بعد سلسة مواجهات وشيكة بين القوات الأميركية والإيرانية في الخليج العربي، اقترح مسؤولون اميركيون إقامة خط اتصال مباشر على الصعيد العسكري مع طهران، غير انهم يعتقدونأنالمسؤولين المتشددين وخصوصاَ في فيلق الحرس الثوري، قد يعتبرون ذلك شكلاً من أشكال التعاون مع العدو.
سفن تديرها نخبة ايران فيلق الحرس الثوري الاسلامي تقوم بمحاكاة هجوم على سفينة أثناء تدريبات في الخليج الفارسي في العام الماضي |
القاهرة: دفعت سلسلة مواجهات كانت وشيكة الحدوث بين القوات الأميركية والإيرانية في الخليج العربي بالمسؤولين الأميركيين القلقين من خطر نشوب صراع أوسع نطاقاً، إلى دراسة إقامة خط اتصال مباشر على الصعيد العسكري مع الجمهورية الإسلامية.
وقال مسؤولون أميركيون إنهم قلقون تحديداً من الزوارق السريعة التي تخضع على الأرجح لسيطرة فيلق الحرس الثوري الإيراني. وأكدت من جهتها صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن تلك الزوارق عالية الأداء، التي يمكن تزويدها بصواريخ، دائماً ما تُشكِّل تحدياً للولايات المتحدة والسفن الحربية الحليفة التي تمر عبر منطقة الخليج.
هذا وقامت خلال الأشهر الأخيرة مدمرة بريطانية بإطلاق طلقات تحذيرية صوب إحدى هذه الزوارق، بعد أن بدا أنه يستعد للصدام بالسفينة الكبرى. ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب، بل بدأت تشكل أيضاً الطائرات الإيرانية صداعاً في رأس السفن الأميركية خلال الأشهر الأخيرة.
وأوردت الصحيفة في تلك الجزئية عن مسؤول أميركي يدرس تكتيكات طهران العسكرية، قوله :quot; يبدو أن إيران تمتلك قدرات دفاعية كبيرةquot;. وهو ربما ما جعل المسؤولين الأميركيين، الذي يخشون نشوب صراع كبير نتيجة لسوء الفهم، يدرسون مقترحاً رسمياً للاتصالات في حالة الطوارئ.
وبشكل أولي على الأقل، بدا مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية أكثر حماسة بشأن المقترح الذي تحدث عن إمكانية توسيع نطاق الاتصالات على صعيد سلاح البحرية مع إيران، لمنع الحسابات الخاطئة. لكنهم ظلوا حذرين تجاه أي تواصل مباشر مع فيلق الحرس الثوري الإيراني، بسبب علاقاته الوطيدة بالجماعات المتشددة المنتشرة في الشرق الأوسط، والتي تعتبرها الولايات المتحدة منظمات إرهابية، مثل حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; في الأراضي الفلسطينية.
وفي نفس الوقت، اعترف مسؤولون أميركيون أن معظم تلك المهاترات التي كانت وشيكة الحدوث مع الجانب الإيراني شارك بها فيلق الحرس الثوري الإيراني، وهو ما كان يقتضي تدخل قيادته المركزية لحل الكثير من المنازعات. وتابعت الصحيفة الأميركية حديثها في السياق ذاته بقولها إنه لم يتضح إلى الآن ما إن كان المقترح الخاص بالخط الساخن قد أثير بصورة رسمية مع إيران، ربما عن طريق العراق، حيث يرتبط قادته بعلاقات وطيدة بطهران. هذا وقد رفض أحد الدبلوماسيين الإيرانيين في سفارة طهران لدى الأمم المتحدة في نيويورك أن يعلق على ما أثير بشأن هذا الخط الساخن العسكري. وهو نفس الموقف الذي التزمه المسؤولون في البيت الأبيض.
بينما قال مسؤول بارز بوزارة الدفاع الأميركية إن النقاش بشأن إقامة خط اتصال مباشر على صعيد سلاح البحرية بين واشنطن وطهران يعد أمراً سابقاً جداً لأوانه، وأنه لم يتم تقديم أية مقترحات رسمية لوزير الدفاع، ليون بانيتا، أو للرئيس، باراك أوباما.
ورفض جورج ليتل، المسؤول الإعلامي بالبنتاغون، أن يعلِّق بشكل مباشر على المناقشات المتعلقة بالخط الساخن، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة لا تزال قلقة بشأن طموحات وأنشطة إيران التي تعمل على زعزعة الاستقرار. ومع ذلك، رأت الصحيفة أن توسيع الاتصالات الرسمية بين واشنطن وطهران لا يزال أمراً صعباً، خصوصاً في ظل عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الدولتين منذ عام 1980، وقيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية على الحكومة الإيرانية خلال السنوات الأخيرة، في محاولة من جانبها لكبح جماح البرنامج النووي الذي تعتزم البلاد تنفيذه.
بيد أن مسؤول أميركي رفض التعامل مع الموضوع من تلك الزاوية، ولفت إلى التاريخ الحافل الذي تحظى به الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتواصل مع أعدائها، وخصَّ بالذكر هنا تواصلها حالياً مع كوريا الشمالية وتواصلها من قبل مع الاتحاد السوفيتي.
وبموجب إحدى المقترحات، التي يتم مناقشتها حالياً، أشار مسؤولون أميركيون إلى أن هذا الخط الساخن، المزمع إقامته، سيكون بين الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين وبين الأسطول الإيراني النظامي، الذي يحظى بسلسلة قيادة مستقلة عن فيلق الحرس الثوري الإيراني. وقد رفض مسؤولون من الأسطول الخامس التعليق على هذا المقترح. وتابعت الصحيفة بتأكيدها أنه في حالة ثبوت جدوى ذلك الخط الساخن المتعلق بالمواجهات البحرية، فقد تتم الاستعانة مستقبلاً بخط ساخن آخر أكبر في النطاق لنزع فتيل مجموعة أوسع من الصراعات المحتملة.
وختمت وول ستريت جورنال بلفتها إلى أن الخط الساخن الجديد هذا سيتيح مستوى أعلى من الاتصال، بعيداً عن المكالمات تكتيكية المستوى التي تتم بين السفن وبعضها البعض. وأبدا بعض المسؤولين الأميركيين اعتقادهم بأن طهران قد تنظر بريبة إلى ذلك المقترح. وأن المسؤولين المتشددين في الحكومة، وبخاصة في فيلق الحرس الثوري، قد يعتبرون المشاركة في الخط الساخن شكلاً من أشكال التعاون مع العدو اللدود لإيران. كما قد تسفر أية مبادرات أميركية تجاه إيران عن تعقيد العلاقات مع دول عربية حليفة بمنطقة الخليج بما في ذلك السعودية والإمارات.
التعليقات