لندن: حذر بيطريون من ان عودة مخلوقات انقرضت في بريطانيا مثل حيوان القندس ونسر البحر تهدد الريف البريطاني.

وكانت هذه الحيوانات تجوب بريطانيا بحرية قبل قرون الى ان انقرضت بسبب الصيد والقنص. وأدى هذا الى اطلاق حملة لاعادة انواع مثل القندس والذئاب والدببة الى البرية. ولكن مجموعة من كبار الأطباء البيطريين دعت الى اسقاط quot;الصيحة الجديدةquot; التي تريد اعادة حيوانات انقرضت في بريطانيا مؤكدة ان مثل هذه المشاريع يمكن ان تسبب quot;كارثةquot; بيئيةquot;.

وأوضح تقرير أعدته الجمعية البيطرية لادارة الحياة البرية التي تمثل نحو 550 طبيبا متخصصا بالحيوانات البرية ، ان مشاريع اعادة حيوانات منقرضة تنطوي على quot;مخاطر من صنع الانسان تهدد التنوع الحياتيquot;. وحذر التقرير من ان اعادة مثل هذه الأنواع يمكن ان quot;تحقق نجاحا مفرطاquot; وتسفر على سيطرة الانواع العائدة على مواطن حيوانات أخرى ونشر الامراض.

وقالت الجمعية البيطرية في تقريرها ان القول بأن هذه المخلوقات كانت موجودة في البلد قبل مئات السنين ليس مبررا كافيا.
ومن بين الحيوانات التي أُعيدت الى البراري البريطانية من بلدان أخرى في السنوات الأخيرة النسر البحري أو النسر ذو الذنب الأبيض والقندس والعقاب النساري.

وتتكاثر انواع اخرى بعد ان أُعيدت بطريق الخطأ عندما هربت من اقفاصها مثل الخنزير البري. وهناك مقترحات لاعادة الذئاب والسنانير البرية وانواع من الدببة الى بعض المناطق في بريطانيا.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن سكرتير الجمعية البيطرية الدكتور لويس توماس ان الريف البريطاني قطع شوطا بعيدا في التطور منذ كانت هذه الأنواع موجودة وتغير تغيرا هائلا نتيجة ذلك. وفي بلد صغير مثل بريطانيا فان عودتها قد تكون ذات نتائج كارثية على البيئة.

وقال توماس ان الحدأة الجارحة التي دُفعت الى الانقراض في انكلترا منذ اوائل القرن العشرين لفتكها بالحيوانات قبل أن تُعاد الى البرية في مشروع نُفذ خلال عقد التسعينات أصبحت الآن سائدة في مناطق عديدة وتهدد انواعا من الطيور المغردة.

ولاحظ توماس ان انصار هذه المشاريع يتحدثون عن اعادة حيوانات بطريقة quot;مسيطر عليهاquot; ولكن ليس من الممكن السيطرة على مخلوقات مثل القندس أو الذئب. واضاف ان مبعث القلق هو تأثيرها على الحياة البرية الحالية مشيرا الى ان اعادة حيوان القندس الى البرية ستكون كارثة على البيئة.

وكانت مشاريع اعادة القندس الى البرية تعرضت لانتقادات واسعة بسبب تأثير السدود التي يبنيها هذا الحيوان على الأسماك المهاجرة وفي وفي زيادة خطر الفيضان.

وتشهد مناطق في انحاء العالم مشاريع لاعادة حيوانات اختفت من بيئتها التقليدية لأن العديد من الحكومات ، ومنها الحكومة البريطانية ملزمة قانونيا بالنظر في امكانية اعادة انواع محلية الى سابق عهدها.

وايدت الوكالات الحكومية المعنية بالحياة البرية في بريطانيا مثل هذه المشاريع في السنوات الأخيرة قائلة انها طرق مهمة للحفاظ على هذه المخلوقات.

وأعرب تقرير الجمعية البريطانية عن وقوفه مع الحملة الداعية الى الغاء قانون منع الصيد على اساس ان الصيد هو أفضل طريقة لتوفير اعداد صحية وقادرة على الحياة من انواع مثل الثعالب وذلك بالقضاء اصطفائيا على المخلوقات المسنة والضعيفة والمصابة والمريضة.