لندن: وجد باحثون ان الديدان التي تجبر على التكاثر من خلال التوالد بدون تزاوج، تكون اقل قدرة على التخلص من الالتهابات الطفيلية التي قد تقتلها في النهاية.
ويقول الباحثون ان هذا الكشف يعد الدليل الاكثر اقناعا حتى الآن في نظرية النشوء والتطور من الناحية البايولوجية.
وتقول هذه النظرية ان النشاط الجنسي تطور في الكائنات لانه يسمح لتلك الكائنات باعادة ترتيب وتنظيم جيناتها في هياكل ومنظومات متنوعة حتى تبقى متقدمة على الطفيليات والبكتيريا، وبالتالي تستطيع مكافحة اضرارها عليها.
يذكر ان موضوع الجنس يعد من الامور المحيرة بالنسبة للعلماء المؤمنين بنظرية النشوء والتطور، التي يعتبر العالم البريطاني تشارلز داروين عرابها الاكبر.
ويقول العلماء ان اعادة انتاج الحياة عبر طرق تكاثر لا جنسية، اي بطريقة انقسام واستنساخ الخلايا، له اكثر من معنى ومغزى، اذ انه يخلص الكائنات من الحاجة الى شريك جنسي، كما انه يحررها من الدخول بمنافسات مع خصوم جنسيين لاغراض التكاثر، ويجنبها التعرض الى امراض تنقل عن طريق التزاوج الجنسي.
لكن رغم ذلك فان التزاوج جنسيا موجود، وهو حال معظم الحيوانات والنباتات، التي تتكاثر عن طريق الاتصال الجنسي.
العلماء يرون ان الكثير من الغموض في هذا الامر يكمن في الطفيليات والبكتيريا، فهي تخلق ظروفا تجعل من الكائن يمزج جيناته مع جينات شريكه الجنسي، على الرغم من سلبيات الاتصال الجنسي التقليدي.
ومن شأن هذا الامتزاج في الجينات ظهور كائن بقدرات طبيعية وبايولوجية افضل تمنحه القوة على مكافحة هجمات الطفيليات.
ويقول العلماء ان الديدان او الكائنات المشابهة تكون لها قدرة افضل في التكاثر جنسيا عندما تكون عرضة للتهديد من مخاطر طفيليات وبكتيريا تكون موجودة وقريبة من بيئتها.
وجاءت هذه النتائج عندما عمد فريق علمي من جامعة انديانا الاميركية الى هندسة نوعين من نفس فصيلة الديدان وراثيا، الاولى تنتج عن طريق التكاثر الجنسي، والاخرى تتكاثر عن طريق الاستنساخ اللاتزاوجي.
وتبين للباحثين ان النوع الاولى تمكن من البقاء والاستمرار على الرغم من هجمات البكتيريا، في حين تمكنت البكتيريا من قتل الديدان التي تكاثرت بدون اتصال جنسي.
ويرى الباحثون ان هذا يعد دليلا آخر على مصداقية نظرية النشوء والتطور الداروينية، التي طالما ظلت محل نقاش وجدل بين مؤيد ومنتقد في الاوساط العلمية.
التعليقات