كشف وثائق رسمية بريطانية أن حكومة توني بلير فكرت في أن تطلب من الملكة اليزابيث أن تمنح الرئيس السوري بشار الأسد لقب فارس فخري، كما افادت صحيفة صندي تايمز.

وتبين الوثائق التي حصلت عليها صندي تايمز بموجب قانون حرية المعلومات أن البحث في خلع لقب فارس على الأسد جرى قبل زيارته إلى بريطانيا عام 2002 عندما طلب quot;اكبر قدر ممكن من الفخفخة والمراسم الاحتفاليةquot;، بحسب الوثائق البريطانية.

وكان الأسد التقى خلال زيارته تلك الملكة اليزابيث الثانية وولي العهد الأمير تشارلس وتغدى مع رئيس الوزراء وقتذاك توني بلير في مقره الرسمي في 10 داوننغ ستريت.

وقالت صحيفة صندي تايمز إن الوثائق تبين الى أي حد ذهبت بريطانيا في احتضان الأسد، بما في ذلك عقد مؤتمر صحفي مشترك واستخدام الإعلام لتصوير الأسد على نحو ايجابي، وبذل جهود لترويج صورة زوجته إعلاميًا.

وكان بلير دعا الأسد لزيارة بريطانيا في كانون الأول/ديسمبر 2002 بعدما اجتمع به في دمشق.

وتكشف الوثائق أن مسؤولاً في شعبة سوريا ولبنان في وزارة الخارجية البريطانية كتب في 14 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2002 quot;ينبغي أن تدركوا بأن الرئيس بشار الأسد سيزور بريطانيا ضيفا على الحكومة..... وسيتضمن ذلك لقاء مع الملكة. وأُبلغت بأن نفكر في قيام الملكة بتكريمهquot;.

وكتب المسؤول في رسالة الكترونية بتاريخ 25 تشرن الثاني/نوفمبر يقول انه quot;بالنظر لسجل سوريا في مجال حقوق الانسان وحقيقة أن علاقتنا معهم ليست حميمة فاننا لا نعتقد بأنه سيكون من المناسب تكريم بشارquot;.

وكتب مسؤول آخر quot;ان ما يريده السوريون واضح تمام الوضوح ، وهو أكبر قدر من الفخفخة والمراسم الاحتفاليةquot;.

وقال السفير البريطاني السابق في دمشق هنري هوغر لمسؤولين في لندن في 12 تشرين الثاني/نوفمبر quot;أعلم أن مهمتنا الرئيسية هي أن نحاول ونتدبر مسبقا أمر التعامل مع قضايا إعلامية صعبة، مثل لماذا نغازل هذه الدكتاتورية الفظيعة التي تحبس نوابها أنفسهم؟quot;

وكتب هوغر لاحقا انه لا يعتقد quot;ان السوريين سيعترضون على مؤتمر صحفي يعقده بشار بمفرده [في الشارع؟] ولكن من الجائز ان يظهر رئيس الوزراء على عتبة الباب لالتقاط صور فوتوغرافية وتوديعه رسميا خارج 10 داوننغ ستريتquot;.

كما تبين الوثائق أن مسؤولا اعلاميا في مقر رئيس الوزراء كتب الى مسؤول سوري انه يدرس quot;الأفكار التي بحثناها بشأن امكانية اجراء مقابلة صحفية مع السيدة [اسماء] الأسد.... ولا اعتقد ان صفحة المرأة في جريدة الغارديان ستجري مقابلة من النوع الذي اشرتهم اليهquot;.

واعتبرت زيارة الأسد عام 2002 زيارة quot;ناجحة للغايةquot; في دمشق فيما اشار السفير هوغر الى اهتمام وسائل الاعلام البريطانية ببشار الاسد quot;وخاصة اسماء الأسدquot;.

ودافع متحدث باسم توني بلير عما فعلته حكومته فقائلا quot;ان التواصل مع الأسد في عام 2002 كان صحيحا تماما وقتذاك لتشجيع التغيير وان السيد بلير قال مرات عديدة ان الوضع تغير وان على الأسد ان يرحل الآنquot;.