توقع نائب الرئيس العراقي السابق اتساع نطاق الاحتجاجات ضد المالكي لتصل إلى المناطق الشيعية، مستشرفًا تغييرا عميقا سيشهده العراق في العام 2013.


الدوحة: وصف نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي الاحتجاجات التي تشهدها بلاده حاليا بـquot;بداية انتفاضة شعبية وربيع عراقيquot;.

وتوقع الهاشمي، في حوار مع وكالة الأناضول للأنباء أن quot;يكون عام 2013 هو عام التغيير في العراقquot;.

وجدد دعوته لكل العراقيين - بصرف النظر عن انتماءاتهم وجذورهم وتوجهاتهم - بالعمل جاهدين على تحقيق الانتصار لهذه quot;الانتفاضات المباركة التي انطلقت في الفلوجة والرمادي وسامراء وأن ينتصروا لها وأن يقولوا للظالم كفىquot;.

وشهدت عدة مدن عراقية اليوم تظاهرات حاشدة ضد الحكومة، لا سيما في مدن الموصل والفلوجة (شمال وغرب البلاد).

وقال إن quot;العراق الآن على مفترق طرق حقيقي وبالتالي لا بد من حسم الاتجاه الذي سوف يؤول إليه أمر العراق مستقبلاquot;، مضيفا أن رئيس الوزراء نوري المالكي quot;بظلمه وفساده وسوء إدارة حكومته، صنع ظرفا مناسبا للتغييرquot;.

كما توقع الهاشمي أن يتسع نطاق الانتفاضة العراقية لتشمل المحافظات الجنوبية أيضا (ذات الأغلبية الشيعية)، كونها تعيش نفي الحالة من البؤس والفقر ونقص الخدمات وضياع الأمن التي تعيشها محافظات الوسط والشمال.

وأوضح أن quot;الهبة الشعبية ضد المالكي- التي سبق وأن توقعت قيامها- بدأت بالأنبار وسامراء ونينوى، وسوف تجرى تظاهرات واسعة النطاق في مختلف المحافظاتquot;.

وتابع نائب الرئيس العراقي السابق quot;لدينا اليوم ملايين من المحبطين والمظلومين والعاطلين عن العمل ومن المشردين واليتامى والأرامل نتاج ظلم وفساد وسوء إدارة حكومة نور المالكيquot;.

واعتبر أن quot;الفرصة ضاعت على المالكي وأن الشعب هو الذي سوف يحكم مسيرة عراق المستقبل quot;.

وحذر الهاشمي العراقيين من أن المالكي يحاول أن يصبغ كل هذه الانتفاضات بصبغة طائفية من أجل أن يقول لمحافظات الوسط والجنوب إن المنتفضين من السنة وقادمون لسحب البساط من تحتكم أنتم الشيعة الذين تحكمون العراق.

ووجه في هذا الصدد رسالة إلى الشيعة قائلا: quot;أقول لإخواننا الشيعة بشكل واضح، إخوانكم في الأنبار يدافعون عنكم، أنتم وإياهم في زورق واحد يجمعكم هذا العراق الموحد همومكم مشتركة، المالكي ليس الرجل المناسب لحكم العراق في هذا الظرف، وبالتالي عليكم أن تأخذوا بالعزيمة وتأخذوا قراركم من دون مزيد من التأخر والتردد وان تضعوا أيديكم في أيدي إخوانكم في المحافظات الأخرى التي انتفضت على حكومة نوري المالكيquot;.

ودعا الهاشمي الدول العربية، وعلى وجه الخصوص الدول الخليجية وتركيا، إلى quot;وقفة مسؤولةquot; مع الانتفاضة العراقية، معربا عن اعتقاده بأن تلك الوقفة مهمة للغاية من أجل انتصار الشعب العراقي المظلوم.

وشدد على أن المالكي quot;لن يستجيب إلى تطلعات الشعب العراقي نحو حياة حرة كريمةquot;.

وأشاد الهاشمي بالموقف التركي من القضية العراقية، قائلا :quot;موقف تركيا كان جريئا وشجاعا من التصريحات التي أصدرها أخي العزيز رجب طيب إردوغان رئيس الوزراء التركي، وأنا أتمنى أن لا تترك تركيا وحدها في قراءة مسؤولة للمشهد السياسي العراقيquot;.

وتابع quot;ينبغي أن تحظى أيضا بدعم وتأييد ومؤازرة من كافة الدول العربية وعلى وجه الخصوص الدول الخليجية التي تضرر أمنها بسبب هذا النفوذ الذي لم يسبق له مثيل لإيران في العراقquot;.

وفي معرض تعليقه على قيام حكومة المالكي باعتقال عناصر من حرس وزير المالية رافع العيساوي، اعتبر الهاشمي أن ما حدث quot;هو سيناريو مكرر لما سبق أن حدث معه وسبق أن توقعه أيضاquot;، معتبرا هذا في إطار مخطط يستهدف إقصاء العرب السنة من rlm;العملية السياسية في العراق.

ودعا القائمة العراقية quot;ألا تخذل حرس العيساوي كما سبق أن خذلتهquot;، وقال quot;على القائمة العراقية أن تتبنى موقفا شجاعا لكل المظلومين في العراق على رأسهم قضيتي وقضية العيساوي وآلاف المعتقلين اليوم الأبرياء خلف القضبان في سجون نوري المالكي السرية والعلنيةquot;.

يذكر أن طارق الهاشمي، قد تعرض قبل نحو العام الى إجراءات ملاحقة بدأت باستهداف عناصر حمايته ثم هو شخصيا بأوامر من رئيس الحكومة، حتى انتهى به المطاف الى مغادرة العراق الى تركيا لاجئا اليها.

وأصدر القضاء العراقي بعد ذلك خمسة أحكام بالاعدام ضد الهاشمي بتهمة الارهاب، كما أصدر أحكاما مماثلة بحق العديد من المقربين منه، فيما توفي اثنان من حمايته عندما كانا رهن التحقيق.