قبل أسبوع من وصول الرئيس الإيراني إلى بغداد، سمحت السلطات العراقية لطائرة إيرانية متوجهة إلى سوريا بمواصلة رحلتها بعد تفتيشها والتأكد من أنها لا تحمل أي أسلحة أو مواد محظورة.


أعلن العراق اليوم أنه سمح لطائرة إيرانية بمواصلة رحلتها الى سوريا بعد تفتيشها والتأكد من أنها لا تحمل أي أسلحة أو مواد محظورة في ثاني حادث من نوعه خلال الشهر الجاري يأتي مع قرب وصول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى بغداد الاسبوع المقبل.

وقال مدير سلطة الطيران المدني العراقي ناصر البندر إن فنيين ومختصين عراقيين فتشوا في مطار بغداد الدولي طائرة شحن إيرانية هي الثانية خلال الشهر الحالي قبل أن يسمحوا لها باكمال رحلتها الى سوريا.

وأشار إلى أنّ الطائرة التابعة لشركة الطيران الإيرانية quot;إيران أيرquot; قد فتشت من قبل مختصين وفنيين عراقيين في نفي غير مباشر لمعلومات قالت مؤخرًا إن قوة اميركية وصلت الى العراق للمشاركة في تفتيش الطائرات الإيرانية العابرة الاجواء العراقية الى سوريا.

وأشار البندر إلى أنّ سلطة الطيران سمحت لطائرة الشحن الإيرانية باكمال رحلتها الى سوريا بعد أن تبين أنها لا تحمل أي أسلحة أو مواد محظورة، كما نقلت عنه قناة quot;العراقيةquot; الرسمية. وكانت طائرة شحن إيرانية قد ارغمت في الثاني من الشهر الحالي على الهبوط في مطار بغداد وقامت سلطة الطيران المدني بتفتيشها قبل أن تسمح لها باكمال رحلتها الى سوريا.

وكان السفير الإيراني لدى بغداد حسن دانائي كشف في السابع من الشهر الحالي أن بلاده احتجت لدى العراق على قيامه بتفتيش طائراتها، وقال quot;إننا ندين هذا العمل ونعتقد أنه مخالف للاتفاق الدولي بين منظمتي الطيران في البلدينquot;.

وأشار إلى أنّ وزارة خارجية بلده قد احتجت لدى وزارة الخارجية العراقية.. وعبر عن الامل quot;بأن لا يتكرر هذا الموضوع لأن هذا الامر يتعارض مع المستوى الرفيع للعلاقات بين البلدينquot;، كما قال في تصريحات صحافية.

وجاء الاحتجاج الإيراني فيما راجت معلومات عن مشاركة قوة اميركية في عمليات تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة الى سوريا عبر الاجواء العراقية خوفًا من حملها اسلحة لدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال مصدر عراقي إن قوة عسكرية أميركية دخلت مطار بغداد الدولي وأصبحت هي المسؤولة عن تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا عبر الاجواء العراقية خوفاً من حملها أسلحة لدعم النظام السوري الذي يواجه احتجاجات شعبية وانتفاضة مسلحة يقودها الجيش السوري الحر لكنّ مسؤولين عراقيين نفوا ذلك فيما بعد.

وكان وزير الدفاع الإيراني العميد احمد وحيدي قد بحث موضوع تفتيش طائرات بلاده مع المالكي ووزير دفاعه سعدون الدليمي في بغداد منتصف الشهر الحالي، اضافة الى التعاون العسكري بين البلدين.

واكد المالكي خلال اجتماعه مع وحيدي quot;على ضرورة التعاون الثنائي بين البلدين لتثبيت الأمن والإستقرار في المنطقة، ومكافحة الإرهابquot;. وقال quot;إن العراق يسعى إلى علاقات جيدة مع الدول كافة، لاسيما الجمهورية الإسلامية الإيرانيةquot;. وشدد على أن ما تشهده المنطقة يتطلب المزيد من التفاهم والتنسيق بما يحمي بلدانها من التحديات التي تواجههاquot;.

ومن المنتظر أن يقوم الرئيس الإيراني نجاد بزيارة الى العراق الاسبوع المقبل تخيم عليها تداعيات قيام السلطات العراقية بانزال وتفتيش طائرات الشحن الإيرانية حيث ينتظر أن يبحث الامر مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي. وسيشارك نجاد في بغداد في مؤتمر لمكافحة الارهاب بمشاركة كل من العراق وإيران وافغانستان وباكستان.

ومطلع ايلول (سبتمبر) الماضي طلبت الولايات المتحدة من العراق ارغام الطائرات الإيرانية المتجهة الى سوريا والعابرة في المجال الجوي العراقي على الهبوط واخضاعها للتفتيش خشية أن تكون محملة بالاسلحة الى النظام السوري.

وجددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون هذا الطلب خلال لقائها نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك بداية الشهر الحالي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: quot;نأمل أن تخضع طائرات الشحن هذه للتفتيش دوريًا وأن يؤدي ذلك الى ردع اولئك الذين يستغلون المجال الجوي العراقي لايصال اسلحة الى سورياquot;.