مشروع طموح سيحوّل إمارة أبو ظبي إلى واحة ثقافية في منطقة الشرق الأوسط، إنه المصطبة المزمع تشييدها من طرف الفنان العالمي كريستو ليمثّل أكبر مبنى منحوت في العالم وأكثرهم غلاءً.


أبوظبي: يخطط الفنان العالمي كريستو، الذي جدّد مبنى الرايخستاغ ( مبنى البرلمان في قلب عاصمة ألمانيا النازية ) وحدّد الآلاف من المظلات الملونة عبر وديان في اليابان وأميركا، لتطوير مبنى ضخم في أبو ظبي يزعم أنه سيكون أكبر مبنى منحوت في العالم.

الأغلى في العالم

أشارت صحيفة الأوبزرفر البريطانية إلى أن التكلفة المحتملة لهذا المبنى، وهي حوالي 340 مليون دولار (212 مليون إسترليني )، ستجعله أيضاً المبنى الأغلى في العالم.

وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أن المبنى الذي سيصل طوله إلى 150 متر، وسيكون على شكل هرم مسطح القمة من أعلى، سيكون أطول من كاتدرائية سانت بول أو كنيسة القديس بطرس وسيغطي على الهرم الأكبر بالجيزة، وهو ما سيحول أنظار العالم إلى أبو ظبي مثلما هو الحال مع مصر بفضل الأهرامات والسعودية بفضل الكعبة.

براميل نفط ملوّنة

وأضافت الصحيفة أن ذلك المبنى الذي يعرف بالمصطبة، ويتكون من 410 ألف برميل نفط متعدد الألوان، يتم التخطيط لتشييده فيما يصفه كريستو بالمنظر الصحراوي الجميل في المنطقة quot;الغربيةquot; التي تبعد حوالي 100 ميل عن إمارة أبو ظبي.

وقال كريستو، متحدثاً للصحيفة، إنه تمت الموافقة على تشييد المبنى في مكان يقع على مقربة من واحة ليوا، التي توجد بمنطقة بها بعض من أعلى الكثبان الرملية في العالم وغزلان منتشرة في الحياة البرية هناك.

فكرة تعود لـ30 عامًا

ومضت الصحيفة تقول إن هذا المشروع قد سبق لكريستو أن تصوره في سلسلة من الرسومات منذ أكثر من 30 عاماً مع زوجته، جان كلود، التي توفيت عام 2009. لكن الحرب التي اندلعت وقتها بين العراق وإيران كانت من بين العوامل التي أدت إلى إرجاء تنفيذ الخطط الخاصة به.

لكن المشروع تجدد لدى كريستو بعد أن علم بنوايا مسؤولي أبو ظبي لتحويل الإمارة إلى واحة ثقافية في منطقة الشرق الأوسط.

وهو إذ يتعاون حالياً بخصوص المشروع الضخم مع الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل ولي العهد وشقيقه الأكبر.

وقال كريستو quot;تعين عليّ في البداية أن أقنع العائلة الملكية، وها هم الآن شغوفين للغاية بانتظار تنفيذ المشروعquot;.

وأضاف أن المشروع ممول quot;بشكل مستقلquot; من خلال بيع أعمال له بمبلغ يصل إلى 10 مليون دولار ومستثمرين مختلفين.

حكّام الإمارات شركاء

وبسؤاله عما إن كانت العائلة المالكة من بين هؤلاء المستثمرين، اكتفى كريستو بالقول :quot; لا يمكنني قول المزيد. فهم يمتلكون الأرض التي سيتم تشييد المبنى عليهاquot;.

وفي نفس السياق، أكد كريستو أن هذا المبنى المزمع تشييده ليس بهرم، وأن اسمه وشكله الهندسي مستوحيان من مقعد طيني قديم كان يستعين به المسافرون في بلاد ما بين النهرين للحصول على قسط من الراحة خلال السفريات التي كانوا يقومون بها.

ونفى كريستو كذلك أن يكون استخدام براميل النفط كمادة فنية أمراً ذا صلة بالثروة النفطية الموجودة في المنطقة، موضحاً أنها سبق أن ظهرت في أعمال سابقة، من بينها ستارته الحديدية التي طورها عام 1960 لإغلاق أحد شوارع باريس ببراميل النفط.

لا سياسة.. بل متعة وجمال

وفي كتاب بعنوان quot;المصطبة .. مشروع لأبو ظبيquot;، تم نشره الشهر الجاري، أوضح كريستو أن أفكاره لا تولد نتيجة أحداث اقتصادية أو سياسية.

وتذكر كلمات زوجته الراحلة التي كانت تقول quot; نحن لا نقدم سوى الأعمال التي ترتبط بالمتعة والجمالquot;.

وتابع حديثه للصحيفة قائلاً :quot; أريد تطوير مبنى منحوت quot;متأصل تماماًquot; في التقاليد العظيمة للعمارة الإسلامية. وأتوقع أن يتم الانتهاء من أعمال البناء في غضون 30 شهراً بمشاركة المئات من العمالquot;.

وستقوم إحدى الشركات الألمانية التي تطور الألوان لسيارات مرسيدس بينز وبي إم دابليو بتطوير الألوان الخاصة بالبراميل. وستُبنَى هناك ساحة فنية إلى جانب معرض خاص بالمشروع ومطعم وفندق فاخر.