اعتبرت تقارير أن الانتخابات الإقليمية التي اجريت الأحد في 77 منطقة روسية لن تختبر فحسب الإصلاح الجديد للأحزاب السياسية، بل ستختبر أيضاً النظام السياسي بكامله.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: بموجب التشريعات السياسية المعمول بها في روسيا حالياً، فإن هناك توقيتين خلال العام قد تجري خلالهما الانتخابات الإقليمية، وهو ما يمنح الخبراء المتخصصين في الشأن السياسي فرصة لتقييم التغييرات في توازن القوى السياسية في البلاد.

مع هذا، أشار موقع quot;آر بي تي إتشquot; إلى أن انتخابات اليوم سوف تختلف بشكل كبير عن كل الانتخابات السابقة، موضحاً أن تخفيف إجراءات التسجيل للأحزاب السياسية الجديدة قد زاد بشكل كبير من عدد الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية، حيث يتنافس اليوم أكثر من 40 حزباً سياسياً من طوائف مختلفة للحصول على مقاعد في المجالس التشريعية ومكاتب رؤساء البلديات.

التساؤل الأبرز الآن الذي يطرح نفسه هو: من سيفوز في كل منطقة.. حزب روسيا المتحدة الحاكم أم المعارضة؟. وتابع الموقع بلفته إلى أن الانتخابات البلدية في مدينة خيمكي قد جذبت قدراً كبيراً من اهتمام خبراء السياسة المحنكين لأسباب عدة، منها أن خيمكي واحدة من البلدات الشعبية والغنية في منطقة موسكو، وأنها كانت مثار اهتمام وسائل الإعلام خلال الآونة الأخيرة بسبب امتعاض سكانها من بناء طريق سريع جديد بين موسكو وسان بطرسبرغ، إضافة إلى أسماء المرشحين أنفسهم لمنصب رئيس البلدية، في ظل وجود 26 مرشحاً، من ضمنهم أسماء جديدة في عالم السياسة، مثل الموسيقي سيرجي ترويتسكي.

وتكهن الموقع بأن تكون المعركة الرئيسة بين العمدة الحالي أوليغ شاخوف واثنين من المتخصصين في شؤون البيئة، هما أوليغ ميتفول وأيفغينيا شيريكوفا. وذلك في الوقت الذي يتوقع فيه كثيرون أن يفوز شاخوف (وهو مرشح حزب روسيا المتحدة).

في الإطار عينه، أوضح الموقع أن خبراء في العلوم السياسية يراقبون عن كثب مجرى العملية الانتخابية في كالينينغراد، و من سيقدر له الفوز بمنصب عمدة البلدة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، فإنه سيواجه تحدي استغلال الاستثمارات التي تقدر قيمتها بالمليارات تحضيراً من جانبه لاستضافة نهائيات بطولة كأس العالم عام 2018.

المرشحان الأبرز في تلك الانتخابات هما العمدة الحالي ألكسندر ياروشوك (من حزب روسيا المتحدة) ويوري غالانين (مرشح المعارضة الوحيد من الحزب الشيوعي).

لم يجرؤ الخبراء المحليون على التنبؤ بالنتيجة النهائية، متذكرين في هذا الخصوص الأداء الباهت الذي قدمه حزب روسيا المتحدة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في كانون الأول/ ديسمبر عام 2011، حين فاز بـ 25 % فقط من إجمالي الأصوات (وهي واحدة من أسوأ نتائج الحزب في البلاد) مقابل 31 % للشيوعيين.

وقد أبدى بعض الخبراء تشككهم في فرص غالانين، واحتمالية فوزه اليوم، حيث التزم هؤلاء الخبراء الحذر في مراهناتهم على المعارضة بشكل عام في تلك الانتخابات.

أما مدينة نيجني تاجيل، التي يوجد فيها مصنع Uralvagonzavod الذي ينتج كل الدبابات الروسية تقريباً، فهي معروفة بولائها للرئيس. وأثناء مظاهرات المعارضة الشتوية، عرض ممثلو المصنع، بقيادة إيغور خولمانسكيخ، بأن يُحضِروا بنادقهم إلى موسكو وأن يقوموا بتفريق حشود المعارضة. ومن وقتها بات يعرف عن المدينة كامل ولائها ومساندتها للرئيس، وتم تعيين خولمانسكيخ ممثلاً دائماً للرئيس في المنطقة.

ويتوقع أن تُظهِر انتخابات اليوم مدى الدعم الذي يحظى به خولمانسكيخ ورفاقه في المدينة، في الوقت الذي يخوض فيه غمار المنافسة أمام كل من سيرجي نوزوف من حزب روسيا المتحدة وأندري مورينوفيتش من تيار المعارضة. ومازال هناك انقسام في أوساط المراقبين والمحللين بخصوص المرشح الأوفر حظاً لحسم المقعد لمصلحته.