شأنها في كل عام، تستعد المملكة العربية السعودية لموسم حج عامر خلال هذا العام، واضعةً كل الامكانيات المتاحة لديها في تصرف حجاج بيت الله الحرام، آملةً أن تمر مناسك الموسم المبارك من دون أية مشاكل.


في إطار الاستعدادات الأخيرة قبل ساعات معدودة من ابتداء موسم الحج لهذا العام، جال الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا، على المشاعر المقدسة، مشرفًا على حسن تنفيذ الخطة العامة المرسومة لموسم الحج.

كما اطمأن الأمير أحمد إلى الإمكانيات الآلية والبشرية التي هيّأتها الحكومة السعودية والأجهزة الأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج، وإلى سير تنفيذها تقيدًا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز ، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى توفير أقصى سبل الراحة والاستقرار لضيوف الرحمن، كي يؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة.

جولة الداخلية

بدأ وزير الداخلية جولته بمعسكرات قوات الطوارئ الخاصة على طريق مكة المكرمة ndash; الطائف، لاستعراض تجهيز عدد من الوحدات الأمنية المشاركة في تأمين موسم حج هذا العام، كقوات أمن الحج وقوات الطوارئ الخاصة والأمن العام والدفاع المدني والجوازات والمجاهدين والشرطة والمرور والدوريات الأمنية وأمن الطرق والأدلة الجنائية، إلى جانب الخدمات الطبية وخدمات وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر السعودي وكلية الملك فهد الأمنية والقوات الخاصة بالحج والعمرة.

وكانت جميع الاجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج أتمّت استعداداتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن، من خلال تنفيذ خطط اعدتها لتوفير الرعاية الشاملة للحجاج منذ وصولهم الى الديار المقدسة حتى مغادرتهم إلى اوطانهم، بعد أدائهم الركن الخامس من أركان الاسلام.

الدفاع المدني جاهز

من أبرز الاستعدادات لضمان أمن الحجاج هي التي اتخذها الدفاع المدني، إذ أكد رئيسه اللواء محمد بن عبدالله القرني في تصريح صحافي جاهزية الدفاع المدني السعودي للتعامل مع 12 خطرًا افتراضيًا في جميع مناسك الحج في مكة المكرمة والمشاعر.

وأشار القرني إلى أن الاستعدادات الفعلية بدأت فور انتهاء موسم الحج العام الماضي لاستخلاص الدروس المستفادة، وعقد الاجتماعات وورش العمل مع كافة الجهات المختصة لسد الثغرات التي تم رصدها خلال العام الماضي، من أجل تطوير الأداء خلال هذا العام.

أضاف: quot;يحرص الدفاع المدني على توعية الحجاج بمتطلبات السلامة في الحج قبل وصولهم إلى المملكة من خلال الحقائب التوعوية والتي تم إرسالها لبعثات الحج في الخارجquot;.

وينشر الدفاع المدني في العاصمة المقدسة 250 وحدة ميدانية، للقيام بأعمال الإنقاذ والإسعاف والإطفاء وتحليل المخاطر، تراعي في خطة انتشارها وتمركزها المناطق ذات الكثافة البشرية العالية، بالإضافة إلى 300 وحدة للدرجات النارية المجهزة بوسائل الاطفاء اليدوية للتعامل مع الحوادث في بدايتها، إلى جانب وجود قوة من الدفاع المدني داخل وخارج الحرم والساحات المحيطة به، لتقديم الخدمات الاسعافية وعمليات الانقاذ، وعدد كبير من دوريات السلامة.

جهوزية وتطوير

إلى ذلك، أعلن الأمن العام السعودي أن جميع أفراده مستعدون لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، وأنه أكمل خططه الميدانية وخطط الإسناد والدعم الفني، لتأمين حج مريح وآمن في هذا الموسم المبارك.

كما كشفت قيادة قوات أمن الحج لشؤون المرور تطويرًا في مراحل التروية والتصعيد، وفي نقاط الفرز على مداخل المشاعر المقدسة، من خلال تأمين الانسيابية في تفويج الحجاج من المدينة المنورة إلى العاصمة المقدسة، وتطوير نقاط الفرز على مداخل العاصمة المقدسة، خصوصًا حاجز البهيتة الذي يتدرج من خمس مسارات إلى ثمانية ثم إلى عشرة مسارات، ويستوعب أكثر من ستة آلاف حافلة.

أسطول إسعاف

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة السعودية عن إعادة هيكلة برنامج القوى العاملة المشاركة في تغطيتها لموسم الحج هذا العام، إذ تم تكليف نحو 20 ألف مرشح من أطباء وفنيين وإداريين للعمل في المرافق الصحية في المشاعر المقدسة والمدينة المنوّرة والمنافذ المختلفة، quot;طبقاً لاستراتيجية خطة القوى العاملة والمستجدات والمتغيرات، والتوسع في إضافة وتطوير وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للحجاجquot;.

وأعلنت مصادر وزارة الصحة الاستعانة بثمانين طبيبًا من مختصين واستشاريين من مختلف التخصّصات الطبية، كالعناية المركزة والطوارئ والقلب والتخدير ومناظير الجهاز الهضمي، إضافة إلى ثلاثين مختصًا وفنياً في علاج جهاز التنفس، وعشرة فنيي مناظير للجهاز الهضمي، ومائة ممرضة عناية مركزة وطوارئ.

كما وفّرت الوزارة أسطولًا متكاملًا من سيارات الإسعاف المختلفة، يمكن التحكم بها عن بُعد، تضم 80 سيارة إسعاف كبيرة عالية التجهيز، لنقل المرضى بين المرافق الصحية في المشاعر والعاصمة المقدسة والمدينة المنوّرة.

الوقود موجود

استعدت أرامكو السعودية لموسم حج هذا العام من أجل ضمان تلبية احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية، فاتخذت اجراءات عدة شملت زيادة الطاقة التخزينية في جميع محطاتها المنتشرة في مناطق المملكة، مع التركيز على المنطقة الغربية، التي تضم عشر محطات توزيع من ضبا وتبوك شمالًا إلى جازان ونجران جنوباً، بالإضافة إلى زيادة كميات المنتجات البترولية المخصصة لعملائها المباشرين من جميع محطاتها والاستجابة الفورية لطلباتهم.

كما عملت أرامكو على إمداد جميع المطارات الداخلية والدولية بوقود الطائرات، وخصوصًا مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة، وعلى التأكد من توفر الوقود اللازم للسفن في جميع موانئ المملكة التي تخدم الحجيج، وإمداد مشروع إسكان الحجاج في منى بكامل احتياجاته من الوقود المستخدم في مواقد الطهي بمطابخ المشروع.

وللحالات الطارئة، أعدت أرامكو خطط طوارئ بديلة، من أجل التأكد من استمرار إمداد المنتجات البترولية بموثوقية عالية من جميع منشآتها. وهي تقوم بمتابعة مخزونات الوقود في جميع محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه، وإمدادها باحتياجاتها بشكل مستمر.