تجتمع حوالي مئة دولة غربية وعربية الجمعة في باريس لحمل الرئيس السوري بشار الأسد على الرحيل رغم معارضة روسيا التي ستتغيب مجددًا هذه المرة عن المؤتمر الثالث لمجموعة اصدقاء الشعب السوري.


باريس: يتوقع أن يقوم المؤتمر الثالث لاصدقاء سوريا الذي سيفتتحه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس غدًا الجمعة، بالضغط على دمشق لـquot;تطبيق خطة جنيفquot; التي وضعها الموفد الدولي كوفي انان بشأن عملية انتقالية سياسية ووقف اطلاق نار لم يتم احترامه على الاطلاق بحسب دبلوماسي غربي.

فبعد مؤتمري تونس في شباط/فبراير واسطنبول في نيسان (ابريل)، سيشكل المؤتمر quot;دعمًا اكبر من الاسرة الدوليةquot; للشعب السوري وquot;ضغطًا على نظامquot; بشار الأسد، حسب ما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.

والاربعاء حضت فرنسا وبريطانيا روسيا على الكف عن تقديم الدعم وعدم الوقوف الى جانب quot;النظام القاتلquot; للرئيس بشار الأسد. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في باريس في مؤتمر صحافي مشترك الى جانب نظيره لوران فابيوس إن quot;على روسيا أن تدرك أننا نتجه نحو انهيار (النظام) في سورياquot;.

وقال فابيوس من جهته إنه يوافق على كلام هيغ واضاف: quot;ينبغي أن يدرك زملاؤنا الروس أنهم بدعمهم نظامًا مدانًا (...)، انما يقفون في الجهة المعاكسة، واضافة الى ذلك يجازفون بخسارة النفوذ الذي يمكن أن يتمتعوا به في هذا الجزء من العالم. في حين لا يعارض أحد أن يكون لهم نفوذ لو استطاعوا المساعدة في ايجاد حلquot;.

وشدد فابيوس على أهمية حضور المعارضة السورية، دون أن يكشف عن الجهات التي ستمثلها، ورحب بالحضور قائلاً: quot;بات من المؤكد أن تحضر اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري في باريس أكثر من 100 دولة، أي نصف العالم على الأقلquot;.

لكن عشية الاجتماع وفي حين تتفاقم حصيلة القتلى كل يوم من دون أن يتراجع الرئيس السوري، فإن فائدة الاجتماع تطرح تساؤلاً خصوصًا وأن الاجتماعين السابقين لم يؤديا الا الى نتائج رمزية. وقال الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الاربعاء quot;يسود شعور أن هناك الكثير من المحادثات في فنادق فخمة وفي اجتماعات ممتعة بينما لا نتحرك كثيرًا للمضي قدمًا ووقف العنفquot;.

وقال جوزيف بحوط استاذ العلوم السياسية إن quot;سلسلة هذه الاجتماعات الفاشلة أمر مثير للسخرية. هذا يدل على عجز الغربيين وبعض الدول العربية لانه لم يعد لديهم أي شيء مهم لاقتراحه. ما سيغيّر الامور هو الوضع على الارضquot;.

ويأمل أصدقاء سوريا ايضًا في quot;تشجيعquot; توحيد المعارضة لكي تشكل محادثات ذات صدقية للجميع. وللضغط على دمشق تأمل الدول الغربية والعربية في الالتقاء في باريس بعد الحصول على موافقة موسكو وبكين.

لكن ذلك غير مؤكد بعد الاختلاف في تفسير الاتفاق الذي تم التوصل اليه السبت في جنيف من قبل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي -- الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا. واتفقت هذه الدول على مبدأ العملية الانتقالية مع تشكيل حكومة جديدة تضم ممثلين عن النظام والمعارضة لكن من دون طرح بوضوح مسألة رحيل الأسد.

وان كان النص يعطي لباريس وواشنطن ضمانات حول عملية انتقالية من دون الأسد، تؤكد موسكو التي ترفض ارغامه على الرحيل أن الشعب السوري هو من يقرر مصيره وتتهم بعض الدول الغربية بالسعي الى quot;تحريفquot; اتفاق جنيف.

اما بالنسبة الى المعارضة السورية فقد رفضت نتائج لقاء سويسرا ورأت فيه رضوخًا لرغبة موسكو. واكد المجلس الوطني السوري (الذي يضم غالبية هذه التيارات) أنه لن يقبل بأي مبادرة quot;لا تدعو بوضوح الى رحيل بشار الأسدquot;.

وصرح منذر ماخوس منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي في اوروبا لفرانس برس quot;نطلب بأن يتخذ اجتماع باريس قرارًا حاسمًا بعد فشل مؤتمر جنيفquot;. ويطالب المجلس الوطني السوري بقرار الزامي يصدره مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع لارغام النظام السوري على تطبيق خطة انان وانشاء مناطق محمية بحظر جوي.

وتؤيد كل من باريس وواشنطن قرارًا دوليًا تحت الفصل السابع يشمل لجوءًا محتملاً الى القوة لكن موسكو تعارض ذلك. وللتوصل في باريس الى موقف موحد حول الفترة الانتقالية اجتمع المعارضون في اليومين الماضيين في القاهرة برعاية الجامعة العربية. لكن الاجتماع اظهر بوضوح انقساماتهم وان اتفقوا على القول بأن quot;بداية الحل السياسي تبدأ مع رحيل نظام بشار الأسدquot;.

وقاطع الجيش السوري الحر الاجتماع وانسحبت منه الهيئة العامة للثورة السورية معتبرة أن quot;الحديث عن وحدة المعارضة السورية يرمي الى اخفاء عجز الاسرة الدوليةquot;. وانتقدت لجنة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي خارطة الطريق quot;غير الواضحةquot; على خلفية خلافات حول تدخل عسكري اجنبي في سوريا.

ودعت موسكو المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها والاستعداد للتعاون مع الحكومة في دمشق. وأكدت الخارجية الروسية في بيان لها على اعتقادها بأهمية توحيد المعارضة صفوفها في أسرع وقت ممكن، وأنه لا بديل عن الحل السلمي للأزمة السورية.

ودعا بيان الخارجية الروسية المعارضة السورية إلى أن تكون مستعدة للتعاون مع الحكومة السورية، مشيرًا إلى استمرار الجهود الروسية بشكل قوي لتأسيس أرضية لحوار سياسي بناء بين المعارضة والنظام السوري.

الصين لن تشارك في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري في باريس

هذا واعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الخميس أن الصين quot;لا تنوي في الوقت الحاضر المشاركة في مؤتمرquot; اصدقاء الشعب السوري المقرر عقده الجمعة في باريس. وبذلك تنضم الصين الى موقف روسيا حليفة دمشق الرئيسية التي قررت عدم المشاركة في المؤتمر الذي يضم اكثر من مئة دولة عربية وغربية ومنظمة دولية وممثلين عن المعارضة السورية، سعيًا لوضع حد لاعمال العنف في سوريا.

وكانت بكين رفضت المشاركة في المؤتمرين السابقين لاصدقاء الشعب السوري في شباط (فبراير) ونيسان(ابريل).وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين خلال لقاء صحافي روتيني إنه quot;يجدر بالاسرة الدولية تركيز جهودها على تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة خطة العمل حول سورياquot; السبت الماضي في جنيف.

وكان المتحدث شدد الاربعاء على أن quot;الصين ترى أن الامر الملح الان هو تنفيذ بيان مجموعة العمل بشأن القضية السوريةquot;.