القاهرة: تحاول قوى وتيارات الدينية في quot;مصر ما بعد مباركquot; البحث عن دور لها في الساحة السياسية التي فقدت القيود السابقة.

وحاورت quot;أنباء موسكوquot; الباحث في شؤون التيارات الدينية والطرق الصوفية مصطفى زهران، الذي استعرض ما يثار حول تأسيس حزب quot;الحرية والوحدةquot; الذي يوصف بأنه quot;أول حزب سياسي له مرجعية إسلامية شيعية تتبنى المذهب الجعفري.

ذكر زهران أن انعكاسات الثورة المصرية على المجتمع المصري quot;حبلى بالكثير من المفاجآت نتيجة لكم المؤثرات التي استجدت على الساحة بعد رحيل مبارك، وهو ما خلق مناخا مغايرا لسابقه ودفع الكثير من التيارات السياسية بشكل عام والإسلامية على وجه الخصوص الى أن تطفوا على السطح وتعبر عن نفسها بكل جرأة وبدون أدنى خوف أو تردد رغبه منها في لعب دور محوري في مستقبل مصر بعد الثورةquot;.

وأضاف زهران أن وكيل مؤسسي الحزب هو أحمد راسم النفيس، الذي اعتبر أنه quot;حزب للمستضعفين والمظلومينquot;، ويضم الآلاف من الشيعة المصريين وعدد من المتصوفة والأشراف والأقباط أيضا. وأشار إلى أن الحزب الجديد يقدم أوراقه هذه الأيام للجنة الأحزاب للاعتراف به كأول حزب سياسي مصري ذي مرجعية إسلامية شيعية تتبني المذهب الجعفري.

وأشار الباحث إلى أن الجماعة الشيعية تحاول كسر الشكل اليوتوبي المتمثل في فلسفة quot;التقيه الدينيةquot; التي عُرفت بها على مدار قرون، ورغبتها في كسر الحاجز الانعزالي مع من حولها من التيارات والأطياف الدينية المتنوعة بالإضافة الى الالتحام مع المكونات الرئيسة للمجتمع المصري بمختلف تشكيلاته وأحزابه وتياراته.

وذكر أن الحزب ينفي عن نفسه الصفة الدينية رغم كون مرجعيته شيعية حتى يتيح للآخر الالتحاق به والتعرف على أفكاره بدون خوف من إجبار أعضائه على ممارسة طقوس بعينها أو استخدام شعائر مغايرة لطبيعة وفطرة المجتمع المصري الوسطي.

وأوضح زهران أن قيادات الحزب تتحدث عن برنامج يهدف للنهوض بالمجتمع المصري والمشاركة في بناء مستقبل مصر، مشيرا إلى أن برنامج الحزب يتبنى ما أسمته بالمبادئ الاشتراكية الديمقراطية وهى في مجملها تتلاقى مع الرؤى الوطنية والليبرالية المتواجدة على الساحة المصرية.

ويرى الباحث أن المحاذير تبقى حاضرة من قِبل شريحة كبيرة من المجتمع المصري تجاه هذا الحزب من توظيفه لصالح تيار ديني أو فكرة دينية يترتب عليها تقسيم الشارع المصري وتكريس الطائفية من خلال وضع الشيعي في مقابل السني أو السلفي، وهو الأمر الذي إن تحقق ستكون عواقبه وخيمة.

ويعتقد الباحث أن ولادة هذا الحزب تفتح الباب لطرح متطلبات جديدة لم يألفها الشارع المصري وفرض طقوس دينية غير متعارف عليها بشكل قد يثير حفيظة أطراف أخرى داخل البنية الإسلامية المصرية.

واعتبر زهران أن الإشكالية الكبرى للحزب أمام المصريين تظل مسألة التمويل والدعم واحتمال ارتباط الحزب بإيران وهو الأمر الذي ربما يثر مخاوف كبيرة يصل هاجسها السلطات الحاكمة، خاصة وان هناك شريحة عريضة من المجتمع المصري تنظر بريبة وشك الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتبني عقيدة quot;ولاية الفقيهquot;.

وفيما أشار الباحث إلى تباين في مواقف الكثيرين في الجماعة الشيعية تجاه العمل السياسي وفكرة العمل الحزبي على وجه الخصوص، أكد أن فرص النجاح كبيره ومرهونة بتوحدها في الفكر والرأي والإمامة، معتبرا أنها متوفرة بشكل كبير داخل الجماعة الشيعية المصرية مما يجعلها أكثر انتظاما والتئاما عن غيرها من التيارات الأخرى.

وتطرق زهران إلى التجربة الكويتية، مشيرا إلى أن نجاح الشيعة الكويتيين في البرلمان بالمقارنة مع غيرهم من التيارات الإسلامية السنية يعود الى توحدهم تحت قبة البرلمان.