على غرار التحضيرات التي دخلتها بعض الأطراف في المجتمع المدني المغربي لتنظيم احتجاجات يوم 20 فبراير، تحركت فعاليات مغربية بفرنسا للسير على منوالها معتبرة ذلك دعما للمبادرة.


باريس: في بيان لها توصلت إيلاف بنسخة منه، ذكرت الجمعية المغربية من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، والتي تنشط بباريس، أن quot;الشعب المغربي على موعد مع التاريخ،و في حاجة بدوره لدعم موسع في معركته لفرض تقدم ديمقراطيquot;.

ولم تخف هذه المنظمة، في ذات البيان،quot;المكتسبات التي عرفها المغرب نتيجة تضحيات كبيرة ونضالات الشعب المغربي على امتداد عقود من الزمن، المعروفة بما يسمى بسنوات الرصاص..لكن المغرب ظل يراوح مكانه ولا يقبل بشكل مرضي ديمقراطية كاملةquot;.

و دعت جميعة الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب،quot;لاسدومquot;، إلى quot;الالتحاق بمناضليها يوم 20 فبراير للتظاهر في باريس، بهدف مرافقة الشعب المغربي في تطلعه إلى تحول ديمقراطي من أجل دولة الحق والقانونquot;، بحسب تعبير البيان.

quot;مطالب ديمقراطيةquot; في مظاهرة باريس

و عن دواعي تنظيم وقفة مغربية في 20 فبراير بموازاة تلك التي من المزمع تنظيمها في المغرب، قال عياد أهرام الكاتب العام لجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان لـ(إيلاف): لقد قررنا تنظيم هذا التجمع في باريس يوم 20 فبراير حتى لا نبقى على هامش الحركة التي أصبحت تنمو في المغربquot;.

و أضاف الكاتب العام للجمعية الحقوقية التي كانت وراء إطلاق نداء وقفة باريس quot;يجب علينا مرافقة احتجاجات المغرب باعتبار أننا جزء لا يتجزأ من الشعب المغربي الذي يتطلع إلى تغيير ديمقراطي، للكرامة، للعدالة، وللحريةquot;.

وتكونت فكرة تنظيم وقفة 20 فبراير، يقول عياد، quot;في الملتقى الاجتماعي العالمي الذي نظم بدكار بين الخامس والثاني عشر من شهر فبراير، إذ وقعت 61 منظمة ديمقراطية حضرت الملتقى، ومن بينها quot;لاسدومquot;،وفعاليات جمعوية عن المجتمع المدني المغربي، نداء دكار لدعوة السلطات المغربية للتجاوب مع تطلعات الشعب المغربي في تغيير ديمقراطيquot;.

وإن كان لهذا النداء صداه الإيجابي وسط المغاربة القاطنين بفرنسا، أجاب الحقوقي المغربي بالإيجاب، ودليله على ذلك quot;الرسائل المتعددة الموجودة على الشبكات الاجتماعية كفايسبوك، كما أنه لقي نفس الصدى لدى المنظمات الفرنسية التي تعني بالتضامنquot;.

ووقعت نداء لاسدوم ،ما يزيد عن عشر جمعيات مغربية تنشط في باريس، بحسب عياد، بالإضافة إلى جمعيات تونسية، جزائرية وفرنسية.

وأوضح أن quot;جميع المطالب الديمقراطية ستكون حاضرة خلال هذا التجمع، مشيرا في نفس الوقت إلى مطلب المواطنين المغاربة في المهجر، والمتعلق quot;بمشاركتهم السياسية في تسيير الشأن العام في بلدهمquot;.

ويعتبر عياد أن quot;الإصلاحات التي بادر بها المغرب هي للواجهة فقط وموجهة للمجتمع الدولي لحجب المشاكل الحقيقية ومطالب المجتمع المغربي عن الأنظار، من فصل للسلط، استقلال القضاء،الحق في الشغل،الحريات الديمقراطية وغيرهاquot;.

تجاوب مع نداء التظاهر

وبدورها، لا ترى حركة المغاربة الديمقراطيين بالخارج، بحسب تصريح لرئيسها جمال ريان لـ(إيلاف) مانعا quot;في أن يقوم المجتمع المدني بالاحتجاج السلمي من أجل تحسين الأوضاع، والمطالبة بإصلاحات دستورية من أجل محاربة الفساد السياسي وناهبي المال العام وإصلاح القضاءquot;.

و قال ريان الذي يقيم بهولندا، وهو المتحدث الرسمي باسم المنتدى المدني لمغاربة أوروبا في نفس الوقت لإيلاف،quot;نرى أن مكان الفاسدين هي المؤسسات الخيرية بدل السجون حتى يعرفوا معاناة الفقراء اليوميةquot;.

ويعتبر عياد أهرام، ردا على الذين يكيلون الاتهامات لمن اختاروا مساندة احتجاجات 20 فبراير،quot;أن الذين يرفعون شعار التشهير ويعتبرون أن كل حركة مطلبية لا يمكن لها إلا أن تخدم quot;العدوquot; الخارجي، فهم يدافعون عن مصالحهم في كنف الجمود السياسيquot;.

للفنان الموسيقي والمذيع في إذاعة شمس الباريسية، محمد الريصاني رأي آخر في هذه الاحتجاجات، فهو وإن quot;كان مع التغيير الديمقراطي في المغرب لكن ليس بهذه الأشكال من المطالب التي هي على الأصح موضة وعدوىquot;،بحسب رأيه.

و يقول الريصاني إن quot;مسلسل الإصلاحات في المغرب تم الشروع فيه منذ وصول الملك الشاب محمد السادس إلى الحكم، ولاحظنا تغييرا في جميع المجالات السوسيواقتصادية،السياسية،الإدارية،الثقافية،الإعلامية..لكنها تضل ورشا مفتوحة بعيد كل البعد عن الانتهاء منهاquot;.

و يرى محمد الريصاني أن هذا النوع من الورشات quot;تتطلب وقتاquot;، كما دعا إلى ضرورة،quot;التخلص من بعض الأسر،التي استفادت على حساب جزء كبير من المغاربة طيلة فترة حكم الحسن الثاني، من تراكم الثروات والسلطة بين أيديهاquot;.

ولا يختلف مع أولئك الذين يدعون إلى فضح أعمال quot;الرشوة وغاب المساواة ومشاكل الإدارة، والزبونية التي يعرفها المغرب، لكن بطريقة ذكية، مواطنيّة تعتمد على الحوار وليس على شكل حركات فوضوية يرغب فيها بعض أعداء المغرب على حد قوله.

و أكد الريصاني أنه quot;مع مسيرة مواطنة يومية سلمية مسئولة، لكن ليس يوم 20 فبراير، وإنما في كل الأيام ،بإرادة وعزم وقليل من الصبر للقضاء على هذه الحيتان في الحكومة التي تراكم السلطة و ثروة المغاربة.

ويخلص الموسيقيّ إلى القول بأن مطلبه هو القيام بثورة داخل المشهد الإعلامي السمعي البصري الذي يلقي بالمغاربة في عالم آخر،لا يجمعهم به إلا الخير والإحسانquot;.

و يجسد موقف الريصاني رأي مجموعة من مغاربة المهجر الذين تحدث إليهم إيلاف، إذ يبدون الكثير من quot;التخوفاتquot;، ويركزون على أن quot;الملك فتح ورشات إصلاح مهمة، وله من الإرادة، ما يمكن له أن يعطي نفسا آخر للبلد وإن كانوا جميعا يرون أن quot;هناك فساد ولا يمكن للملك لوحده محاربتهquot;.

ولا يتطلع مغاربة المهجر إلى تغيير جذري بالشكل الذي حدث في تونس أو مصر، و كل من تحدثت إليهم إيلاف عبروا عن تمسكهم بالملكية، والاختلاف الوحيد الذي بدا واضحا هو أن جزء منهم مع تطويرها إلى ملكية دستورية، والجزء الآخر يعتقد أن الوقت لم يحن بعد، في حين رفض آخرون بالمرة الخوض في الموضوع.