أربعة جنود في المارينز يبولون فوق جثث متمردين أفغان

حدد سلاح البحرية الأميركية الوحدة العسكرية التابعة له التي بال جنودها على جثث عناصر من طالبان في شريط فيديو نشر على الإنترنت، ما أجّج التوتر، في الوقت الذي أعلن فيه المتمردون عن مواصلة المعارك، رغم آفاق مفاوضات سلام مع واشنطن.


واشنطن: أعلن سلاح مشاة البحرية الأميركية quot;المارينزquot; الخميس أنه تمكن من تحديد الوحدة العسكرية التابعة له، التي ظهر أربعة من جنودها في شريط فيديو نشر على الانترنت، وهم يبولون على جثث ثلاثة أفغان، في سلوك أجمع مختلف الأطراف في أفغانستان على إدانته.

وقال المتحدث باسم سلاح النخبة في الجيش الأميركي جوزف بلينزلر في رسالة عبر البريد الالكتروني تلقتها وكالة فرانس برس quot;نعتقد أننا حددنا الوحدة. لا يمكن الكشف عن اسمها في الوقت الراهن، لأن الحادث لا يزال قيد التحقيقquot;.

من جهته، أعلن مسؤول عسكري كبير لوكالة فرانس برس، طالبًا عدم الكشف عن اسمه، أن البنتاغون حدد على ما يبدو أسماء الجنود الأربعة، الذين ظهروا في الفيديو.

وكان المتحدث باسم البنتاغون الكابتن البحري جون كيربي أعلن في وقت سابق الخميس أنه لم يتم التحقق بعد من صحة الفيديو، مؤكدًا في الوقت نفسه أن quot;لا شيء يدعو إلى التفكير بأنه ليس صحيحًاquot;.

وبحسب تعليقات نشرت مع الفيديو، فإن الجنود الذين ظهروا فيه ينتمون إلى وحدة المارينز في قاعدة كامب لوجون (كارولاينا الشمالية، شرق الولايات المتحدة)، في حين أوضح مسؤول عسكري أميركي لفرانس برس أن هؤلاء الجنود قد يكونون من عناصر فرقة قناصة النخبة.

وشريط الفيديو هذا الذي بثّ على شبكة الانترنت، وتم تصويره على الأرجح خلال عملية في أفغانستان، بدا فيه أربعة عسكريين أميركيين يبولون على ثلاث جثث تغطيها الدماء، وهم على علم بأن شخصًا آخر يقوم بتصويرهم.

وأجمعت مختلف الأطراف في أفغانستان الخميس على إدانة شريط فيديو، يظهر جنودًا أميركيين يبولون على جثث لعناصر من طالبان، ما أجّج التوتر، في الوقت الذي أعلن فيه المتمردون مواصلة المعارك، رغم آفاق مفاوضات سلام مع واشنطن.

ودان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الخميس بشدة شريط الفيديو، وقال في بيان أصدره مكتبه إن quot;حكومة أفغانستان تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو، الذي يظهر جنودًا أميركيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة أفغانquot;.

وأضاف quot;نطلب من الحكومة الأميركية صراحة إجراء تحقيق عاجل في الفيديو، وإنزال أقسى العقوبات بحق أي شخص يدان في هذه الجريمةquot;.

وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الخميس عن quot;استيائهاquot;، مشددة على quot;وجوب محاسبة أي طرف شارك (في هذا الحادث) أو كان على علم بهquot;.

ورأى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الخميس أن سلوك العسكريين الأربعة، الذين ظهروا في الشريط quot;يثير أسفًا كبيرًاquot;. وقال في بيان quot;شاهدت الصور، وأرى أن سلوك هؤلاء الرجال يثير أسفًا كبيرًاquot;.

وأضاف بانيتا أنه طلب من قوة المارينز وقائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأميركي جون آلن إجراء تحقيق quot;فوري ومعمّقquot; حول القضية.

وتابع إن quot;هذا السلوك غير ملائم تمامًا من جانب أفراد في جيش الولايات المتحدة، ولا يعكس في أي حال من الأحوال المعايير والقيم التي أقسمت قواتنا المسلحة على احترامهاquot;.

وشدد على أن quot;الأشخاص الذين تصرفوا على هذا النحو سيحاسبون تمامًا على أفعالهمquot;.

ونددت قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان بـquot;عمل شائنquot; ارتكبته quot;مجموعة صغيرة من الأفراد الأميركيين، يبدو أنهم ما عادوا يؤدون الخدمة في أفغانستان (...) ولا يشرفون التضحيات والقيم المركزية لكل عضو يمثل الدول الخمسينquot; المشاركة في التحالف.

من جهتهم، ندد متمردو طالبان بما اعتبروه quot;عملاً هجميًاquot; وquot;وحشيًاquot;. وصرح ذبيح الله مجاهد الناطق باسم المتمردين، الذين يقاتلون منذ عشر سنوات حكومة كابول وحلفاءها في قوات الحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، أنه quot;خلال السنوات العشر الأخيرة حصلت مئات العمليات المشابهة التي لم تكشفquot;.

ويذكر شريط الفيديو بفضيحة سجن أبو غريب العام 2004 عندما بثت صور معتقلين عراقيين يتعرّضون إلى الإذلال والإهانة من جانب عسكريين أميركيين، وشاهدها العالم أجمع.

وأثارت العديد من القضايا المماثلة، التي يشتبه في أن جنودًا أميركيين ضالعون فيها، استياء عارمًا في أفغانستان خلال الأعوام الأخيرة، تجلى أحيانًا في تظاهرات، تخللتها أعمال عنف.

لكن المتحدث باسم طالبان قال quot;لا أعتقد أن هذه المشكلة الجديدة ستؤثر على المفاوضاتquot; مع الولايات المتحدة، التي تقاتلها الحركة منذ عشر سنوات.

وكانت طالبان الأفغانية أكدت في وقت سابق الخميس مواصلة quot;الجهادquot; مع إقرارها بزيادة quot;جهودها السياسيةquot; مع الأسرة الدولية من أجل وضع حد للنزاع الجاري في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.

وأبدت حركة طالبان أخيرًا استعدادها في ظل شروط معينة لفتح مكتب سياسي لها خارج أفغانستان لإجراء مفاوضات سلام، في خطوة اعتبرها المراقبون تاريخية من جانب الحركة المتمردة، التي تخوض منذ نهاية 2001 حربًا ضد حكومة كابول وحلفائها في حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة.

وأضاف المتحدث ذبيح الله مجاهد quot;لسنا سوى في مرحلة أولية في قطر. والمسألة تتعلق في الوقت الراهن بتبادل أسرى (معتقلين في غوانتانامو)quot; مع الولايات المتحدة.

ويحتجز المتمردون جنديًا أميركيًا منذ أكثر من عامين ونصف عام، ويشترطون لبدء المفاوضات الإفراج عن جميع معتقليهم في غوانتانامو.

لكن الإدارة الأميركية تشترط في المقابل أن توقف طالبان العنف في أفغانستان وتعترف بحكومة كابول.

وكثف المتمردون اعتداءاتهم في بداية 2012. والخميس، أسفر هجوم انتحاري عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم حاكم إقليم، وإصابة عشرة آخرين، بينهم تسعة من عناصر الشرطة قرب قندهار (جنوب) وفق السلطات المحلية.

وواصل حميد كرزاي المستاء من استبعاده من المفاوضات بين طالبان والأميركيين، حملته في الأيام الأخيرة على انتهاكات حقوق الإنسان، التي ترتكبها قوة إيساف خلال عملياتها.

لكن هذا الأمر لم يمنع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من الإشادة بـquot;التصريحات الإيجابيةquot; للرئيس الأفغاني والمتمردين، ما يظهر في رأيها وجود quot;تأييدquot; لـquot;فتح مكتب سياسي لطالبان في قطرquot;.