أنصار المالكي ومعارضوه يشتبكون بالهراوات في ساحة التحرير في وسط بغداد

في هجوم غير مسبوق، وصف زعيم الكتلة العراقية رئيس الوزراء السابق أياد علاوي رئيس الوزراء نوري المالكي بأنه قائد خفافيش الظلام، مؤكدًا أن حسابه سيكون عسيراً، وأشار إلى أنه رضخ لإيران حتى يبقى في منصبه، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته لحماية العراق من تدخل إيران وضمان التوازن للعملية السياسية، التي فقدت توازنها.. فيما قال ناشطو الاحتجاجات إن بلطجية مدعومين من السلطات وقوات أمنية بملابس مدنية، قد اعتدوا عليهم، واحتلوا ساحة التحرير في وسط العاصمة، حيث تنظم التظاهرات منذ 25 شباط الماضي، مؤكدين أنهم مصممون على مواصلة احتجاجاتهم.


قال زعيم الكتلة العراقية نائب رئيس الوزراء السابق أياد علاوي في خطاب الى الشعب العراقي عقب تظاهرات أخرجها حزب الدعوة الإسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي في وسط بغداد، وهتفت ضد علاوي، ورفعت صورة تجمعه مع فراس الجبوري مرتكب جريمة عرس الدجيل وقتل 70 من المشاركين فيه، ورددت شعارات طائفية، فهذه الصورة واحدة من الاف الصور التي تلتقط مع مختلف ممثلي الشعب، خاصة وانه كان يحمل هوية رسمية، باعتباره رئيسًا لإحدى منظمات المجتمع المدني.

واضاف علاوي quot;ان رأس حزب الدعوة هو أمام مرحلة تاريخية وحساب عسير.. هو قبل وزرائه.. هو وليس حزبه.. هو وليس كتلته.. هو من يحرك نفراً من وزرائه، ونفراً من مجالس اسناده، ونفراً من ازلامه، ليهيئوا لهذا اليوم من خلال البلطجية والازلام والشقاوات والمرتزقة.. والله اكبر على من يستخدم موارد العراق ليبطش بشعبهquot;.

وتعهد قائلاً quot;لن نترك شباب العراق الثائر وحده في مجابهة من يحاول خلق دكتاتورية جديدة في العراق، وسيجد في نصب الحرية وكل ساحات الحرية والتحرير في العراق دعمنا الكامل، وهم يمارسون بحقهم الدستوري في تجسيد آمال ومطالب الشعبquot;. وحذر من أسماهم quot;البلطجية والشقاوات ممن هم في اجهزة الحكم ومن هم خارجها أن شعبنا لن ينسى من أذاقه المر، وداس على كرامته، فالقضاء النزيه سيكون لهؤلاء بالمرصاد، وسيكون شعبنا لهم بالمرصادquot;.

وقال علاوي في خطابه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا شعبَنا العراقيَّ الكريمَ الجريح...
ياشعبَنا الصابرَ على الظلمِ والاستبداد
يا شباب العراق الأبطال الشجعان..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

لقد تجاوز البغاة اليوم كل الخطوط وكل القيم.. قيم السماء وقيم الارض.. والله اكبر.. فقد تجاوز الطاغون المدى، عبثوا في البلاد، واشاعوا فيها الشر، وأذاقوا الشعب القهر، وأهانوا كرامة الامة.. دمروا قيمَ النضال والجهاد والتصدي للظلم والدكتاتوريةِ، وساروا في طريق القمع والقتل والطائفية السياسية المقيتة، وعملوا في العراق نهباً وحرقاً، وهدراً للدماء ونشر المهانة حيثما حلوا.

قتلوا البسمة واستهدفوا الشباب الذين هم اصحاب المستقبل.. واحرقوا الحرث والنسل واشعلوا فتيل الفتنة والبغضاء والكراهية، وابتعدوا عن مسيرة آل البيت الاطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام... تمادوا في الفساد، وفتحوا الابواب امام القاصي والداني، ليلحقوا الاذى والنهب بعراقنا الحبيب الذي قاتلنا من اجله ولاجله طيلة حياتنا، لندفع عنه غائلة الخوف والعوز والفقر، وقاتلنا الظلم والدكتاتورية وكدنا ان نفقد حياتنا اكراماً واجلالاً وتقديساً لشعبنا العظيم وقيمه الأعظم....

يا شعبنا العراقي الكريم الجريح...

لقد عملت خفافيش الظلام بقيادة وتوجيه قائد حزب الدعوة وحفنة من الطغاة على اعداد تهم مفبركة مبنية على الكذب والنفاق والتضليل الذي اعتادوا عليه، وحاولوا الصاق التهمة الكاذبة بنافي مجازر الزركة، وكذبوا وادعوا مرات ومرات بأننا نعمل على تدبير انقلاب عسكري، وكذبوا.. والآن يعتمدون على صورة باطلة لي، منها مئات الالاف مع ابناء شعبنا ومنطقتنا..معظمهم من الشرفاء.. وربما يكون عدد محدود منهم صاحب غاية او غرض.. فهل تكون صورة من هذا النوع تهمة...؟! ام انه الكذب والنفاق والتضليل..

وكذبوا على شعبنا في مسألة المائة يوم ونسى رأس الدعوة انه منذ خمس سنوات يحكم ويريد محاسبة الاخرين عن مئة يوم، ونسي انه لا يمتلك برنامجاً للحكومة، ولم يناقش مثل هذا البرنامج لا مع الوزراء ولا مع مجلس النواب، ليكون حَكماً على ادائه واداء وزرائه.

ونسى انه كان ولا يزال وزيراً للدفاع ووزيراً للداخلية ووزيراً للامن الوطني ورئيساً للمخابرات ولم يفصح عن اجراءاته في هذه الوزارات والمؤسسات مضللين شعبنا.. ويمكرون ويمكر الله.. والله خير الماكرين.. والله اكبر.. الله اكبر على من ظلم ومن كذب.

اعتمد على الاجنبي.. دعمته ايران ليكون رئيساً للوزراء... وبهذه المناسبة احمّل المجتمع الدولي مسؤولية حماية العراق من تدخل ايران وضمان التوازن للعملية السياسية التي فقدت توازنها ليبقى في الحكم.. فهم عليهم تقع مسؤوولية كبرى عما يحصل في العراق اليوم، امتلك الاجهزة القمعية بسكوت دولي وامتلك التقنيات الحديثة من الدول، مع هذا هرب عبرها القتلة والارهابيون وأمراء القاعدة، كما حصل في قضية سجون البصرة الفيحاء، وزجّ بالابرياء في السجون الرهيبة، وتجاوز الحدود في الفساد وخرق حقوق الانسان.. والله اكبر على من يخدع ويضلل الشعب...

لقد نسى وتوهم انه يستطيع تكميم الافواه وقتل روح المواطنة وسحق الكرامة، ولم يتعظ بثورة سيد الشهداء عليه السلام عندما اطلق صرخته التي دوت ولاتزال في ارجاء العالم.. هيهات منا الذلة.. والله اكبر على من قبل الذل لشعبه.

ايها الشعب العراقي الجريح الكريم اتعهد امام الله وامامكم باننا لن نترك شباب العراق الثائر وحده في مجابهة من يحاول خلق دكتاتورية جديدة في العراق، وسيجد في نصب الحرية وكل ساحات الحرية والتحرير في العراق دعمنا الكامل، وهم يمارسون بحقهم الدستوري في تجسيد آمال الشعب ومطالبه. انكم يا شباب وشابات العراق أملنا وأمل كل العراقيين لننهي الفساد والظلم والطغيان ونبني مستقبلاً زاهراً للجميع.

ان رأس حزب الدعوة هو امام مرحلة تاريخية وحساب عسير.. هو قبل وزرائه.. هو وليس حزبه.. هو وليس كتلته.. هو من يحرك نفراً من وزرائه ونفراً من مجالس اسناده ونفراً من ازلامه ليهيئوا لهذا اليوم من خلال البلطجية والازلام والشقاوات والمرتزقة.. والله اكبر على من يستخدم موارد العراق ليبطش بشعبه.

النصر للعراق.. والنصر لشباب العراق.. والخلود لشهداء العراق.. والنصر لأحرار العراق والعزة لكل المقدسات.. والنصر للحق على الباطل والنصر لشعوبنا العربية والاسلامية.. وسحقاً لكل الطواغيت والارهابيين والقتلة.. واحذر البلطجية والشقاوات ممن هم في اجهزة الحكم ومن هم خارجها أن شعبنا لن ينسى من اذاقه المر وداس على كرامته فالقضاء النزيه سيكون لهؤلاء بالمرصاد وسيكون شعبنا لهم بالمرصاد.. الشعب على موعد في معهم يوم الحساب.

ناشطو الاحتجاجات: بلطجية مدعومون بالسلطات احتلوا ساحة التحرير

من جهتهم قال ناشطو الاحتجاجات العراقية ان بلطجية مدعومين من قبل السلطات وقوات امنية بملابس مدنية قد اعتدوا عليهم واحتلوا ساحة التحرير في وسط العاصمة، حيث تنظم التظاهرات منذ 25 شباط/فبراير الماضي، مؤكدين انهم مصممون على مواصلة احتجاجاتهم.

واكد الناشطون quot;ان مافيات المالكي قد احتلت ساحة التحرير في الوقت الذي قررنا يه ومنذ أكثر من ثلاثة شهور على اسماع صوتنا وصوت المظلومين والمحرومين الى رئيس الوزراءquot;. واضافوا في بيان تلقته quot;ايلافquot; اليوم في جمعة القرار، quot;توجهت حافلات الحكومة المحمية بالجيش العراقي البطل وشرطة المالكي السرية وبلطجيته ومليشياته واحتلوا بأسلوب همجي وتحت شعارات حملوها زورًا فنحن من حملناها قبلهم، وهي رجم الإرهاب ومحاسبة القتلة المتورطين بدم العراقيين أيا كانوا.. واليوم احتلوا ساحة العراقيين العزيزة التي حولناها الى رمز يرعب كل قاتل وفاسد ومخربquot;.

واضافوا quot;انهم احتلوا ودنّسوا حضرة برلمان الشعب العراقي ساحة التحرير، وتحت نصب الحرية ليسلبوا الحرية معناها في أكبر فوضى حكومية مفتعلة تنفذ تحت شرف العقال العراقي وعباءته التي كنا نفخر برمزيتها ليحولوا هؤلاء الشيوخ المصنعين والمعادين من مخلفات المجتمع الى عصابات طاردت الشباب والنساء الذين لم يبق لهم من عراقهم سوى هذه الساحة في خطوة طائفية مقيتة، أراد المالكي ان يشعل نار حرب أطفأها الله، فهجموا موحدين بالعصي والأسلحة، واذا بنا نكتشف ان كل هؤلاء، حيث جيء بهم بملابسهم الشعبية، هم أفراد الشرطة السرية وموظفو مكتب المالكي، برعاية قاسم عطا (الناطق الرسمي باسم عمليات بغداد) ووزير الدولة الناطق باسم الحكومة علي الدباغ، واللذين حضرا للمرة الاولى الى هذا المكان، ليس للاستماع الى مطالب المتظاهرين كما يفعل أي مسؤول حقيقي شريف، بل الى حماية القتلة والمجرمينquot; على حد قولهم.

واشاروا الى انهم اضطروا الى الانسحاب من ساحة التحرير، وانتقلوا الى ساحة الفردوس في وسط العاصمة quot;لأننا لانريد أن نلعب في ملعب المالكي ومباراته الطائفية اللعينة، لأننا كنا وسنبقى لاعبين باسم العراق وباسم شعب العراق، فتركناهم وعصاباتهم ليعرضوا مسرحيتهم الهزيلة، لكي يتأكد من حقيقتهم الشعب العراقي كله، ولكننا سنعود لنسأله من جديد ماذا فعلت بالمائة يوم؟ فإن خلط الأوراق وتعكير المياه الصافية لن ينفعك في تشويش رؤية الشعب العراقيquot;.

وشددوا بالقول على quot;عائدون الى ساحة التحرير واليوم عصرًا سنذهب مع اخوتنا وبصدورنا العارية كما كنا طوال ايام التظاهر لانملك إلا العراق ولا رهان الا على عراق مدني بلا محاصصات وبلا طائفية وبلا سراق ولا مزورين ولا إرهابيين وبلا مليشيات وفرق موت. وقالوا quot;سنعاود الهتاف الى أن يأتي يوم رحيل كل ذلك وكل من تورط بنا وبدمائنا وبمعاناتنا وتقديمكم للقضاء كأكبر مزورين وسارقين وهاتكين لحرمة حياتنا عرفناهم في تاريخ هذه الحقبة، كل ذلك سيتحقق باستمرار الاحتجاجات وهمة الشباب وتحت قبة برلمان نصب الحريةquot;.

تظاهرتان تتنازعان على ساحة التحرير

وفي الوقت الذي تظاهر مواطنون ورجال عشائر في ساحة التحرير، قامت حافلات حكومية بنقلهم من مناطق في العاصمة ومحافظات مجاورة الى ساحة التحرير، وهم يرفعون لافتات تدعو إلى الاسراع في اعدام منفذي جريمة العرس، وحظيت بتغطية القناة العراقية الرسمية، كان ناشطون يتظاهرون في جانب اخر من الساحة مطالبين بإسقاط الحكومة لعدم ايفائها بوعود الاصلاح التي اطلقتها واعدة بتحقيقها خلال مهلة المائة يوم التي اعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي في 27 من شباط (فبراير) الماضي، مما ادى الى اشتباكات بالايدي بين الطرفين.

وكانت وزارة حقوق الانسان قد اعلنت قبل ثلاثة ايام ان تظاهرة المطالبين باعدام منفذي جريمة العرس ستنظم يوم السبت غدًا، لكنه يبدو انه تم تقديم موعدها الى اليوم، وأطلق عليها quot;جمعة القصاصquot;، بهدف التغطية على التظاهرة، التي اعد لها ناشطون يهتفون ضد الحكومة تحت شعار quot;جمعة القرارquot;.

تظاهرة تطالب بالقصاص من الارهابيين

وتجمع المئات من المتظاهرين في وسط بغداد بتنظيم من حزب الدعوة بقيادة المالكي، رافعين لافتات لمطالبة بتنفيذ حكم الاعدام بمنفذي جريمة quot;عرس الدجيلquot; في منطقة التاجي في ضواحي بغداد الشمالية والتي قتل خلالها عناصر بتنظيم القاعدة 70 مواطنًا كانوا يشاركون في حفل العرس وبينهم العروسان و22 طفلا.

وقد منح محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق الذي ينتمي الى حزب الدعوة الاسلامية بقيادة المالكي اجازة لهؤلاء المتظاهرين بالخروج للمطالبة بإنزال عقوبة الاعدام بمرتكبي الجريمة، وقال ان quot;هذه الاجازة الوحيدة التي تقدم بها المتظاهرون الجمعة، ولا توجد اجازات أخرى لبقية التظاهرات المزمع انطلاقهاquot;. وقد اشرفت السلطات على نقل المتظاهرين الى ساحة التحرير بحافلات حكومية.

وقد انتقد المتظاهرون الرئيس جلال طالباني لعدم توقيعه قرارات تنفيذ احكام الاعدام بحق المسلحين الذين ارتكبوا جرائم قتل، خاصة وانها هناك الان 1134 مدانًا صدرت ضدهم احكام قضائية بإعدامهم بحسب احصائية لوزارة العدل.

وقد رفع المتظاهرون صور ضحايا العرس، ولافتات كتب عليها quot;نطالب بإعدام قتلة الشعبquot; و quot;نطالب بالكشف عمن يقف وراء مجرمي عرس التاجيquot;، وquot;لاحياة لمن سلب الحياةquot;، وquot;نطالب بتنفيذ احكام الاعدام في ساحة التحريرquot;. وقد اصدر المتظاهرون بيانا اكدوا فيه ضرورة الاسراع في إعدام منفذي جريمة العرس علنا وتنفيذ احكام الاعدام ببقية المدانين، وطالبوا بالكشف عن الجهات السياسية التي تقف وراء هذه العمليات وادانتها.

وأخرى تطالب باسقاط الحكومة

في المقابل، تظاهر عراقيون في ساحة التحرير نفسها مطالبين بسقوط الحكومة واتخاذ اجراءات لمكافحة الفساد وتقديم الفاسدين لللمحاكمات وتوفير الخدمات الاساسية، لكنهم تعرضوا لاعتداءات من قبل مسلحين من quot;البلطجيةquot;.

وقد رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها quot;الشعب يريد إسقاط حكومة المالكيquot; وquot;كذاب نوري المالكيquot; وquot;نريد القصاص من الفاسدينquot; وquot;ندعو إلى ضمان الحريات العامةquot; رافعين الاعلام العراقية.. وتعرض المتظاهرون لاعتداءات من قبل رجال امن يرتدون ملابس مدنية واخرين من البلطجية الذين يحملون اسلحة بيضاء، فيما تم اعتقال سبعة من المتظاهرين.

وقد شهدت الساحة اشتباكات بالايدي بين المشاركين في التظاهرتين، مما ادى الى اصابات بينهم، وقد عبّرت مجموعة quot;شباب نصب الحريةquot;، وهي احدى المجموعات التي تنظم الاحتجاجات، عن الاستياء من عدم انجاز الوعود التي اطلقت عن الاصلاح، وقالوا في بيان quot;استمعنا ليومين متتالين وباهتمام وحرقة عن منجزات أكبر وزارة في العالم، فلم نجد في كل مناقشات الوزراء مشكلات الشعب وهمومه ولم يفهموا الرسالة التي من اجلها خرجنا الى الساحاتquot;.

واضافوا quot;ان الشعب يريد الكهرباء، وهم يتحدثون عن افتتاح وتوسيع السجون، والشعب يريد الخدمات وهم يتحدثون عن ضياع الأموال، الشعب يريد عراقًا معافى، وهم يتحدثون ويسافرون من اجل تحسين علاقات لا تفيد العراق، بل تصبّ في مصلحة الطرف الاخرquot;.

وقالوا انه quot;بدلاً منان يفتحوا ملفات المشاكل، راحوا يعدون المنجزات التي لا وجود لها الا في القاعة التي اجتمعوا فيها، حيث الكهرباء التي لم تقطع للحظة واحدة والماء الوفير ووجوههم المسترخية وكروشهم المتهدلة والمتورمة من السرقات والصفقاتquot;.

واشاروا الى ان quot;هذه ليست حكومة تفي بوعودها، فهي حكومة مستهترة بحقوق شعبها.. حكومة الطوائف والمحاصصة.. حكومة المليشيات والاحزاب المتنفذة.. حكومة مريضة وسرطان في جسد الدولة العراقية ولا رجاء من شفائهاquot;. واوضحوا quot;ان رئيس الوزراء جعل وزراءه يستعرضون منجزاتهم، لكن ماذا عن منجزه هو كوزير للدفاع والداخلية وغيرها من المهام الامنية التي انهارت في عهده حتى اصبح اليوم طريق محمد القاسم محرمًا على أعضاء الحكومة وجميع المسؤولينquot;.

وقالوا quot;جمعة القرار ضد آلة الكذب العملاقة التي يديرها 43 وزيرًا، فهؤلاء ومن يقف خلفهم يستغفلون عقول الشعب، ويضحكون عليه بمشاريع ومنجزات، وكأنها تحدث في عالم آخر، وليس في بلدنا، حيث الخراب الكبير وعلى المستويات كافة، فالأموال مسروقة ومازالت تسرق.. والطائفية تستعر نارها بين حين وآخر، والمحاصصة البغيضة، حيث الاستقتال على اصغر المناصب وغياب كامل للكفاءات وحضور كامل لعصابة التزوير والمزورينquot;.

واكدوا بالقول quot;نذهب إلى ساحتنا، لكي نقرر في جمعة القرار هذه يوم 10 حزيران أي مستقبل نريد للعراق.. فلا عذر بعد اليوم لمن استطاع الى ساحة التحرير سبيلاً ولم يحج اليها، فإن بيننا وبينه العراق، وبعد هذا اليوم لانعترف بنقابة ولا باتحاد ولا بجمعية ولا بمؤسسة وجدت والعراق يناديها وتخاذلت رغبة في (صدقات المالكي ومكرماته)quot;.

واحتجاجات في مدن عراقية

اضافة الى بغداد، فقد تظاهر الاف العراقيين في مدن اخرى في الجنوب والشمال، مطالبين الحكومة باجراء اصلاحات معيشية وسياسية بعد ايام قليلة من انتهاء مهلة المئة يوم التي منحت الى الوزارات لتحسين ادائها.وشهد العراق في بداية العام الحالي اكبر تظاهرات منذ سقوط نظام صدام حسين، استلهم فيها آلاف العراقيين الحركات الاحتجاجية في العالم العربي، منددين بعدم كفاءة الطبقة السياسية، بحسب قولهم.

ودفعت التظاهرات المالكي الى الاعلان في 27 شباط (فبراير) الماضي عن انه سيقيم وسيعلن بعد 100 يوم من هذا التاريخ quot;اخفاقات ونجاحات كل وزيرquot;، ملمحًا حينها الى امكان طرد وزراء او مسؤولين في وزاراتهم. ولم تتمكن الحكومة في هذه الفترة من ايجاد حلول لمشاكل اساسية يعانيها العراقيون في حياتهم اليومية، بينها النقص الحاد في الكهرباء والمياه النقية، وكذلك الوضع الامني الذي يبقي البلاد في حالة من التاهب الدائم.

وفي الحلة (100 كلم جنوب بغداد) تظاهر المئات امام مبنى المحافظة في وسط المدينة، وسط اجراءات امنية مشددة، حاملين اعلامًا عراقية ولافتات، كتب على احداها quot;المية خلصت يا ولد وكل الفساد بهل البلدquot;.

وفي ظل الاجراءات الامنية المشددة في البصرة (550 كلم جنوب بغداد) تظاهر العشرات في وسط المدينة للمطالبة بالاصلاح المعيشي والامني. كما شهدت مدن كركوك (240 كلم شمال بغداد) والناصرية (305 كلم جنوب بغداد) والنجف (150 كلم جنوب بغداد) تظاهرات مماثلة شارك فيها العشرات.

ورغم مرور ثمان سنوات على سقوط نظام صدام حسين، لا تزال البلاد تشهد اعمال عنف يومية وصراعًا سياسيا محموما على السلطة. وقد ولدت حكومة المالكي بعد حوالي تسعة اشهر من المفاوضات عقب انتخابات آذار (مارس) التشريعية عام 2010، لتاتي الى الحكم بتشكيلة وزارية تختصر مفاهيم quot;الوحدة الوطنيةquot; التي تستند الى موازين سياسية هشة.

وكانت بغداد وعدد آخر من المحافظات العراقية شهدت في شباط تظاهرات تطالب الحكومة بالعمل على تحسين مستوى الخدمات ومحاربة الفساد وايجاد فرص عمل لعدد كبير من العاطلين. ومن اجل احتواء التظاهرات، وعد المالكي في 27 شباط الماضي بالعمل على الاستجابة لمطالب المتظاهرين خلال مئة يوم انتهت الثلاثاء، حيث هدد المالكي وزراءه بالطرد في حالة فشلهم في الاستجابة لهذه المطالب.