تواجه شركة laquo;رولز رويسraquo; البريطانية للمحركات، خاصة في مجال الطيران والفضاء، اتهامًا خطرًا، قد يمرّغ سمعتها النظيفة في الوحل. ويتعلق هذا الاتهام بدفعها أكثر من 20 مليون دولار لابن سوهارتو وأصدقائه من أجل الحصول على عقد ضخم في بلاده.
صلاح أحمد: تواجه laquo;رولز رويسraquo; اتهامًا خطرًا يقول إنها دفعت رشوة هائلة مقدارها 20 مليون دولار لتومي سوهارتو، ابن الرئيس الأندونيسي الراحل، الذي ترأس البلاد 31 سنة من 1976 حتى 1998، واشتهر عهده بفساد غير مسبوق، وأموال أخرى لعدد من أصدقائه.
قيل إن هذه الرشوة كانت سعيًا وراء الفوز بعقد عملاق في الدولة الإسلامية. ويضاف إلى هذا الاتهام أن الشركة الشهيرة قدمت أيضًا سيارة زرقاء من هذه الماركة إلى تومي الذي أُدين في 2002 بإصداره الأمر بقتل أحد القضاة. وحكم عليه، بعد إدانته، بالسجن 15 سنة، أمضى منها أربعاً وراء القضبان، وأفرج عنه laquo;بسبب ماله ونفوذهraquo; كما قيل.
مقابل هذه الرشوة الهائلة من طرف رولز رويس ndash; تبعًا للاتهام ndash; فقد كان دور ابن الدكتاتور السابق في الصفقة هو إقناع شركة طيران laquo;غاروداraquo; الأندونيسية القومية بشراء محركات رولز رويس لأسطول طائراتها الإيرباص.
ووفقًا لصحيفة laquo;صنداي تايمزraquo;، التي نقلت الخبر، فإن هذا الاتهام، الذي يحقق فيه laquo;مكتب الاحتيالات الخطرةraquo; البريطاني، يهدد بتلطيخ السمعة الناصعة البياض التي تقوم عليها رولز رويس، المعتبرة رأس الرمح التكنولوجي البريطاني، والتي وصفها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بأنها laquo;المؤسسة التجارية التي يعتبرها كل بريطاني تاج فخره الوطنيraquo;.
كأن هذا لا يكفي، فإن رولز رويس تواجه مأزقًا آخر في الولايات المتحدة، موطن منافستيها اللدودتين laquo;جنرال اليكتريكraquo; وlaquo;برات آند ويتنيraquo;، اللتين تقدمتا بشكوى إلى وزارة العدل الأميركية في هذا الصدد. وتقول مصادر إن الأرجح أن تبدأ الوزارة تحقيقًا مكثفًا في الأمر، وأن تفرض على رولز رويس غرامة قاسية.
وقالت الشركة البريطانية من جهتها إنها قدمت إلى laquo;مكتب الاحتيالات الخطرةraquo; البريطاني سائر المعلومات المتوافرة لديها في إطار ما سمّته laquo;الرشوة والفساد بأيدي الوسطاءraquo;، لكنها لم تخض في التفاصيل أو تشر إلى هويات هؤلاء الوسطاء وأدوارهم في الصفقة الهائلة.
وأكدت الصحيفة أنها تنفرد بالكشف عن أن الجهة التي أماطت اللثام عن أمر الصفقة هي دِك تيلر، مدير شعبة الاتصالات والتنسيق في رولز رويس سابقًا، والعامل حاليًا في أندونيسيا.
يقول هذا الرجل، في سلسلة طويلة من الاتهامات، إن الشركة البريطانية دفعت ملايين الدولارات من laquo;ميزانية مخصصة للأعمال القذرةraquo; من أجل الفوز بالعقد الأندونيسي.
كان ضمن هذا، وفقًا له، أن أودعت الشركة 20 مليون دولار في حساب تومي سوهارتو، وقدمت إليه سيارة رولز ررويس زرقاء جديدة وصولاً إلى إقناعه laquo;غاروداraquo; بشراء محركاتها laquo;ترينت 700raquo; لأسطولها من طائرات laquo;إيرباص A330raquo;. مع كل ذلك فقد كانت هذه ndash; من الناحية التجارية البحت ndash; أسوأ صفقة يمكن عقدها من حيث المردود المالي على رولز رويس نفسهاraquo;.
ويزعم تيلر أيضًا أن الشركة البريطانية قدمت رشاوى إضافية إلى أصدقاء تومي سوهارتو. ومضى إلى تسمية مدير تنفيذي سابق باعتباره laquo;الوسيطraquo; بين رولز رويس والأطراف الأندونيسية. وقالت الصحيفة إن هذا الشخص ما عاد يعمل معها، لكنها رفضت القول ما إن كان قد ترك وظيفته ndash; أو أُزيح ndash; بسبب تلك الصفقة وخلفياتها وتوابعها. وأوضحت الصحيفة أيضًا أن الشركة البريطانية لم تصدر أي رد فعل على مزاعم تيلر.
يذكر أن رولز رويس أحد أبرز الأسماء ndash; إن لم تكن الأبرز - في عالم الهندسة. وتعود جذورها إلى العام 1884 عندما أسسها هنري رويس. وفي 1904 دخل في شراكة مع تشارلز رويس، الذي كان يشتغل ببيع السيارات في لندن، وهكذا تألف اسم الشركة الشهير من اسمي عائلتيهما.
وفي 1973 انشق قسم السيارات الفاخرة عن الشركة بعدما اشترته laquo;بي إم دبليوraquo; الألمانية. لكن الشق البريطاني ظل يشتغل بإنتاج المحركات، ويوظف نحو 40 ألف شخص، ويعمل على طلبيات من مختلف أنحاء العالم، تبلغ حاليًا 100 مليار دولار.
يذكر أيضًا أن أندونيسيا ndash; أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان ومصدر صداع الشركة حاليًا - جاءت في المرتبة 118 (بين 174 دولة) في قائمة النزاهة والفساد 2012 التي تصدرها منظمة laquo;الشفافية الدوليةraquo;.
التعليقات