فيما كانت قوى سياسية تسعى إلى إنهاء الخلافات بين كتلتي العراقية ودولة القانون، اندلعت معركة اتهامات ودعاوى قضائية متبادلة بين قائدي الكتلتين علاوي والمالكي لينقلا الصراع بينهما من المشاركة السياسية في الحكم إلى القضاء عبر اتهامات متبادلة ودعاوى زادت من تعقيد الوضع السياسي.


انصار المالكي يضربون بالحذاء صورة لعلاوي مع الجبوري

بغداد: أعلن ناشطو الاحتجاجات في العراق أنهم مصرون على مواصلة نشاطهم وسيخرجون الجمعة المقبل في تظاهرات تحت شعار quot;جمعة العراق أولاquot;.

وفي أعقاب ما شهدته ساحة التحرير في وسط بغداد امس من اشتباكات بين انصار المالكي في حزب الدعوة الذي يترأسه والذين هتفوا ضد علاوي وضربوا صورته بالاحذية واطلقوا شعارات معادية له وبين معارضي المالكي الهاتفين بسقوط حكومته واتهامه بالكذب والفشل في تحقيق وعوده خلال المائة يوم التي اعلنها للاصلاح فقد تصاعدت حدة المواجهة بين الزعيمين السياسيين بشكل غير مسبوق.

دعاوى قضائية متقابلة

وابلغ مصدر مسؤول في القائمة العراقية quot;ايلافquot; ان القائمة سترفع دعوى قضائية ضد حزب الدعوة الحاكم بقيادة المالكي لاتهامها علاوي بعلاقة مع المسلحين وباستغلاله اموال الدولة لصالحه ولبقاء وجوده من خلال دعم البلطجية ومجالس الاسناد وهو امر غير مقبول لان الموارد المالية هي ملك الشعب وليس للحكومة.

وقالت المتحدث الرسمي للعراقية ميسون الدملوجي ان الاعتداء امس على المتظاهرين الذين يحتجون بشكل سلمي في ساحة التحرير هو انتهاء للمالكي لانه لم يعد يحظى باحترام الجميع.

وأضافت ان الذي يدعم الديمقراطية ويسمح بالاحتجاج ومن ثم ينقلب على هذا الامر،لايمكن السكوت عنه لان نهج الديمقراطية قد انتهى في العراق بسبب هذه الأساليب التي تتبعها الحكومة.

واكدت الدملوجي ان الشرخ بين الحكومة والشعب موجود وسوف يتعمق بسبب ما تنتهجه الحكومة ضد الشعب.

كما سيقدم علاوي الدعوى متهما المالكي وحزبه بالترويج لصورة تجمعه مع الجبوري مرتكب جريمة عرس التاجي وقتل 70 شخصا من المشاركين فيه التقطت حين كان هذا الشخص رئيسا لمنظمة للمجتمع المدني بموافقة رسمية حيث تشير العراقية الى ان الهدف من ذلك هو محاولة للتسقيط السياسي والتشهير الشخصي.

وشدد المصدر على انه ليس هناك اي علاقة بين الجبوري وعلاوي وهي كانت صورة ضمن سياق زيارات كانت تقوم بها منظمات مجتمع مدني ووفود من الشعب العراقي خلال الحملات الانتخابية وهناك المئات مثلها.

وكشف المصدر عن اجتماع ستعقده القائمة العراقية اليوم لبحث التطورات الاخيرة وخطاب علاوي امس في ما يتعلق بممارسات المالكي.

وبالمقابل اكد حزب الدعوة اليوم انه سيرفع دعوى قضائية ضد علاوي لاتهامه قادة الحزب وأعضاءه بما اسماها الحزب بتهم كاذبة.

وقال في بيان تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه ان قياداته سترفع اليوم دعوى قضائية ضد زعيم القائمة العراقية اياد علاوي بسبب اتهامه قادة الحزب وأعضاءه بتهم كاذبة إثر شنه هجوما غير مسبوق الليلة الماضية ضد الحزب وزعيمه الذي وصفه بقائد خفافيش الظلام والبلطجية والمرتزقة.

وكان علاوي وفي هجوم غير مسبوق قد وصف المالكي امس بأنه قائد خفافيش الظلام مؤكدًا أن حسابه سيكون عسيراً وأشار إلى أنه رضخ لإيران حتى يبقى في منصبه داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته لحماية العراق من تدخل إيران وضمان التوازن للعملية السياسية التي فقدت توازنها. واضاف في خطاب الى الشعب العراقي عقب تظاهرات حزب الدعوةوهتفت ضد علاوي ان رأس حزب الدعوة هو أمام مرحلة تاريخية وحساب عسير.. هو قبل وزرائه.. هو وليس حزبه.. هو وليس كتلته.. هو من يحرك نفراً من وزرائه، ونفراً من مجالس اسناده، ونفراً من ازلامه، ليهيئوا لهذا اليوم من خلال البلطجية والازلام والشقاوات والمرتزقة.. والله اكبر على من يستخدم موارد العراق ليبطش بشعبه.

وتعهد قائلاً quot;لن نترك شباب العراق الثائر وحده في مجابهة من يحاول خلق دكتاتورية جديدة في العراق، وسيجد في نصب الحرية وكل ساحات الحرية والتحرير في العراق دعمنا الكامل، وهم يمارسون حقهم الدستوري في تجسيد آمال ومطالب الشعبquot;.

وحذر من أسماهم quot;البلطجية والشقاوات ممن هم في اجهزة الحكم ومن هم خارجها أن شعبنا لن ينسى من أذاقه المر، وداس على كرامته، فالقضاء النزيه سيكون لهؤلاء بالمرصاد، وسيكون شعبنا لهم بالمرصادquot;.

وجاءت هذه التطورات في وقت تظاهر مواطنون ورجال عشائر في ساحة التحرير قامت حافلات حكومية بنقلهم من مناطق في العاصمة ومحافظات مجاورة الى ساحة التحرير وهم يرفعون لافتات تدعو إلى الاسراع في اعدام منفذي الجرائم الارهابية وهتفوا ضد علاوي وهاجموا شباب الاحتجاجات بالهراوات والسكاكين وذلك حين كان هؤلاء يتظاهرون في جانب اخر من الساحة مطالبين بإسقاط الحكومة لعدم ايفائها بوعود الاصلاح التي اطلقتها واعدة بتحقيقها خلال مهلة المائة يوم التي اعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي في 27 من شباط (فبراير) الماضي، ما ادى الى اشتباكات بالايدي بين الطرفين.

وكانت وزارة حقوق الانسان قد اعلنت قبل ثلاثة ايام ان تظاهرة المطالبين باعدام منفذي جريمة العرس ستنظم يوم السبت غدًا، لكنه يبدو انه تم تقديم موعدها الى الجمعة وأطلق عليها quot;جمعة القصاصquot;، بهدف التغطية على التظاهرة، التي اعد لها ناشطون يهتفون ضد الحكومة تحت شعار quot;جمعة القرارquot;.

وجاءت هاتان التظاهرتان بعد انقضاء مهلة المائة يوم التي حددها رئيس الوزراء نوري المالكي لتحسين عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية وتطوير الخدمات في البلاد على خلفية التظاهرات التي اجتاحت المدن العراقية مطالبة بتوفير الخدمات ومحاربة الفساد والقضاء على البطالة.

تظاهرات quot;العراق أولاquot;

من جهتهم دعا quot;شباب نصب الحريةquot; الى تظاهرات حاشدة الجمعة المقبل في ساحة التحرير في بغداد وساحات مدن العراق كافة في جمعة اسموها quot; جمعة العراق اولا quot; ردا على ما قالوا انهم quot;شقاوات وبلطجية المالكي الذين اعتدوا على المتظاهرين في ساحة التحرير يوم امس الجمعة واثبتت الشهادات الميدانية انهم من انصار حزب الدعوة التابع للمالكي الذي استعان بمرتزقة تابعين لإحدى المليشيات استقدمهم من خارج العاصمة بغداد للإعتداء على المحتجين على الحكومة بسبب سوء الخدمات وانعدام الأمن وتفشي الفساد في الوزارات والدوائر الحكومية والذين طالبوا مجلس النواب بسحب الثقة من المالكي الذي اثبت ضعفه وفساده وعدم قدرتهعلى إدارة البلاد وتواطئه مع مليشيات خارجة على القانون وتحريضها ضد المتظاهرين والاعتداء عليهم وهم يمارسون حقهم الدستوري في التظاهر والاحتجاجquot; بحسب قولهم.

ومن جهتها، قالت quot;حركة جياعquot; إن quot;الحكومة الفاشلة بقيادة المالكي ومنذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في شباط تتجاهل مطالب المحتجين وتمارس شتى اشكال التنكيل والارهاب ولم تتوان عن اعتقال بعض الناشطين وتعذيبهم وارهابهم .. ولعل الحقائق التي طرحت في المؤتمر الذي عقده الشباب الاربعة (احمد ومؤيد وعلي وجهاد ) الذين اختطفوا من ساحة التحرير وبواسطة سيارة اسعاف تبين مدى تخبط الحكومة واستخدامها شتى الاساليب للارهاب والتخويف والصاق شتى التهم بالمحتجين والناشطينquot;.

واضافوا ان حكومة المالكي تبين اليوم quot;كم هي خائفة من الاحتجاجات الشعبية وكم هي مرعوبة من صوت الشعب المطالب بحقوقه .. فكانت ممارستها امس لا تختلف عن ممارسات الكثير من الحكام المستبدين وهم يدافعون عن كراسيهم ..لقد ذكرنا ماحدث اليوم في ساحة التحرير بما حدث في ميدان التحرير في القاهرة حين زج نظام حسني مبارك بالبلطجية لمواجهة المتظاهرينquot;.

واكدوا ان الحكومة قد وفرت كل التسهيلات لأعوانها من الاجهزة البوليسية ومجالس الاسناد في المحافظات ومليشيا حزب الدعوة ،وكأن الدولة ومؤسساتها وامكاناتها ملك للحكومة والحزب الحاكم.

من جانب آخر، فإن القوات الامنية اليوم كانت بعيدة عن ساحة التحرير لتتركنا فرائس سهلة لبلطجية الحكومة ... حتى من حاول ان يلجأ لهم او يحتمي بهم كانوا يطردونه او يسلمونه لأتباع الحكومة.

وقالوا quot;ان الجيش تحول الى خادم للبلطجية وهو يجلب لهم الماء .. ففي الوقت الذي يمنع المتظاهرين من جلب الماء والطعام الى ساحة التحرير وفرت الحكومة اليوم عددا من السيارات العسكرية التي نقلت الماء . ونصبت السرادقات (الخيم ) للمؤيدين للحكومة ..لم تكن التظاهرة المساندة للحكومة الا مجموعة من البلطجية وعناصر الامن ومجالس الاسناد التي تم جلبها من المحافظات ولم تكن تظاهرتهم ضد الارهاب او للمطالبة بإعدام الارهابيين المجرمين بل كانت دعما للحكومة ... حيث كانوا يرددون (كل الشعب وياك نوري المالكي )... ( نوري المالكي على الراس ) وكان الهدف الاساس للتظاهرة هو تقديم الدعم للحكومة التي فشلت في الإيفاء بوعودها أمام الشعبquot;.

واكدوا بالقول quot;نحن في حركة جياع نقول للحكومة الفاسدة رغم ما تعرضنا له ورغم اعتداءاتهم ورغم تهديداتهم سنبقى متمسكين بمطالبنا وبإرادة عراقية لا تلين ولن تلين ومافعلوه بنا لايزيدنا الا اصرارا وتمسكا بمنهجنا المدني السلمي ,,, واعتداءاتهم علينا اليوم بينت لنا كم هم خائفون منا ومن ارادتنا ومن صوتنا من كلمتنا التي تتغنى بحب العراق وسنبقى في صفوف الفقراء والجياع واليتامى والارامل ولن نتردد أبداquot; بحسب قولهم.

ويشهد العراق منذ 25 شباط الماضي تظاهرات جابت أنحاء البلاد تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت، في وقت لا تزال الدعوات تتصاعد للتظاهرات في المحافظات كافة حتى تحقيق الخدمات بالكامل.

وتعهد رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان، عقب تظاهرات الـ25 من شباط الماضي، بتنفيذ جميع مطالب التظاهرات وأمهل الوزارات والمجالس المحافظات مائة يوم لتحسين الخدمات، فيما أكدت لجنة الخدمات البرلمانية أنه لا يمكن للمالكي إيجاد حلول جذرية لمطالب المتظاهرين.