يرى الناشطون في دول شرق أوسطية أنّ تمكن المصريين من قلب حكم مبارك الذي يتمتع بنفوذ كبير في المنطقة، فإنهم يستطيعون أيضا التخلص من حكوماتهم.


عواصم: تصادمت خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين وعبر العديد من بلدان الشرق الأوسط جموع غفيرة من المتظاهرين مع أتباع الأنظمة وشرطتها وأجهزتها الأمنية وقد كشفت الأحداث الأخيرة أن أدوات القمع، التي ظلت تلك الأنظمة تستند إليها في تثبيت سلطتها فترة طويلة، قد أصبحت حافزا إضافيا لخروج أعداد أكبر من الناس إلى الشوارع.

ففي البحرين قام مئات من ضباط الشرطة بفض تظاهرات احتجاجية جلبت معها آلاف المواطنين إلى المنطقة المالية في المنامة مطالبين بتحقيق إصلاحات سياسية جذرية.
وقد تردد أن هناك ما لا يقل عن شخصين قتلا خلال غارة قامت بها قوات الأمن قبل حلول الفجر اليوم الخميس.

ويأتي هذا التطور بعد مرور أيام قليلة عن مقتل متظاهرين في مواجهة أخرى مع قوات الأمن البحرينية.

وتأتي مواجهة اليوم بعد إحاطة قوات الأمن بمخيم عمله المتظاهرون في العاصمة البحرينية، المنامة، قبل أن يبدؤوا بإطلاق قنابل مسيلة للدموع وذخيرة حية على المتظاهرين لتفريقهم. وجاءت هذه المواجهة بعد ساعات على مطالبة المتظاهرين بخروج رئيس الوزراء المنتمي إلى الأسرة الحاكمة والذي ظل يحتل المناصب العليا منذ 40 سنة بل وحتى لإلغاء الملكية.

أما في ليبيا، وبعد تمكن السلطات من تفريق تظاهرات اندلعت يوم الثلاثاء الماضي فإنها قد واجهت انتفاضات في ثلاث مدن يوم الأربعاء.

وفي إيران وقعت مصادمات ما بين منتقدي النظام وأنصاره بعد مرور يوم واحد على مطالبة القادة المتشددين بإعدام قائدين من قادة المعارضة.

كذلك جرت تظاهرات في اليمن طالب المشاركون فيها باستقالة الرئيس علي عبد الله صالح وهذا لليوم السادس على التوالي. وفي جنوب مدينة عدن قتل متظاهران وجرح ثمانية آخرون نتيجة للمصادمات مع قوات الأمن حسبما ذكرت تقارير صحيفة محلية.

من جانبه، قال محمد أبو لاهوم العضو في البارز في الحزب اليمني الحاكم والزعيم القبلي المؤثر إن النظام اليمني بحاجة إلى أن يتعلم درسا من الانتفاضات وأن يقدم تنازلات لإرضاء الشعب وأضاف أن quot;عامل الخوف قد تم كسرهquot;.

لكن الحكومات المعنية حققت قدرا من النجاح في تحجيم موجة التظاهرات الأخيرة وخصوصا في إيران حيث كان رد الفعل الشديد يوم الاثنين الماضي قد أبقى المتظاهرين في بيوتهم وهذا على الأقل حتى هذه اللحظة.

ويأتي ارتفاع الشعور بالقوة لدى قطاعات واسعة من شعوب الشرق الأوسط بعد انسحاب حسني مبارك من الحكم الجمعة الماضية.

ويرى الناشطون إنه إذا تمكن المصريون من قلب حكم مبارك الذي يتمتع بنفوذ كبير في المنطقة والذي يعد أكثر الأنظمة المستبدة مقاومة للتغيير، فإنهم يستطيعون أيضا التخلص من حكوماتهم المكروهة من أغلبية الشعب.

وترى صحيفة واشنطن بوست أن المتظاهرين العرب قد شجعوا من قبل إدارة أوباما الذي عبر عن تأييده وتأييد إدارته لبعض الحركات المناصرة للديمقراطية.

وقال توكل كارمان الناشط اليمني المعروف إن quot;الولايات المتحدة الآن تعرف أنها على الطريق الصحيح عن طريقها وقوفها إلى جانب الشعوب لا الأنظمة الحالية لذلك فهي بهذه ستكسب نفوذا سبق أن خسرته في العالم العربيquot;.