ساو باولو: سيكون فرناندو حداد المرشح لرئاسة بلدية ساو باولو الذي اطلقه الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الفائز على الارجح في الدورة الثانية للانتخابات البلدية الاحد بالرغم من المحاكمة بتهمة الفساد التي تطال في الصميم حزب العمال (يساري) الذي ينتمي اليه.

وتفيد استطلاعات الرأي الاخيرة ان فرناندو حداد شبه المغمور الذي لم يكن يراهن عليه احد، حصل على 49% من نوايا التصويت مقابل 34 الى 36% لخصمه الاشتراكي الديمقراطي جوزيه سيرا (المعارضة).

وساو باولو العاصمة الاقتصادية للبرازيل تعتبر اهم المدن في الانتخابات البلدية اذ تعد بلديتها عموما بمثابة جسر نحو الرئاسة.

وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي روبم فيغيريدو من جامعة ساو باولو لوكالة فرانس برس quot;ان ما يجري في ساو باولو له انعكاسات في كافة ارجاء البلاد. ان مركز (رئيس البلدية) هو الاهم. فهو يدير شؤون مدينة تعد 11 مليون نسمة مع ميزانية من 20 مليار دولار، وان فاز حزب العمال فسيخرج قوياquot;.

والاحد ستجري الدورة الثانية للانتخابات البلدية في خمسين مدينة من المدن البرازيلية ال85 اي التي يقطن في كل منها اكثر من مئتي الف نسمة، 17 منها من العواصم ال26 لولايات الدولة الفدرالية.

وعلى غرار الدورة الاولى التي جرت في السابع من تشرين الاول/اكتوبر يتوقع ان يؤدي الاقتراع الى تكرار ميزان القوى التقليدي بين حزب العمال والحزب الاشتراكي الديمقراطي اللذين يحكمان البلاد مناوبة منذ 18 عاما.

وراى المحلل السياسي انطونيو لاسانس ان هذا الاقتراع quot;سيظهر مدى اهمية حضور الائتلافين الحكومي والمعارض في داخل البلديات في ضوء الانتخابات الرئاسية المرتقبة في العام 2014quot;.

وفي الدورة الاولى لم يفز حزب العمال سوى بواحدة من العواصم ال26، غوايانا المجاورة لبرازيليا. وتقدم في العديد من المدن الصغيرة. لكنه خسر في بيلو هوريزونتي -ثالث جسم انتخابي في البلاد يمكن ان يخرج منه منافس قوي في 2014، هو ايسيو نيفيس (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض)- وريسيف التي يحكمها من 12 سنة.

وهو حاضر في الدورة الثانية في سبع عواصم -وفي الطليعة في اربع منها بحسب استطلاعات الرأي- منها ساو باولو.

وحليفه الاساسي في الحكومة حزب الحركة الديمقراطية الوسطي الذي فاز باكبر عدد من البلديات في الدورة الاولى (1025) يتبعه الحزب الاشتراكي الديمقراطي (693) وحزب العمال الذي احتفظ بالمرتبة الثالثة (628). لكن الحزب الرئاسي هو الوحيد الذي سجل تقدما بنسبة 14%.

وفي السابع من تشرين الاول/اكتوبر رأى الرئيس السابق لولا دا سيلفا الذي يحظى بشعبية كبيرة، المرشح الذي يدعمه يحدث مفاجأة بالحاقه الهزيمة بمرشح الانجيليين سيلسو روسومانو المرجح للفوز في استطلاعات الراي. وكان العديد من المحللين يتوقعون هزيمة حداد المدعوم ايضا من الرئيسة ديلما روسيف بسبب مضاعفات قضية الفساد المدوية التي بدأت امام المحكمة العليا في مطلع اب/اغسطس الماضي ضد حزب العمال.

وقد رات المحكمة ان رشاوى قد دفعت في البرلمان اثناء السنوات الاولى لحكومة لولا دا سيلفا لشراء اصوات النواب. وادانت بين الدورتين بتهمة الفساد وتشكيل عصابة اشرار 25 من المتهمين ال37 بينهم جوزيه ديرسو الذي كان الذراع اليمنى للرئيس السابق لولا دا سيلفا.

وقال فيغيريدو quot;في ساو باولو 70% من الناخبين لا يؤيدون الادارة الحالية والاشتراكي الديمقراطي سيرا يمثل الادارة الحالية. ان الانتخابات البلدية هي التي لها اقل مضمون ايديولوجي. اذ ان الناخب مهتم بالشؤون اليومية والمشاكل المحلية مثل الصحة والامن ووسائل النقل والفيضانات... الفساد يأتي في المرتبة الاخيرةquot;.

وفي الدورة الاولى دعي 140 مليون ناخب لانتخاب رؤساء البلديات واعضاء المجالس البلدية في 5568 بلدية في اكبر بلد في اميركا اللاتينية وسادس قوة اقتصادية في العالم.