في فصل آخر من سيرة حياتها العامرة، أحرزت وزيرة العدل الفرنسية السابقة، رشيدة داتي، نصرًا قضائيًا متمثلاً في مطالبة ثري ينكر أبوته لطفلتها بضرورة الخضوع لفحص الحمض النووي. وفي حال إثبات هذه الأبوة يصبح لداتي الحق في ملايين اليوروهات من أمواله الطائلة.


صلاح أحمد: سجلت وزيرة العدل الفرنسية السابقة رشيدة داتي نصرًا قضائيًا في مشوار سعيها العسير إلى إثبات أبوة طفلتها غير الشرعية. فقد أصدرت جلسة مغلقة لمحكمة الأحوال الشخصية في فيرساي، محيط باريس الغربي، أمرًا لملياردير العقار دومينيك ديسين - الذي تقول داتي إنه الأب - بالخضوع لفحوص الحمض النووي DNA، وفقًا لما تداولته الصحافة الفرنسية والبريطانية.

ظلت داتي (47 عامًا)، المغاربية الأصل، تصرّ على أن علاقتها الجارفة مع هذا الرجل (68 عامًا)، الذي يملك مجموعة laquo;لوسيان بارييرraquo; للفنادق والكازينوهات والمطاعم في فرنسا، أثمر حملها بابنتها زهرة في 2008.

لكن ديسين نفسه ظل يرفض إجراء أي فحوص في ذلك الشأن. وبرر هذا بتفجيره قنبلة في مطالع الشهر الماضي عندما زعم أن داتي لا تستطيع اتهامه بالتحديد laquo;لأنها كانت تقيم علاقات مع ثمانية رجال دفعة واحدة قبل حملها بزهرةraquo;، بالتالي فإن فرص أبوّته لهذه الطفلة واحدة من ثمان.

وكما أوردت laquo;إيلافraquo; وقتها، ففي حوار معه أجرته مجلة laquo;إمraquo; التي تصدرها صحيفة laquo;لوموندraquo; الفرنسية، قال إن الزمرة التي يؤلفها هؤلاء الرجال تشمل وزيرًا فرنسيًا، ووجهًا معروفًا لأنه مقدم برنامج حوارات تلفزيونية، ومديرًا تنفيذيًا لإحدى كبريات الشركات لم تُكشف هوياتهم.

هذا إضافة إلى آخرين، تناقلت الشائعات أسماءهم، مثل رئيس الوزراء الإسباني السابق خوزيه ماريا أثنار، والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي نفسه، وأخيه فرانسوا، والمدعي العام القطري.

مع ذلك فقد أصدر قاضي المحكمة قراره أمس بإخضاع ديسين لفحوص الحمض النووي قائلاً إن ثمة دلائل تستدعي ضرورة إجرائها. وأضاف أن الغرض من هذه هو laquo;البتّ باليقين الذي لا يخالطه الشك في ما يتعلق بأبوة ديسين لزهرة من عدمها. وما إن تتلقى هذه المحكمة نتيجة الفحص، فستنعقد مجددًا لإصدار حكمها في القضيةraquo;.

يذكر أن القانون الفرنسي لا يفرض فحوص الحمض النووي على أحد، وإنما يتركه خيارًا مفتوحًا لمن أراد. لكن تقارير صحافية تقول إن داتي تحتفظ بأدلة أخرى، منها شهادات قسم مشفوع باليمين وموثقة قانونيًا بالتالي من لدن طاقم العاملين لديها، تفيد أن ديسين كان يزور زهرة بانتظام في الفترة التالية لمولدها. كما إن إصرار ديسين على رفض إجراء الفحوص - رغم قرار المحكمة الآن - سيعود عليه بعكس ما يرجوه، إذ سيعزز إدعاء داتي بأنه الأب فعلاً.

وفي حال أثبت هذا الاختبار الطبي أبوته، صارت داتي وابنتها موعودتين قانونياً بحصة هائلة من ثروته الهائلة من امبرارطورية كازينوهاته وفنادقه ومطاعمه الفاخرة التي تفوق المليار يورو. وفي حال صار لها هذا الأمر، تكون داتي قد بلغت قمة أخرى في سيرة حياتها المدهشة، التي بدأتها وسط 11 شقيقًا في مجمع لمجلس مدينة ليون في كنف أبيها عامل البناء البسيط المهاجر من المغرب ووالدتها المنظّفة المهاجرة من الجزائر.

فكانت تعمل بالمهن الدنيا ومساعدة ممرضة من حين إلى آخر لتمويل دراستها ومساعدة أسرتها وأشقائها. لكنها صارت صوت المهاجرين والأقليات العرقية، ومضت لتتمتع بعضوية النخبة السياسية الفرنسية حتى صارت في 2007 وزيرة للعدل في حكومة نيكولا ساركوزي. وهي حاليًا رئيسة بلدية الدائرة السابعة في باريس منذ 2008 ونائبة في البرلمان الأوروبي منذ 2009.

وفي فبراير/شباط من هذا العام الأخير نفسه انتخبت laquo;ممثلة نساء الغال في العالمraquo;، وهو لقب نالته رغم منافسة شرسة من الممثلة صوفي مارسو، والمغنية وسابقًا الموديل والسيدة الأولى كارلا بروني.

ووقتها أيضًا انتخبها قراء مجلة laquo;ريدرز دايجيستraquo; ضمن صفوة رموز العالم النسوية التي ضمت أسماء مثل بريجيت باردو وكاترين دينيف. ووفقًا للتكهنات الصحافية البريطانية فإن ثروتها من أعمالها التجارية ومطاعمها تبلغ الآن نحو 650 مليون يورو.