تؤكد الناشطة والإعلامية السورية روشان بوظو أن الثورة السورية بدأت سلمية، لكن بطش النظام عسكرها، فمضت الثورة من شهر إلى آخر، صامدة بشعبها اليتيم أمام ثلاثة من أعتى جيوش العالم، في ظل صمت عالمي مشبوه.


روشان بوظو، إعلامية شابة وناشطة ميدانية وسياسية، لم تمنعها الملاحقة الأمنية والمضايقات التي تعرضت لها مع أسرتها، من مواصلة درب النضال لتنال سوريا حريتها وكامل سيادتها واستقلالها. فبرزت في مجالات متعددة، منها السياسي والإغاثي والإعلامي، وعملت على نقل معاناة شعبها إلى لغات العالم على أكثر من منبر إعلامي.
تؤكد بوظو لـquot;إيلافquot; أن العسكرة quot; واقع فرض على الثورة السورية، بسبب الاستخدام المفرط للعنف من قبل النظام وشبيحته، فكانت العسكرة حاجة لا بد منها لحماية المدنيين والتظاهرات السلمية التي بدأت بالتضاؤلquot;.
كما تقول إن الثورة السورية أثبتت صمودًا ورقيًا ووعيًا لم يُشهد لها مثيل، وإن الشعب السوري وقف يتيمًا في مواجهة ثلاثة من أقوى جيوش العالم، في ظل صمت عالمي وتجاهل للدم السوري.
ولا تظن بوظو أن إعادة إعمار سوريا ستكون سهلة، لأن الخراب طال كل القطاعات الأساسية العامة والخاصة، quot;لكن في سوريا تجتمع جميع مؤهلات النجاح من مناطق سياحية وطبيعة ساحرة وأيادٍ عاملة وخبراتquot;.

في ما يأتي نص الحوار:

مع اقتراب الثورة السورية من إكمال عامها الثاني، هل تمت عسكرة الثورة بالكامل؟


الحراك الشعبي منذ اليوم الاول إلى اليوم في تزايد مستمر، على الرغم من العنف غير المسبوق من قوات الاسد. فالشعب السوري أخذ قراره بعدم التراجع او الإستسلام. والعسكرة هو واقع فُرض على الثورة السورية، بسبب الاستخدام المفرط للعنف من قبل النظام وشبيحته، فكانت العسكرة حاجة لا بد منها لحماية المدنيين والتظاهرات السلمية التي بدأت بالتضاؤل بعدما دخل النظام مرحلة القصف الجوي وحملات الاعتقالات الواسعة.

يتيم بوجه الجيوش

كناشطة سياسية وإعلامية.. كيف عملت على نقل معاناة شعبك إلى العالم؟


كانت لي مشاركات تلفزيونية ومقابلات صحافية عدة، وأقوم بنقل وترجمة بعض الأخبار للصحف الأجنبية المهتمة بالشأن السوري، وطبعًا إلى صفحات شبكات التواصل الاجتماعية التي أعتبرها منبرًا للرأي وطريقة مهمة للتواصل مع ثوار الداخل، ونشر المعلومات الصحيحة من المصدر، لكن الفضل الأكبر في نقل المعاناة الحقيقية إلى العالم هو لمراسلي الداخل المتواجدين في قلب الحدث.

ماذا يميّز الثورة السورية من غيرها من حركات شعوب بلدان الربيع العربي؟


أحترم جميع الثورات العربية والعالمية التي أتعاطف معها وأقدّرها كثيرًا، الا أن الثورة السورية أثبتت صمودًا ورقيًا ووعيًا لم يُشهد لها مثيل، فالشعب السوري وقف يتيمًا في مواجهة ثلاثة جيوش من أقوى جيوش العالم، في ظل صمت عالمي وتجاهل للدم السوري. وعلى الرغم من محاولة النظام اللعب على أوتار الطائفية والقومية وغيرها من الاساليب لتفرقة الصف السوري، لكن بقي الشعب السوري متماسكًا وواعيًا، حتى بعد عسكرة الثورة، لم نرَ حالات انتقام من مدنيين او تخريب للممتلكات العامة، حيث بقي هذا من اختصاص النظام.

نقص اليوم وإعمار الغد

ماذا عن الجهد المبذول للعمل الإغاثي؟ هل أنتم راضون عنه؟

الجهد السوري المبذول للعمل الإغاثي جهد رائع، وهو دليل على تماسك السوريين ووحدتهم. هناك الكثير من المجالس والتنسيقيات المتواجدة في كل مدينة في العالم، تجمع التبرعات المادية والعينية والطبية بشكل دائم، وترى حتى أصحاب الدخل المحدود في الخارج يقتطعون قسمًا من راتبهم شهريًا لإرساله لإخوتهم في الداخل. لكن للاسف، هذا الجهد غير كافٍ في ظل القصف المستمر والحصار الغذائي واستهداف المشافي والاطباء....الخ. ففي إحصائية سابقة، ذكر أن هناك 1,4 مليون سوري يعانون نقص الغذاء، وهذا الرقم في تزايد يومي، لذلك نحن بحاجة إلى دعم دولي جاد يضع القضية السورية في مركز الأولوية ويعطي الاطفال السوريين حقهم في الحياة.

ما مستقبل عملية إعادة إعمار سوريا بعد النظام؟

اتصور أن اعادة إعمار سوريا لن تكون بالعملية السهلة، نظرًا لأن الخراب طال كل بقاع سوريا وكل القطاعات الاساسية العامة والخاصة. لكن في سوريا تجتمع جميع مؤهلات النجاح من مناطق سياحية وطبيعة ساحرة وأيادٍ عاملة وخبرات. كما أن التهجير الذي تعرض له الكثير من السوريين أعطاهم الخبرة المطلوبة في سوريا الحديثة، كل بحسب اختصاصه. كما حركت تجربة الثورة مشاعر الوطنية والانتماء عند الشعب السوري في الخارج، حيث بدأوا وضع خطط العودة والمشاركة ببناء سوريا المستقبل. هناك الكثير من الخطط التي تعمل عليها المنظمات الداخلية والخارجية، لكنها تحتاج لتمويل دولي، ولا ننسى طبعًا دور الرأسمال السوري في الخارج.