بدأ سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي يفقد خلال الآونة الأخيرة قدراً كبيراً من رصيده على المستويين الشعبي والرسمي داخل وليبيا وخارجها، بعد سلسلة خطاباته المثيرة للجدل التي أدلى بها مؤخراً، وطالت المعارضة الليبية بكثير من الانتقادات اللاذعة.


حاول سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبيعلى مدار الأيام القليلة الماضية أن ينقذ ما يمكن إنقاذه في سبيل الإبقاء على والده معمر القذافي في السلطة، بدأ يمضي نحو الهاوية بخطى سريعة. والأخطر من ذلك، هو أن الأضرار الناجمة عن طيشه وتصرفاته لن تلحق به فحسب، بل إنها تهدد الآن بأن تطال سمعة بعض من أكثر المؤسسات الغربية احتراماً.

فبعد أن منحته شهادة الدكتوراة قبل بضعة أعوام، ها هي مدرسة لندن للاقتصاد تحاول جاهدةً الآن أن تنأى بنفسها بعيداً عنه، وأعلنت يوم أمس أنها ستعيد إليه مبلغ يقدر بحوالي 500 ألف دولار، كانت قد تلقته من المؤسسة التي يترأسها. وقامت أيضاً بفتح تحقيق في وجود أدلة متزايدة على حدوث سرقة أدبية في أطروحته الخاصة برسالة الدكتوراة، على حسب ما أفادت اليوم مجلة فورين بوليسي الأميركية.
ورأت المجلة في هذا السياق أن الأحاديث التي أدلى بها سيف الإسلام، بالتزامن مع الأحداث المتصاعدة التي تشهدها بلاده خلال الآونة الأخيرة، والتي هدد فيها المعارضة واتهم أعضائها بأنهم مدمنو مخدرات، جاءت بمثابة الصدمة لأولئك الأشخاص المقربين منه. ونقلت المجلة عن البروفيسور دافيد هيلد، الذي عمل كمستشار غير رسمي لسيف في مدرسة لندن للاقتصاد، قوله :quot; كل ما يمكنك قوله هو أن سيف ظهر مرتدياً لنفس عباءة أبيه. فلم يسبق لي أن سمعته يتحدث بهذا الشكل من قبلquot;.

وعاودت المجلة تقول إن الطريق لم يكن سلساً بالنسبة لأطروحة رسالة الدكتوراة الخاصة به، فقد كانت هناك صعوبات تحول دون قبولها في نهاية المطاف. وأوضح هيلد، الذي لفت إلى أنه كان متشككاً في أن سيف تلقى مساعدة من الخارج وأن ذلك يعود جزئياً لكون المادة ضعيفة جداً :quot; إن المسودات التي اطلعت عليها في أول عام أو عامين كانت ضعيفة للغاية. وإن كان هناك من ساعده، فإنهم قد قاموا بعمل سيء جداًquot;.

وأشارت المجلة أيضاً إلى أن سيف كان يمول شركة the Monitor Group الاستشارية التي قامت أيضاً بنقل الأكاديميين وواضعي السياسات المحترمين إلى ليبيا، في محاولة لتلميع سمعة البلاد على الصعيد الدولي، وإجراء مسح للمنظرين والممارسين البارزين في مجال الإدارة الدولية. وفي الوقت الذي أدرجت فيه نتائج هذا المسح بأطروحته الخاصة برسالة الدكتوراة، لم يَنسِب الممتحنين في مدرسة لندن للاقتصاد هذا العمل إلى سيف الإسلام في منحه درجة الدكتوراة، لأنه لم يكن من نتاج جهده.

وفي وقت يبدو فيه أن سيف الإسلام ربما تقهقر إلى طرابلس، إلا أنه ترك مؤيديه السابقين في أوروبا والولايات المتحدة يتصارعون مع أسئلة صعبة بشأن الطريقة التي أساؤوا من خلالها فهمه على هذا النحو الخطير للغاية. وعاود هيلد هنا ليقول :quot; كنت ألاحظ دائماً أن هناك صراعاً بداخله بين الولاء لأبيه والتزامه بتحول مجتمعهquot;.