يسعى الثوار الليبيون الذين باتوا عند أبواب طرابلس المعقل الأخير للقذافي إلى قطع طريق الإمدادات عن العاصمة لزيادة الضغط على النظام، فيما بدأوا في بنغازي يعدّون مشروعًا سياسيًا مع احتمال سقوط الزعيم الليبي. ومن المنتظر أن يعدّ الثوار دستورًا للبلاد وأن يسلموا السلطة بعد 8 أشهر من سقوط القذافي.


الأنظار تتوجه نحو معركة طرابلس الفاصلة... معقل معمر القذافي الأخير

بنغازي: فتح الثوار الاربعاء جبهتين جديدتين، الاولى في عجيلات في غرب ليبيا، والثانية في الهيشة في شرقها بين مصراتة وسرت مسقط رأس معمّر القذافي.

وقال الناطق العسكري باسم الثوار العقيد أحمد عمر الباني خلال مؤتمر صحافي في بنغازي ان quot;معارك عنيفة تجري حاليًا في بلدة عجيلات، حيث تحاول قوات الثوار تحرير المنطقةquot;.

وتقع عجيلات على بعد خمسين كلم من طرابلس، وتبعد بضعة كيلومترات جنوب صرمان التي سيطر عليها الثوار.

وظهر الاثنين، تمكن الثوار ايضًا من quot;تحريرquot; صبراتة التي تقع على الطريق الساحلية المؤدية الى تونس. وتأكد مراسل فرانس برس بعد الظهر من ان صبراتة باتت تحت السيطرة التامة للثوار بعد اشتباكات متفرقة وقعت قبل الظهر.

لكن العقيد باني أقرّ بأنه quot;لم يتم بعد تحريركل المدن الواقعة بين الحدود التونسية وصرمانquot; مؤكدًا ان quot;تحرير عجيلات سيشكل منعطفًا مهمًاquot;.

من جهة اخرى، افاد المتحدث ان مدينة الزاوية الواقعة على مسافة اربعين كلم غرب طرابلس، والتي بات الثوار يسيطرون على quot;القسم الاكبر منهاquot; بعد معارك عنيفة مستمرة منذ ايام عدة، quot;تتعرض لقصف عنيف من قوات القذافي من الشرق، غير ان السكان لا يخشون هذا القصف، ولن يغادروا المدينةquot;.

وعلى مسافة 250 كلم شرق طرابلس، بدأ الثوار هجومًا على بلدة الهيشة الواقعة على الطريق التي تربط العاصمة بسرت.

وقال احد قادة المتمردين ان quot;فرق الاستطلاع التابعة لقوات الثورة بلغوا مشارف الهيشة بعدما صدوا قوات القذافيquot;.

وفي طرابلس، ازداد انقطاع الكهرباء، وتحدث السكان الاربعاء عن اضطرابات في شبكة الهاتف النقال، فيما لا تزال الاتصالات الهاتفية مع تونس مقطوعة منذ يومين.

على الجبهة الشرقية في مدينة البريقة النفطية، واصل الثوار تقدمهم، وقال المتحدث ان quot;المنطقة السكنية تحت سيطرة الثوار بالكامل، والمعارك تجري في المنطقة الصناعيةquot;.

واضاف quot;لن نغير استراتيجيتنا في البريقةquot; بعدما اطلقت قوات النظام الاحد صاروخ ارض-جو من طراز سكود على مواقع للثوار في المنطقة. وعلق على ذلك بأن هذا القصف يثبت ان quot;الطاغية خائف ويائسquot;.

الى ذلك، حدد الثوار خارطة الطريق الجديدة لمرحلة ما بعد القذافي في وثيقة حصلت فرانس برس على نسخة عنها.

فقد تبنى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الهيئة السياسية للثوار، في مقره في بنغازي (شرق) quot;وثيقة دستوريةquot; تنص على تسليم السلطة الى مجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية اشهر، وتبني دستور جديد.

والبيان هو نسخة معدلة ومفصلة من خارطة الطريق التي تبناها المجلس الوطني الانتقالي في آذار/مارس.

ويتضمن البيان 37 مادة في نحو عشر صفحات، تحدد المراحل المختلفة للفترة الانتقالية بعد سقوط نظام القذافي.

ويؤكد المجلس الانتقالي انه quot;اعلى سلطة في الدولة (...) والممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي، ويستمد شرعيته من ثورة 17 فبرايرquot;، مؤكدا انه سينتقل من بنغازي الى العاصمة طرابلس بعد اعلان التحرير.

على صعيد آخر، ندد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد بما وصفاه بـquot;الاعتداء الامبرياليquot; الذي يشنّه الغرب في ليبيا وسوريا، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الفنزويلية.

وغادر الموفد الخاص للامم المتحدة الى ليبيا عبد الاله الخطيب تونس الثلاثاء بعد زيارة استمرت 24 ساعة، التقى خلالها ممثلين ليبيين، وسط غموض بشان مفاوضات افيد عنها بين الثوار وممثلين لنظام القذافي.

وافادت مصادر متطابقة ان محادثات سرّية جرت الاحد في جربة على مقربة من الحدود التونسية الليبية.

غير ان الثوار نفوا بشكل قاطع الدخول في اي quot;مفاوضات سواء مباشرة او غير مباشرة مع نظام القذافي. وقال وحيد برشان ممثل مدينة غريان الليبية في المجلس الوطني الانتقالي من جهته quot;اجرى تكنوقراط من نظام القذافي اتصالات مع الثوار، وهم يطلبون نصائح لإيجاد اماكن يمكنهم الخروج اليها خارج البلادquot;.

واضاف ان quot;كثيرًا من هؤلاء المسؤولين يرغبون في طلب اللجوء السياسي في اوروبا، وخصوصًا في فرنساquot;، موضحًا انه quot;في الوضع الراهن فإن كلمة (مفاوضات) لا تصح، انها فقط طلبات فرديةquot;.