في وقت يأمل الكثيرون بأن تحافظ إسرائيل وحركة حماس على التهدئة غير المعلنة بينهما، تتجه الأمور إلى غير ذلك، خاصة بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية اغتيال لثلاثة نشطاء من الجناح العسكري لحماس في قطاع غزة، وعلى أثر ذلك هددت فصائل فلسطينية بالرد بحزم.


جريح في قطاع غزة

غزة: دعا المكتب الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب، وهو هيئة تتبع رئيس الوزراء، السبت، السياح الإسرائيليين في سيناء إلى مغادرة الأراضي المصرية فورًا خشية حصول عمليات خطف.

وقال المكتب في بيان أوردته وسائل الاعلام quot;ان عناصر ارهابيين موجودين حاليًا في سيناء يعدون لعمليات خطف اسرائيليين بمساعدة اناس من البدو المحليينquot;.

وبحسب هذا المكتب، فان هذه المجموعات تسعى الى خطف سياح اسرائيليين بهدف مقايضتهم بسجناء في اسرائيل.

ياتي هذا التحذير بعد ساعات فقط من تهديدات فصائل فلسطينية بالرد على اغتيال إسرائيل نشطاء الثلاثة،وتدعي تل ابيب أنها عملية وقائية ضد quot;خلية ارهابية لحماس تخطط لعمليات خطف (اسرائيليين) في شبه حزيرة سيناء وفي اسرائيل خلال اعياد الفصح المقبلةquot;.

والمنتجعات السياحية في سيناء المصرية تحظى بشعبية واسعة لدى الاسرائيليين، ولو انها اقل ارتيادا في السنوات الاخيرة، خصوصًا خلال عطلة الفصح.

واكد اسماعيل رضوان القيادي في حماسظهر السبت أن quot;الجريمة التي اقترفها الاحتلال في ظل الهدوء السائد تضاف إلى سجله المليء بالجرائم.. لن تمر هذه الجرائم من دون حساب وعقاب (...) جرائم الاحتلال في حق أبناء شعبنا الفلسطيني لن تكسر المقاومة، ولن تضعف من صمود الشعب الفلسطينيquot;.

وفي الأسابيع الماضية توترت الأمور بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حيث قامت إسرائيل بشنّ غارات جوية على أهداف فلسطينية، وردت المجموعات العسكرية الفلسطينية برشقات من الصواريخ على البلدات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.

وسجلت حالة من الجدل في إسرائيل حيال التعامل مع هذا الوضع، ففي وقت دعا بعض المحللين إلى القيام بعمليات اغتيال مركزة دون الدخول في عملية عسكرية واسعة، رأى آخرون أن ذلك قد يجرّ المنطقة بكاملها إلى حالة من الحرب في ظل عدم استقرار الانظمة العربية التي تواجه ثوارات شعبية منذ بداية العام.

ويؤكد المعلق العسكري في صحيفة quot;يديعوت أحرنوت، أليكس فيشمان، أن قيادة الجيش تدفع بقوة نحو عملية عسكرية كبيرة، وأنها ترى في المواجهة مع قيادة حماس في القطاع quot;قَدَراً من السماءquot;، وأن مثل هذه المواجهة حتمية، ويفضَّل أن تتم اليوم، وليس بعد عام أو اثنين.

وأضاف أن الجيش يرى بضرورة ووجوب أن تحافظ quot;إسرائيلquot; على قوة الردع التي حققتها بعد عملية quot;الرصاص المصبوبquot;، وأنه يجب توجيه ضربة أكثر إيلاماً، والعودة إلى فترة الاغتيالات واستهداف رؤوس قادة الأذرع العسكرية، وتحديداً حركة quot;الجهاد الإسلاميquot;.

ويرجح وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، غدعون ساعر بأن quot;تُضطر إسرائيل في نهاية المطاف إلى القيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، ستكون أكبر من عملية quot;الرصاص المصبوبquot;، ولكن بعد تفكير متزن وبعقل سليم وليس كردود أفعال.

وكانت إسرائيل نشرت في الأسبوع الماضي quot;القبة الحديديةquot; على حدودها مع قطاع غزة، وهي منظومة تهدف إلى التصدي للصواريخ التي تطلقها المجموعات العسكرية الفلسطينية.

لكنقائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، يائير غولان اعتبر أن quot;القبةquot; لن تحُلّ مشكلة صواريخ غزة، مشيراً إلى أن الأهم منها هو الإصغاء إلى إرشادات الجبهة الداخلية، في حين أُطلقت صواريخ من غزة نحو quot;إسرائيلquot;، لكون المنظومة لا تزال حتى الآن في مرحلة اختبار فعلية.

ولفت إلى أن نظام quot;القبة الحديديةquot; ليس quot;بوليصة تأمينquot;، ومع ذلك فليس هناك من بديل عن جاهزية السكان، وأهمية استعدادهم، التي تُمكّن في تطبيق توجيهات قيادة الجبهة الداخلية.

كما أيّد رئيس هيئة القيادة الجنوبية سابقاً، تسفيكا فوغل تصريحات غولان، معتبراً أن التوقعات حول فعالية النظام مبالغ فيها، خاصة من جانب السكان، مع أنه لا يستطيع الدفاع إلا عن مدينة واحدة.

كما خفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو من سقف التوقعات من نصب بطاريات منظومة القبة الحديدية، وشدّد على أنها لن توفر رداً كاملاً للصواريخ التي يتم إطلاقها من قطاع غزة باتجاه جنوب quot;إسرائيلquot;، بدليل أن quot;إسرائيلquot; تتعرض لتهديد الصواريخ منذ عشرين عاماً.

وأوضح أن المنظومة لا تزال في مرحلة تجريبية، وأنه لا توجد إمكانية لنصب بطاريات تمكن إسرائيل من حماية كل بيت ومدرسة وقاعدة عسكرية أو منشأة. وأكد على أن الرد الحقيقي على تهديد الصواريخ يكمُن في دمج وسائل هجومية، وردع، مع وسائل دفاعية، وبصمود الحكومة والجمهور.

في غضون ذلك، يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء الى القاهرة في اول زيارة الى مصر منذ تنحّي الرئيس حسني مبارك، كما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية السبت.

وقالت الوكالة ان quot;رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي يجري مباحثات مهمة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن يوم الخميس المقبلquot;، مشيرة الى ان عباس سيصل الى القاهرة مساء الاربعاء.

واضافت الوكالة ان الزيارة تأتي في اطار quot;الجهود المكثفةquot; التي تجريها حاليًا مصر في الشأن الفلسطيني، وquot;خاصة في ما يتعلق بجهود المصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماسquot;.