وليامسبرغ: في سهول ايوا في قلب الولايات المتحدة تتراكم لدى الناخبين الذين دفعوا ولايتهم لتصوت مع باراك اوباما في 2008، الضغينة وخيبة الامل تجاه المرشح الديموقراطي.
الممرضة المتقاعدة بولين ماكاريفي تشعر بالغيظ تجاه الرئيس.
ففي 2008 استضافت هذه السيدة خلال ثلاثة اسابيع ناشطين في حملة المرشح اوباما، لكنها ما زالت تنتظر كلمة شكر من الرجل الذي دخل بعد بضعة اشهر من ذلك البيت الابيض.
وتذكرت ماكاريفي وهي تنظف امام منزلها في وليامسبرغ quot;قلت في قرارة نفسي: انت سانال منك بعد اربع سنواتquot;.
وكانت هذه السيدة تعتقد quot;انه سيكون امرا عظيما للبلاد ان يكون شخص اسود (في البيت الابيض). بعد ذلك صدقته حقا عندما كان يقول انه سيعمل مع الديموقراطيين والجمهوريين، وانه سيجمع الناس. لكنه لم يفعل ذلك حتى انه زاد الشقاق. كنت اقول لنفسي ان بقية العالم تكره اميركا لكن اليوم انهم يكرهوننا اكثرquot;.
ومقاطعة ايوا في وسط هذه الولاية الزراعية تعتبر رمزا لانقسام اميركا. في 2008 صوت سكانها بالتعادل لباراك اوباما وجون ماكين ونال كل منهما 4173 صوتا.
وهذه الولاية اعطت ايضا باراك اوباما نصره الاساسي في الانتخابات التمهيدية في كانون الثاني/يناير 2008 كما وفرت له وسيلة الفوز على المرجحة هيلاري كلينتون.
وبعد اربع سنوات لم يعد الناخبون الذين صوتوا له في 2008 على سابق عهدهم.
ومن السهل التقاء ناخبين صوتوا لاوباما في 2008 غاضبين من الرئيس لكن يستحيل ايجاد ناخبين صوتوا لجون ماكين ميالين للتصويت مع الحزب الديموقراطي.
وكان اوباما قد فاز في هذه الولاية المحافظة بنسبة 54% من الاصوات مقابل 44% لجون ماكين. لكن هذه السنة لا يعطيه اي استطلاع للرأي اكثر من 51% من نوايا التصويت، فيما ميت رومني لا يتأخر عنه سوى بنقطتين كمعدل وسطي.
وقالت ماكاريفي بغضب quot;لم ينجح في جمع الكونغرس، ولا يفكر سوى باعادة انتخابه. اشعر بالحنق عندما اسمع انه توجه بعدما جرى في ليبيا (مقتل اربعة اميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي)، الى حفل لجمع اموال في لاس فيغاسquot;.
حتى مناصري الرئيس الذين ما زالوا عديدين تسيطر عليهم الكآبة. وكثيرون يشيرون الى الكونغرس المشلول بسبب المواجهة بين الديمقراطيين والجمهوريين كسبب مخفف. وجميعهم يبحثون عن اعذار للرئيس.
وقالت كارول اولمان المسؤولة عن مكتبة والتي تعتبر من انصار الحزب الديمقراطي في وليامسبيرغ quot;في كل انتخابات نختار الاقل سوءاquot;، لكنها لا تفهم quot;لماذا لا يمكن الرحيل من افغانستان على الفورquot;.
وفي الداخل حسمت ام تلعب مع طفلتها خيارها. فخلافا للعام 2008 لن تصوت مع اوباما مؤكدة quot;ساصوت للتغييرquot;.
وفي هذا اليوم يعبر ميت رومني عن quot;التغييرquot; على مسافة 60 كلم شمالا وباراك اوباما على 130 كلم شرقا.
وذكر الرئيس المرشح في دفنبورت quot;هنا بدأ كل شيء قبل اربع سنوات، مضيفا quot;وايوا ستفتحين الطريق هذه المرة ايضاquot;.
لكن خيبة الامل من اوباما ليست العامل الوحيد في صعود ميت رومني الذي نجح في موازاة ذلك في فرض نفسه داخل فريقه وتحسين صورته.
فرومني لم يكن الخيار الاول لساره (89 عاما) البروتستانتية لانه ينتمي الى طائفة المورمون كما قالت في منزلها.
لكنها اقرت بانها غيرت رأيها عندما شاهدت عائلة رومني الكبيرة على التلفزيون. وينعكس تغيير الموقف في الارقام المتعلقة بالاراء المؤيدة التي ارتفعت من 37 بالمئة في تموز/يوليو الى 50 بالمئة في تشرين الاول/اكتوبر بحسب مؤسسة بيو.
كذلك فان بعض الشبان الذين يعتبرون رأس الحربة في ثورة اوباما، لم تعد تساورهم الاوهام.
فسام تريسي (23 عاما) الذي يزود بالجعة في مارينغو سيمتنع عن التصويت هذه السنة بسبب اشمئزازه من المأزق السياسي في واشنطن. وكان قد صوت في 2008 للمرة الاولى وكان فخورا بانتخاب اول رئيس اسود في تاريخ الولايات المتحدة.
لكن quot;الان وقد انهى ولايته اضمحل سحرهquot; كما قال.
التعليقات