أعلنت الحكومة التركية عن تبنيها استراتيجية جديدة اكثر حزماً ضد متمردي حزب العمال الكردستاني شمال العراق الذي تعتبره منظمة إرهابية، بحيث بادرت مساء الخميس الى شن غارات استهدافت مواقع لهم. ولم تكن تركيا قد قصفت مخابىء المتمردين الاكراد منذ اكثر من عام.


انقرة: شنت الطائرات التركية صباح الجمعة غارات جديدة على معاقل المتمردين الاكراد في شمال العراق، بحسب ما افاد مسؤول الاعلام المركزي في حزب العمال الكردستاني وقال دوزدار حمو ان quot;الطائرات التركية بدأت بقصف منطقة قنديل قبيل الساعة العاشرة صباحا (07,00 ت غ)quot;، مشيرا الى ان quot;القصف تركز على منطقة قنديلquot; فقط.

ولم يتحدث حمو عن وقوع خسائر بشرية او مادية جراء القصف. وكانت السلطات العسكرية التركية اعلنت في وقت سابق ان الطيران التركي قصف الخميس 28 هدفا لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق ردا على كمين نصبه المتمردون الاكراد.

وذكرت وسائل الاعلام التركية ووكالة فرات نيوز للانباء القريبة من المتمردين الاكراد ان اكثر من عشر طائرات حربية تركية قصفت مواقع لهؤلاء المتمردين في شمال العراق.

واكد مسؤول الاعلام المركزي لحزب العمال الكردستاني دوزدار حمو في تصريح لوكالة فرانس برس ان quot;القصف التركي لمناطق قنديل وخواكرك والزاب في اقليم كردستان العراقي تجدد مساء اليومquot;.

واضاف ان quot;القصف عشوائي ويقترب من القرى المنتشرة في تلك المناطقquot;، مشيرا في الوقت ذاته الى انه quot;لا معلومات عن سقوط ضحايا حتى الآنquot;.

وهذا القصف هو الثاني لمعاقل حزب العمال الكردستاني في الجبال العراقية منذ مساء الاربعاء، وذلك بعد ساعات من كمين نصبه المتمردون في جنوب شرق تركيا ادى الى مقتل ثمانية جنود اتراك وعنصر ميليشيا موالية للحكومة.

ولم تكن تركيا قد قصفت مخابىء المتمردين الاكراد منذ اكثر من عام.

واستهدفت غارات الخميس اهدافا لحزب العمال الكردستاني في جبل قنديل القريب من الحدود مع ايران والذي يضم مركز قيادة وفق ما اكدت وكالة فرات نيوز.

وذكرت وكالة ايها التركية للانباء ان مقاتلات اف 16 انطلقت قرابة الساعة 19,00 ت غ من قواعدها في تركيا متجهة الى شمال العراق.

كذلك، تحدثت قناتا ان تي في وسي ان ان تورك عن quot;عملية جوية ثانيةquot; في العراق ضد حزب العمال الكردستاني.

واصدرت رئاسة اقليم كردستان في العراق بيانا اعلنت فيه عن ادانتها واستنكارها quot;لهذا الظرف القتالي ومعاودة العنف عموما والتفجير الذي وقع قرب بلدة جليquot;، في اشارة الى الكمين الذي استهدف فيه الجنود الاتراك.

وتابع البيان الذي تلقت تلقت فرانس برس نسخة منه quot;نرى ان الحرب والمواجهة العسكرية والقصف لا تؤدي الا الى المصائب ولا تخدم اي طرف، وتعمق المشاكل وتضر بمسيرة المصالحةquot;.

وختم البيان quot;نأمل في وضع القتال والعنف جانبا واللجوء الى الحوار والنقاش لمعالجة المشاكلquot;.

ومن جهة ثانية قتل جنديان تركيان واصيب اربعة اخرون مساء الخميس في هجوم صاروخي استهدف موقعا للدرك في اروه، في محافظة سيرت، كما ذكرت محطات التلفزيون التركية.

وقالت رئاسة اركان الجيش التركي في بيان على موقعها الالكتروني ان الغارات التركية على شمال العراق، وهي الاولى هذا العام، استهدفت مواقع للمتمردين الاكراد بدءا من مساء الاربعاء في مناطق خاكورك وقنديل والزاب في اقليم كردستان شمال العراق حيث تنتشر مراكز قيادة التمرد الكردي المسلح.

واضافت ان الطائرات التي شاركت في العملية عادت الى قواعدها في تركيا بسلام.

واشار الجيش الى ان نحو 168 هدفا في منطقة قنديل تعرضت للقصف المدفعي الشديد قبل انطلاق العملية الجوية.

ولفت الجيش التركي الى ان عملياته على الاراضي التركية وفي شمال العراق الذي يلجا اليه متمردو حزب العمال الكردستاني quot;ستتواصل الى ان يتم اجتثاتquot; المتمردين الاكراد.

واتت هذه الغارات بعد ساعات على الهجوم الدامي الاربعاء على مدينة جوكورجا جنوب شرق تركيا والذي تبناه حزب العمال الكردستاني المصنف من قبل تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة مجموعة ارهابية.

كما تاتي الهجمات بعد ان اعلنت الحكومة التركية عن بداية quot;عهد جديدquot; في القتال ضد حزب العمال الكردستاني.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الذي اشار سابقا الى انه سيتم اعتماد اجراءات اكثر صرامة ضد المتمردين بعد شهر رمضان، للصحافيين في اسطنبول quot;طفح الكيلquot;.

واعلن ان القتلى هم ثمانية جنود واحد حراس القرى، وهي ميليشيا شبه عسكرية موالية للجيش، كما اصيب 11 جنديا بجروح.

وافادت مصادر امنية ان انفجارين على الاقل وقعا لدى مرور قافلة عسكرية على طريق سريعة يرجح انهما نجما عن لغمين موجهين عن بعد.

واكد اردوغان quot;لقد نفد صبرنا خلال رمضانquot;، مضيفا ردا على سؤال حول ما يمكن ان تتخذه الحكومة من تدابير ضد حزب العمال الكردستاني quot;سترون عندما يحصل ذلكquot;.

وعقد مجلس الامن القومي التركي الذي يتالف من عدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، اجتماعا بعد ظهر الاربعاء لمناقشة quot;الاستراتيجية الجديدةquot; التي سيتم تبنيها ضد الحزب الكردستاني.

وتعيد انقرة منذ فترة النظر في استراتيجيتها ضد الحزب الانفصالي. وتدرس الحكومة القيام باجراءات جديدة من بينها ارسال قوات شرطة خاصة ووحدات جيش متخصصة الى مناطق القتال على طول الحدود مع العراق.

وقالت الصحف التركية اليوم ان تشديد التدابير يتضمن ارسال قوات خاصة من الشرطة ووحدات من الجيش الى منطقة المعارك في اطار اعادة تنظيم الجهاز الامني المنتشر في جنوب وجنوب شرق الاناضول، وهو ما سيبحث مجلس الامن الوطني الاربعاء المقبل.

وسيسعى الرئيس التركي عبد الله غول، الذي سيرأس المجلس، على الحصول على دعم الحزب الحاكم واحزاب المعارضة في البرلمان لقتال حزب العمال الكردستاني، حسب وسائل الاعلام التركية.

وكان حزب العمال الكردستاني تبنى الهجوم في اتصال اجراه مع وكالة فرانس برس مسؤول الاعلام المركزي لحزب العمال الكردستاني دوزدار حمو.

وياتي هذا الهجوم بعدما قتل الحزب الكردي المتمرد في 16 حزيران/يونيو 13 جنديا في محافظة دياربكر في جنوب شرق تركيا، وكانت تلك افدح خسارة يتكبدها الجيش التركي في النزاع منذ تشرين الاول/اكتوبر 2008.

وقتل نحو اربعين من الجنود ورجال الشرطة الاتراك في هجمات نفذها حزب العمال الكردستاني خلال الاشهر الماضية.

وبحسب انقرة، فان حوالى الفي متمرد ينتشرون في العراق، حيث يتخذون مواقع يشنون انطلاقا منها عمليات ضد اهداف تركية.

ويتزامن التدهور في الصراع بين تركيا والمتمردين الاكراد الذي ادى الى سقوط اكثر من 45 الف قتيل منذ اندلاعه عام 1984، مع تشنج سياسي بين حكومة اردوغان والقوى الكردية.

ويرفض 35 نائبا كرديا من بين 550 اداء اليمين في البرلمان منذ انتخابات حزيران/يونيو احتجاجا على توقيف خمسة نوب اكراد اتهموا بانهم على علاقة بحزب العمال.

من جهته يتوقع الخبير في الشؤون الامنية نيهات علي اوزان تدهورا عسكريا جديدا بين انقرة وحزب العمال.

ويقول لفرانس برس ان quot;هجمات حزب العمال الكردستاني ستتواصل، فيما ترد تركيا بالمثلquot;.

وكان اردوغان اكد مؤخرا ان حكومته تدرس تشديد التدابير العسكرية ضد المتمردين مع نهاية شهر رمضان في اخر اب/اغسطس.

وكتب محمت تيزكان في صحيفة quot;ميلليتquot; ان سوريا التي تضم عددا كبيرا من الاكراد، قد تكون وراء تزايد هجمات حزب العمال الكردستاني.

وبعدما مرت العلاقات بين انقرة ودمشق بفترة ممتازة، تراجعت بعد الانتقادات العنيفة التي وجهتها تركيا الى سوريا جراء قمع الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ منتصف آذار/مارس هناك.

ويضيف تيزكان ان quot;الهجمات تتزايد فيما تحذر انقرة دمشقquot; من استمرار العمليات العسكرية ضد المدنيين في سوريا.