رشيدة داتي مع والدها المغربي مبارك

بعدما فاجأت وزيرة العدل الفرنسية السابقة رشيدة داتي المغاربية الأصل العالم بإماطة اللثام عن هويّة والد طفلتها غير الشرعية، سارعت السلطات في المغرب لإصدار أمر باعتقالها في أي وقت تصل فيه الى أراضيها ومحاكمتها بتهمة الزنى.


لندن: تناقلت الصحافة البريطانية أن رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية السابقة في عهد نيكولا ساركوزي، ستواجه القضاء وعقوبة السجن في حال وطئت قدماها الأراضي المغربية، لأنها أقامت علاقة غير شرعية أثمرت طفلتها زهرة (3 سنوات). ويذكر أن الوزيرة السابقة مسلمة مغربية لجهة أبيها، وجزائرية لجهة أمها، لكنها وُلدت ونشأت في فرنسا.

وقالت laquo;ديلي ميلraquo;، إحدى الصحف التي أوردت النبأ في بريطانيا، إن داتي (47 عاما) laquo;تلقت تحذيراraquo; من أنها ستمضي على الأرجح عقوبة سنة خلف القضيان بسبب انتهاكها الأحكام الإسلامية التي يستقي منها المغرب قوانينه الوضعية. وكانت الوزيرة السابقة قد أماطت اللثام عن أن والد ابنتها هو المليونير الفرنسي دومينيك ديسين (68 عاما) الذي يملك مجموعة laquo;لوسيان بارييرraquo; للفنادق والكازينوهات. واتضح إن هذا الرجل، الذي يعتبر أحد أثرى أثرياء فرنسا، أقام معها علاقة غير شرعية في 2008 تُوّجت بولادة زهرة العام التالي.

واتضح أن داتي تخوض معركة قضائية الآن لإجبار ديسين - وهو أب لابنين بالغين من زوجته ديان المتوفاة في 2001 - على الاعتراف بأبوّته لزهرة ولكن بدون أن يكشف هذه الحقيقة على المنبر العام (بخلاف ما أوردته laquo;إيلافraquo; نقلا عن الصحافة الغربية أمس من أنها تسعى لإسكاته سواء في العلن أو أمام القضاء).

على أن داتي غامرت، في كل الأحوال، باحتمال تسليط الأضواء على علاقتها وإنجابها طفلة من رجل لا يجمعها به الزواج رغم أنها مسلمة، وهذا هو ما حدث فعلا لأن مجلة laquo;لوبوانraquo; الفرنسية سرّبت النبأ. وأجبرت هذه الحال في ما يبدو السلطات المغربية على اتخاذ قرارها القاضي باعتقالها حال دخولها وطنها الأصلي حيث يعيش عدد كبير من أقاربها وأصدقائها.

دومينيك ديسين والد طفلة داتي

ونقلت الصحافة الغربية عن نظيرتها المغربية قولها إن المدعي العام المغربي، عادل فتح، كتب خطابا الى وزير العدل في البلاد، مصطفى رميد، يطلب اليه فيها إلقاء القبض على داتي في أي وقت تصل فيه الى الأراضي المغربية. ويذكر أن البند 490 في القانون الجنائي المغربي ينص على عقوبة السجن ما بين شهر الى 12 شهرا لأي شخص يقيم علاقة جنسية خارج إطار الزواج، أي للزاني والزانية.

يذكر أيضا ان قرار داتي إماطة اللثام أخيرا عن هويّة ديسين وأبوّته لابنتها يضع حدا لشائعات قوية راجت منذ مولد زهرة وورطت بعض أشهر الأسماء الأوروبية (والعربية). وتشمل هذه كوكبة من نجوم السياسة الفن والرياضة والأعمال أبرزها الرئيس الفرنسي السابق نفسه، وأخوه فرانسوا ساركوزي، ورئيس الوزراء الاسباني السابق خوزيه ماريا ازنار.

ومن جهته هدد رئيس الوزراء الإسباني السابق برفع دعوى قضائية بالقذف على دار نشر مغربية سمّته باعتباره الطرف الآخر في علاقة داتي غير الشرعية. ومن المفارقات أن هذه الشائعات لم تطل ديسين نفسه بأي شكل من الأشكال، ولذا جاء إعلان داتي أنه والد ابنتها مفاجأة أخذت المجتمع الفرنسي على حين عرة.

كارلا بروني تمنت على زوجها طرد داتي من الحكومة

وقيل إن سيدة فرنسا الأولى السابقة، كارلا بروني، اتهمت داتي وقتها بأنها laquo;اتخذت من السرير منصّة للقفز الى المناصب العلياraquo;! وكانت بروني، تبعا للتقارير، تغار منها بشكل جنوني وتشك في أنها عشيقة زوجها بحيث طالبته بطردها من الحكومة. وزاد الطين بلّة أن داتي من صديقات سيسيليا، طليقة ساركوزي التي هجرته مرتين الى رجل الأعمال المغربي الأصل ايضا ريشار أتياس وتزوجته في نهاية الأمر.

ومهما يكن فلا مراء في أن داتي عاشت حياة مثيرة بدأت بنشأتها في أسرة فقيرة وسط 11 شقيقا وزواج فشل وهي في مطالع عشرينات عمرها. لكنها وصلت الى أقصى ما يمكن أن يصل اليه طموح أبناء المهاجرين من العرقيات غير البيضاء، وهو الانتماء بالكامل الى الطبقة الفرنسية الحاكمة إضافة الى 650 مليون يورو في رصيدها المصرفي.

وبالإضافة الى كونها وزيرة العدل السابقة وحاليا رئيسة بلدية الدائرة السابعة في باريس منذ 2008 وعضو البرلمان الأوروبي منذ 2009، فقد أوردت الأنباء أنها تطمح الى زعامة حزب laquo;الاتحاد من أجل حركة شعبيةraquo; التي أوصلت ساركوزي الى الرئاسة. وهذا يعني أن داتي نفسها تسعى تلقائيا الى منصب رئيس الجمهورية الفرنسية ربما في غضون خمسة أعوام (الانتخابات المقبلة) أو تسعة إذا فضلت الانتظار حتى تاليتها بعد تسع سنوات.

ساركوزي وازنار أبرز من طالتهم الشائعات