يتوقع محللون مزيدًا من التراجع لدور الولايات المتحدة، في ظل تواصل الانتفاضات الشعبية، الأمر الذي سيفتح الباب واسعًا أمام مزيد من النفوذ الإسلامي، في مصر والبحرين وليبيا، وأماكن أخرى في المنطقة العربيّة.


واشنطن: أكد محللون إقليميون أن نفوذ الولايات المتحدة في كل أنحاء الشرق الأوسط يتعرض الآن لحالة من التراجع، في مقابل حدوث حالة من الصعود لتلك المواقف المؤيدة للإسلام السائدة في إيران وتركيا وحلفائهما، مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة.

وتوقع المحللون أن يستمر هذا الاتجاه، في ظل تواصل الانتفاضات الشعبية، التي تفتح الباب بالفعل أمام مزيد من النفوذ الإسلامي، في مصر والبحرين وليبيا وأماكن أخرى، وفقاً لما نقلت عنهم اليوم صحيفة وورلد نيت دايلي الإلكترونية الأميركية.

وأوضح المحللون أن هذا التحول جاء في أعقاب إشارات تحذيرية تحدثت لبعض الوقت عن قدوم موجة من الإضطرابات إلى منطقة الشرق الأوسط، وهي النتيجة التي أخذت على ما يبدو أجهزة الاستخبارات الأميركية على حين غرة نظراً إلى توقيتها وخطورتها.

ونقلت الصحيفة في هذا الإطار عن أحد محللي المخابرات الأميركية قوله إن النتيجة تمثلت في دخول أجهزة الاستخبارات الأميركية في quot;وضع المخبأquot;، مغموراً بالطريقة التي تتغير من خلالها الأحداث بشكل سريع في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة إن من بين تلك التحذيرات التي سبق الحديث عنها: صعود الحكم الذي يرتكز على الإسلام في تركيا، والعقبات التي وضعتها أنقرة في طريق التزاماتها داخل منظمة حلف شمال الأطلسي، وتحولها شرقاً من تطلعات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أكثر من 10 أعوام، وزيادة تحالفها مع إيران، سيما بشأن قضيتها النووية.

كما أصبحت تركيا أكثر حزماً في علاقاتها الدولية من خلال مواجهة إسرائيل أولاً بشأن القصف الإسرائيلي للفلسطينيين في قطاع غزة، وهو ما دفع بتركيا إلى تعليق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

إضافة إلى الحادثة التي شنّت من خلالها البحرية الإسرائيلية هجوماً على ست سفن تابعة لأسطول الحرية الذي كان يعتزم كسر الحصار البحري الإسرائيلي على قطاع غزة في أيار/ مايو الماضي، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الناشطين، الذين كانوا على متن الأسطول الذي كان يبحر في المياه الدولية.

وقال محلل إقليمي مطَّلع، لم تفصح الصحيفة عن هويته quot;يسود اعتقاد قوي الآن في طهران بأن المنطقة تشهد الآن تغيراً جذرياً لمصلحة حزب الله، والفلسطينيين، والمقاومةquot;. وأوضح المحللون أن هذا كله جعل الولايات المتحدة quot;تتحدث بحذر شديد للغايةquot; من خلال تصريحاتها، وخاصة في ما يتعلق بمصر.

وفي الوقت الذي يريد أن يتظاهر فيه صانعو السياسات الأميركيون بأنهم يدعمون حقوق الشعب المصري وتطلعاته، قال المحللون إن الولايات المتحدة لا تزال تتطلع إلى إنقاذ بعض مظاهر هذا الترتيب الاستراتيجي مع مصر، رغم أن آخرين يعتقدون أن الأمر لن يكون كذلك.