إرتفعت حصيلة قتلى إحتجاجات الجمعة في عدد من المدن السوريّة إلى 18 قتيلا وعشرات الجرحى. وبعدما لبّى الآلاف دعوات المعارضة إلى الخروج إلى الشوارع في جمعة (إسقاط الشرعية) عن الرئيس السوريّ، جابهت قوّات الأمن المحتجين بالرصاص بحسب إفادات نشطاء حقوقيين وشهود عيان.


جانب من إحتجاجات مدينة حمص السورية يوم الجمعة

دمشق: بلغ عدد قتلى الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام في quot;جمعة سقوط الشرعيةquot; 16 شخصًا اطلقت قوات الامن السورية النار عليهم اثناء مشاركتهم في تظاهرات حاشدة في مدن سورية عدة، بينها العاصمة دمشق.

وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، الذي يتخذ من لندن مقرا له، ان quot;حصيلة شهداء الجمعة ارتفعت الى 18 شخصًاquot;.

واوضح عبد الرحمن quot;ان 6 قتلوا في الكسوة (ريف دمشق) و5 في حي برزة الواقع في دمشق و4 في بلدة القصير والقرى المجاورة لها (ريف حمص)، إضافة الى 3 قتلوا في حمص (وسط)quot;.

كما اشار رئيس المرصد الى quot;وفاة شخصين، أحدهما من حمص والاخر من حماة (وسط) متاثرين بجراحهما عندما أصيبا اثناء مشاركتهما في مظاهرات جرت في مدينتيهماquot;.

ولفت الناشط الى ان quot;مظاهرات ليلية جرت في دير الزور (شرق) وفي جبلة (غرب) وفي اللاذقية (غرب) وفي دوما (ريف دمشق)quot; لافتا الى ان quot;قوات الامن قامت بقمع مظاهرة كانت تتهيأ للخروج من احد مساجد مدينة بانياس (غرب) مساءquot;.

واضاف quot;ان حملات اعتقال شنتها قوات الامن السورية مساء الجمعة في كل اللاذقية وجبلة وبانياس طالت اكثر من عشرين شخصًاquot;.

وكان عبد الرحمن اكد في وقت سابق ان قوات الامن شنت في بلدة مارع الواقعة على بعد حوالي 35 كلم شمال مدينة حلب (شمال) حملة اعتقالات واسعة النطاق اثر تظاهرة انطلقت في البلدة عقب صلاة العشاء، وشارك فيها المئات من المطالبين بسقوط نظام بشار الاسد.

ومساء الجمع،ة اعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن مقتل شخص ثان في بلدة القصير برصاص قوات الامن، مؤكدا ان اطلاق نار كثيف كان لا يزال مستمرا حتى ساعة متأخرة من ليل الجمعة السبت، وان بعضًا من سكان البلدة الحدودية مع لبنان نزحوا باتجاه الاراضي اللبنانية.

واكد عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان quot;تظاهرات اليوم كانت الاضخم عددا منذ اندلاع الثورة السورية منتصف اذار/مارسquot;، مضيفا ان quot;العدد اضحى بعشرات الالاف بعدما كانت التظاهرات تضم الالافquot;.

واضاف ان quot;اكثر من 30 الفا تظاهروا في دير الزور (شرق) وعشرات الالاف في حماه (وسط)quot;.

وتابع رئيس المرصد quot;كما خرجت تظاهرات في احياء عدة في حمص (وسط) والالاف في الميادين (شرق) ونحو 10 الاف شخص خرجوا للتظاهر في كفر نبل وجرجناز وسراقب ونبش (ريف ادلب) ونحو 5 الاف شخص شاركوا في تظاهرة في مدينة الرستن (وسط)quot;

واشار الى ان quot;الشعارات التي نادى بها المتظاهرون تدعو الى اسقاط النظامquot;. واضاف عبد الرحمن ان quot;حوالي 700 شخص خرجوا للتظاهر في الزبداني (ريف دمشق)، اضافة الى 1500 متظاهر في دوما (ريف دمشق) رغم الحواجز الأمنية، فضلاً عن تظاهرة ضمت نحو 12 الف متظاهر في حي القابون في دمشقquot;.

وفي جبلة (غرب)، quot;اطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرينquot; بحسب رئيس المرصد، الذي قال ان quot;قوات الامن فرقت بالقوة تظاهرة انطلقت من امام جامع الحسن في دمشق وعمدت الى اعتقال بعض المتظاهرينquot;.

وفي بلدة مارع الواقعة على بعد حوالي 35 كلم شمال مدينة حلب (شمال) شنت قوات الامن حملة اعتقالات واسعة النطاق اثر تظاهرة انطلقت في البلدة عقب صلاة العشاء، وشارك فيها المئات من المطالبين بسقوط نظام بشار الاسد، كما اكد عبد الرحمن.

وقال رئيس المرصد ان حملة الاعتقالات تخللها اطلاق نار كثيف جدا في الهواء، واسفرت عن اعتقال ما بين 70 و80 شخصًا، من دون ان يؤدي اطلاق النار الى سقوط قتلى او جرحى.

واضاف انه في حماة (شمال غرب) توفي الجمعة متظاهر متأثرًا باصابته برصاص قوات الامن خلال تظاهرة جرت في المدينة قبل ايام، وقد تم تشييعه اثر صلاة الجمعة.

من جهته قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان quot;مئات المتظاهرين خرجوا في حي ركن الدين في دمشق، داعين الى سقوط النظامquot; لافتًا الى ان quot;قوات الامن قامت بتفريق المتظاهرين وضربهم بالهراواتquot;.

واضاف ريحاوي ان quot;تظاهرات عدة خرجت في اللاذقية (غرب) والسلمية (وسط) وقرية المسيفرة وصيدا (ريف درعا) وفي حي برزة في دمشق وفي درعا (جنوب) للمطالبة باسقاط النظامquot;.

وافاد ناشط حقوقي فضل عدم كشف اسمه ان quot;قوات الامن فرقت تظاهرتين في حلب، الاولى من امام جامع الانوار، والثانية في حي سيف الدولة شارك فيها المئاتquot; مشيرا الى ان quot;احدى السيارات الموالية للنظام عمدت الى دهس احد المتظاهرين الذي تم اسعافهquot;.

وفي شمال سوريا، تحدث الناشط عبد الله خليل عن quot;تظاهرة كبيرة ضمت المئات في الرقة، واخرى انطلقت في مدينة الطبقةquot;، مشيرا الى ان quot;قوات الامن عمدت الى ضرب المتظاهرين بالعصي الكهربائية، ما ادى الى سقوط جرحى اضافة الى اعتقالات في صفوفهمquot;.

وقال خليل ان quot;المتظاهرين عمدوا الى احراق العلم الروسي وطالبوا (الرئيس الروسي ديمتري) مدفيديف بألا يساهم في قتل السوريينquot; على خلفية استمرار رفض روسيا ادانة اعمال القمع في مجلس الامن الدولي.

وفي شمال شرق البلا،د حيث الغالبية كردية، ذكر الناشط حسن برو لوكالة فرانس برس ان quot;اكثر من 5 الاف متظاهر خرجوا في القامشلي، واكثر من ثلاثة آلاف شخص تظاهروا في عامودا، مطلقين شعارات تدعو الى اسقاط النظام، ولكن من دون تسجيل احتكاك مع قوات الامنquot;.

وتحدث برو عن خروج quot;نحو 1500 متظاهرquot; في راس العين، مشيرا في المقابل الى quot;خروج تظاهرة تاييد للرئيس (بشار الاسد)quot; في المنطقة نفسها.

من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان وحدات الجيش quot;استكملت مهمة انتشارها في قرى جسر الشغور المتاخمة للحدود السورية التركية من دون أن يجري إطلاق للنار أو أن تقع أي خسائر بشرية أو ماديةquot;.

وطلب مصدر عسكري مسؤول بحسب ما نقلت الوكالة من quot;الاخوة المواطنين الذين اجبرتهم التنظيمات الارهابية المسلحة على ترك منازلهم العودة اليها، بعدما أضحت امنة من عبث افراد تلك التنظيماتquot;.

وقالت السلطات التركية ان 1578 لاجئا تدفقوا على تركيا الخميس، ما رفع اجمالي عدد اللاجئين السوريين في المخيمات التركية في محافظة هاتاي الى 11 الفا و739 لاجئا.

واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الجمعة ان تركيا تواصل اتصالاتها مع سوريا لتشجيعها على تطبيق اصلاحات ووضع حد للقمع الدامي الذي ارغم قرابة 12 الف سوري على الهرب الى الاراضي التركية.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حذرت من خطر تصعيد في الشرق الاوسط، بينما افادت معلومات ان الجيش السوري اقتحم بلدة متاخمة للحدود التركية.

الى ذلك، اشارت الوكالة الى quot;استشهاد ضابط من قوات حفظ النظام بنار مسلحين في منطقة القدم (ريف دمشق)، كما تم تبادل لاطلاق نار بين قوات حفظ النظام ومجموعات مسلحة في منطقة البياضة (ريف حمص)quot;

ولفتت الى quot;اصابة اثنين من المواطنين برصاص مسلحين في حمص وضابط من قوات حفظ النظام برصاص مسلحين في برزة واصابة عدد من قوات حفظ النظام في الكسوة (ريف دمشق)quot;، مضيفة ان quot;مسلحين اطلقوا النار على دوريات حفظ النظام وخطفوا سيارة اسعاف تقل جرحى في منطقة القصيرquot;.

وتطرقت الوكالة الى حجم التظاهرات في المدن السورية الجمعة، فتحدثت عن quot;تجمع حوالي 300 شخص في اللاذقية وتجمع (اخر) بالعشرات امام جامع الحسن في الميدان في دمشق وتجمع في القابونquot;.

واضافت quot;شهدت الحسكة (شمال شرق) تجمعا محدودا في عامودا عقب صلاة الجمعة وتجمعات متفرقة في بعض مناطق محافظة دير الزورquot;.

من جانبهم، عبر القادة الاوروبيون عن quot;ادانتهم باكبر قدر من الحزم للضغوط التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه واعمال العنف غير المقبول والمثيرة للاشمئزاز التي ما زال يتعرض لهاquot;.

واعرب القادة كذلك عن quot;قلقهم البالغquot; حيال quot;العمليات العسكرية السورية في جوار الحدود التركية، في قرية خربة الجوزquot;. وفي الوقت نفسه دخلت سلسلة ثالثة من العقوبات ضد سوريا حيز التنفيذ الجمعة.

واللافت ان لائحة الذين فرضت عليهم عقوبات شملت اسماء ثلاثة من قادة الحرس الثوري الايراني (الباسداران) بينهم قائدها، بتهمة مساعدة النظام السوري في قمع المحتجين.

واتهم الاوروبيون الايرانيين الثلاثة quot;بالتورط في تقديم العتاد والعون لمساعدة النظام السوري على قمع المتظاهرين في سورياquot;. وتقضي العقوبات بتجميد حساباتهم في اوروبا وعدم منحهم تأشيرات دخول.

وكان الاتحاد الاوروبي فرض في ايار/مايو عقوبات بحق 23 من مسؤولي النظام السوري بمن فيهم الرئيس بشار الاسد.

الى ذلك، نقل ثمانية سوريين مصابين بطلقات نارية الى مستشفيين في شمال لبنان الجمعة، بعد دخولهم عبر معبر حدودي غير شرعي البلاد، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.

وتشهد سوريا منذ ثلاثة اشهر احتجاجات غير مسبوقة تسعى السلطة الى قمعها عن طريق قوات الامن والجيش، مؤكدة ان تدخلها املاه وجود quot;ارهابيين مسلحين يبثون الفوضىquot;.

واسفر القمع عن اكثر من 1300 قتيل من المدنيين واعتقال اكثر من عشرة الاف شخص وفرار اكثر من عشرة آلاف آخرين الى تركيا ولبنان، كما ذكرت منظمات حقوقية سورية.