق المدرسة ويمموا وجوههم صوب القبلة للصلاة. ومنعهم مدير المدرسة من تكرار العملية فأُحيلت القضية الى محكمة محلية ومن ثم الى محكمة استئناف قبل ان تنظر فيها المحكمة الادارية الاتحادية في لايبزغ.
ونقلت مجلة تايم عن القاضي فيرنر نيومان ان للطلاب حقا اساسيا في الصلاة في المدرسة ولكنه اضاف ان للحرية الدينية حدودها إذا هددت بإحداث توتر اجتماعي داخل المدرسة ، مثلما حدث في هذه الحالة ، بحسب القاضي. واتفقت المحكمة الادارية مع موقف ادارة المدرسة التي قال مديرها ان نزاعات دينية متكررة حدثت في مدرسته ، وانه في مؤسسة مثل مدرسته حيث 90 في المئة من الطلاب ذوو اصول اجنبية يكون من المتعذر ان يطالبوا جميعهم بحق الصلاة فيها علنا. وأكد المدير ان مكانا خاصا عُرض على الطالب يونس للصلاة فيه.
وكانت القضية اسفرت في السابق عن قرارات قضائية متضاربة. ففي ايلول/سبتمبر 2009 اصدرت محكمة برلين الادارية قرارا لصالح يونس م. لكن محكمة الاستئناف الادارية نقضت القرار بعد ستة اشهر.
واستشارت محكمة برلين الادارية الحقوقي ماتياس روهي الخبير في الفقه الاسلامي ، الذي قال ان موقف الطالب المسلم quot;يمثل وجهة نظر جائزة في طيف الحرية الدينيةquot; وان يونس ليس متطرفا. واستشارت محكمة الاستئناف من جهتها زميل روهي ، الحقوقي تيلمان ناغل الذي قال ان النبي محمد نفسه اقدم على تعطيل الصلاة لتبسيط الحياة الاجتماعية.
ويرى مراقبون ان قضية الطالب يونس تؤكد احد الاسباب الرئيسية للتوتر الناجم عن القضية المتمثلة في ما إذا كان على مؤسسات الدولة ان تعترف بممارسات محافظة بل وحتى اصولية حين تكون هناك تأويلات أخرى ممكنة.
وتفادت محكمة لايبزغ هذا السجال بالتشديد على الطبيعة الفردية لقرارها. ونالت المحكمة على هذا الحل ثناء بعض الكنائس المسيحية. وقال متحدثون باسم كنيسة برلين ـ براندنبورغ الايفانجيلية واسقفية برلين ان قرار المحكمة ينسجم مع الحرية الدينية التي يكفلها القانون الأساسي لجمهورية المانيا الاتحادية.
وقال محامي الطالب يونس انهما ينتظران قرار المحكمة المكتوب قبل ان يقررا التوجه الى المحكمة الدستورية العليا ولكنه وصف مثل هذه الخطوة بالمستبعدة.
التعليقات