تتواصل اليوم أجواء السباق الانتخابي للوصول إلى البيت الأبيض في ظل ازدحام جدول أعمال كلا المرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني، في الوقت الذي أظهرت فيه استطلاعات الرأي أن هذا السباق الذي يعتبر أكبر السباقات الانتخابية كلفة في تاريخ الولايات المتحدة من الممكن أن يسفر عن انقسام في القرار.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: في وقت منحت فيه بعض استطلاعات الرأي الوطنية ميت رومني الصدارة بفارق بسيط في التصويت الشعبي، مع أن ذلك قد يكون أيضاً ضمن هامش الخطأ، فإن عمليات مسح أخرى قد أظهرت تفوّق باراك أوباما في عدد من أبرز الولايات التنافسية.

وقال دون كيتل، عميد كلية السياسة العامة لدى جامعة ماريلاند، إنه يتوقع quot;نتيجة تصويت متقاربة للغايةquot;، ولم يستبعد في الإطار نفسه احتمالية حدوث انقسام في الرأي بين الأصوات الانتخابية والشعبية.

هذا وينتظر أن يعود أوباما اليوم لمباشرة جدول حملته الانتخابية بكل طاقته، حيث سيتوقف في ويسكونسن ونيفادا وكلورادو، بعد قضائه الجزء الأول من الأسبوع الجاري في التركيز على سبل مواجهة التداعيات الخاصة بإعصار ساندي، وزيارته يوم أمس نيوجيرسي، ومناقشته مع حاكم الولاية، كريس كريستي، تبعات الإعصار ومدى الأضرار التي نجمت منه.

فيما عاد رومني إلى أجواء حملته الانتخابية يوم أمس، بتوجّهه إلى فلوريدا، التي توصف بأنها الجائزة الانتخابية الأكبر بين الولايات التسع، التي يقول عنها كلا المرشحين إنها ستحدد على الأرجح النتيجة النهائية للانتخابات. كما سيتوجّه اليوم إلى فيرجينيا، التي تعتبر كذلك واحدة من أبرز ساحات المنافسة الانتخابية بين كلا المرشحين.

في ما يتعلق باستطلاعات الرأي، التي أجريت في الولايات التسع الحاسمة، فقد جاءت الأصوات في مصلحة أوباما في كل من أوهايو وويسكونسن ونيفادا وأيوا ونيو هامبشاير.

أما الفوز الذي حققه أوباما في تلك الولايات، إلى جانب فوزه في ولايات أخرى، كما يتوقع معظم المحللين، فإنه سيشكل ضماناً له كي يفوز بـ 281 صوتا انتخابيا، أي أكثر من الأصوات المطلوبة للفوز بولاية ثانية بـ 11 صوتاً. بينما أظهرت مجموعة استطلاعات أخرى للولايات المتأرجحة أن هناك تعادلاً ظاهرياً في كولورادو، مع تقدم أوباما بنسبة 0.5 % من النقاط، وتقدم رومني في فلوريدا وفيرجينيا ونورث كارولينا.

في حين أظهرت مجموعة أخرى من استطلاعات الرأي، أجرتها صحيفة هفنغتون بوست، تقدم أوباما في سبع من الولايات التسع، وتفوق رومني فقط في فلوريدا ونورث كارولينا. وأظهر استطلاع تم إعلان نتائجه يوم أمس في أوهايو، حيث تحتدم المنافسة هناك بشكل كبير بين المرشحين، تقدم الرئيس باراك أوباما بفارق بسيط.

ولفتت في الإطار عينه وكالة بلومبيرغ الإخبارية إلى أن انقسام الرأي بين التصويت على المستوى الوطني وفرز الهيئة الانتخابية قد حدث 4 مرات في التاريخ الأميركي. وكان آخرها عام 2000، حين فاز نائب الرئيس آل غور حينذاك بفرز الاقتراع الشعبي بحوالى 500 ألف صوت، بينما حسم الفوز لمصلحته حاكم ولاية تكساس وقتها، جورج بوش، بـ 271 صوتاً انتخابياً، بعدما مهّد حكم أصدرته المحكمة العليا الأميركية الطريق بالنسبة إليه ليستحوذ على فلوريدا بفارق 537 صوتاً.

وإن كانت هناك إمكانية لحدوث انقسام في الرأي، فقد أبدى دافيد ريدلوسك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة روتغرز في نيو برانسويك في نيوجيرسي، شكوكه في ذلك الأمر، بسبب الإقبال المنخفض في الولايات ذات الميول الديمقراطية، مثل نيويورك ونيوجيرسي نتيجة الإعصار.

وتابع ريدلوسك حديثه بالقول quot;سيجد معظم الناس العازمون التصويت طريقة لذلك. وأنا لا أميل إلى فكرة أنه سيكون هناك ضعف في الإقبالquot;.

في المقابل، أكد مساعدو رومني أنه ورغم الصعوبات التي يواجهها، فإنهم ما زالوا واثقين من فرصهم في أوهايو، ويرون أن هناك فرصة لزيادة عدد الولايات المعنية.

وهو ما رد عليه مدير حملة أوباما الانتخابية، جيم ميسينا، بقوله في مؤتمر صحافي أمس، إنه سيُعَاد انتخاب أوباما لولاية ثانية في مثل هذا الوقت من الأسبوع المقبل. وقال دافيد أكسيلرود، واحد من أبرز مستشاري أوباما، إنهم مرتاحون تماماً للأرقام.