خطف عميد دبلوماسيي واشنطن السابق والرئيس الحالي لمجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطاندائرة الأضواء مرة أخرى بعد غياب قسري دام نحو العامين فرضته ظروفه الصحية، وبدأت وسائل الإعلام العالمية تراقب عن كثب تنقلاته في عواصم الشرق بدءًا ببكين ومرورًا بماليزيا وإندونيسيا وانتهاء بالباكستان والهند.


الرياض: يحمل الأمير بندر بن سلطان رؤية بلاده إلى قادةالدول التي يزورها حول تطورات الأوضاع في البحرين واليمن وليبيا وما يدور في محيطها أو يتعلق بها.

المحطة الأولى في جولة الأمير بندر كانت في العاصمة الصينية بكين، حيث التقى الرئيس هاو جينتاو مساء الجمعة الماضية، وسلمه رسالة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، تتصل بالموقف السعودي تجاه أحداث المنطقة.

كما اجتمع إلى وزير الخارجية جيا تشنغي، الذي أعرب عن استعداد بلاده للعمل مع المملكة العربية السعودية من أجل مواصلة تعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتحقيق تطور أكبر لـquot;علاقات الصداقة الإستراتيجيةquot; القائمة بين البلدين، مؤكداً تفهم بلاده ودعمها الجهود المبذولة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.

وقال الرئيس الصيني إن الصين تقدر صداقتها مع السعودية وتعتبرها صديقًا جيدًا جديرًا بالثقة وشريكًا حقيقيًا. مضيفاً quot;نعتزم بذل جهود مشتركة مع السعودية لتعزيز الثقة السياسية، والتنسيق الاستراتيجي، والتعاون الحقيقي، ودفع العلاقات الاستراتيجية والودية الثنائية إلى مستوى جديدquot;.

وتقول مصادر quot;إيلافquot; إن الأمير بندر أوquot;غاتسبي العربquot; كما يطلق عليه في واشنطن تيمنًا بشخصية quot;غاتسبي العظيمquot; التي اخترعها الكاتب الأميركي سكوت فيتزجيرالد، أبلغ قادة الدول التي زارها رسالة فحواها quot;أن الملك عبد الله لن يسمح لأي كان بمحاولة المساس بأمن واستقرار أية دولة من دول مجلس التعاون الخليجي أو استغلال أي طرف إقليمي أو دولي للأحداث الجارية لتحقيق مصالح ذاتية على حساب أبناء وشعوب الدول الستquot;.

وتضيف المصادر أن الملك عبد الله ومن خلال مبعوثه الأمير بندر أكد أن مواقف تلك الدول من الوضع في المنطقة quot;سيكون المحك الحقيقي لمستقبل علاقات الرياض معها علىكل الأصعدةquot;.

وعاد الأمير بندر إلى الرياض (58 عامًا) في أواخر أكتوبر/تشرين الأولالماضي، بعد رحلة علاجية دامت نحو 18 شهرًا، أجرى خلالها عمليتين جراحيتين في الظهر في مستشفى جونز هوبكنز في مدينة بلتيمور قبل أن ينتقل إلى المغرب لقضاء فترة نقاهة هناك.

ولبندر بن سلطان شهرة واسعة بين الأوساط السياسية والدبلوماسية في واشنطن، التي عمل فيها كسفير لبلاده على مدى 22 عامًا باعتباره سفيرًا نشطًا ومضيافًا.

وبوصفه همزة الوصل في العلاقات بين واشنطن والرياض، كان لبندر صلات غير مسبوقة بالرؤساء وكبار المسؤولين في الإدارات الأميركية المتعاقبة خلال السنوات الثلاثين الماضية. كما إن الفترة التي قضاها بندر كسفير للسعودية في واشنطن تعد الأطول، إذا ما قورنت بكل من سبقوه في هذا المنصب، ولعب دورًا كبيرًا في المرحلة الحساسة التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.

ويقول مصدر ديبلوماسي غربي في الرياض إن واشنطن تنظر بحذر إلى تحركات الأمير بندر، خصوصًا بعدما تردد أن العلاقات بين واشنطن والرياض تتسم في الفترة الحالية quot;ببعض البرودquot; في ضوء الموقف الأميركي من بعض أحداث المنطقة، إلا أن الأمير بندر يؤكد دائمًا لدى سؤاله عن ذلك بالقول quot;من يقولون إننا نرقص على أنغام أميركا مخطئون، إننا نعمل معاً استناداً إلى مصالحنا القومية المتبادلة، وهي تلتقي أحياناً، ولا تلتقي أحياناً أخرى، ولا أرى جديداً في هذاquot;.

وتقول مصادر quot;إيلافquot; أيضاً إن نتائج زيارات الأمير بندر ستتضح خلال مدة quot;قريبة جدًا من خلال إعلان تلك العواصم تأييدها الموقف السعودي، إلى جانب زيادة التنسيق وتكثيف الاتصالات وتوسيع حلقات التشاور مع الرياضquot;.

ويعدّ الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز أحد أبرز أمراء الأسرة المالكة السعودية وصانعًا مهمًا لسياستها الخارجية، إضافة إلى كونه من أهم مهندسي صفقات التسلح التي عقدتها بلاده خلال العقدين الأخيرين.