اتفق المجتمعون في جنيف على وجوب تعيين حكومة انتقالية، لكن الدور الذي سيلعبه الأسد في هذا الإطار بقيّ مفتوحاً على احتمالات كثيرة.


لميس فرحات: وافق اجتماع الأزمة الذي عقدته الامم المتحدة في جنيف بشأن النزاع المتصاعد في سوريا على شروط تشكيل حكومة انتقالية للإشراف على وضع حد للعنف في البلاد. ودعا البيان الصادر من المجتمعين إلى quot;خطوات واضحة لا رجعة فيهاquot; بعد فترة زمنية محددة.

لكن صحيفة الـ quot;غارديانquot; البريطانية اعتبرت أن الإجتماع أتى بخيبة أمل مريرة للمجموعات المعارضة التي تحارب نظام الرئيس بشار الأسد.
وذكر البيان أنه يمكن إدراج الأعضاء الحاليين في الحكومة في الهيئة الجديدة، لكنه ترك باب التأويلات مفتوحاً حول ما إذا الأسد سيكون جزءاً من هذه الحكومة الانتقالية.

وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة كوفي أنان إنه يأمل في أن يرى نتائج ملموسة من أجل التوصل إلى تسوية في غضون عام، وأصر على أن quot;شعب سوريا يجب أن يتوصل إلى اتفاق سياسيquot;.

من جهتها، تحدثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمام المجتمعين مصرّة على أن الأسد وحلفاءه لا مكان لهم في العملية الانتقالية. وانقسم الاجتماع وسط تقارير عن اعمال عنف جديدة في سوريا، بما في ذلك مزاعم بأن القوات الحكومية اجتاحت مدينة دوما، والتي كانت تحت الحصار لأسابيع عدة.

المجتمعون في جنيف

وقالت كلينتون إن الشروط المنصوص عليها في البيان تقدم أفضل فرصة للانتقال إلى مرحلة ما بعد الأسد الديمقراطية، بما في ذلك إجراء انتخابات حرة. وأضافت أن الولايات المتحدة سوف تجتمع مع شخصيات سورية معارضة منقسمة في القاهرة في الاسبوع المقبل في محاولة لتحقيق الوحدة في ما بينها وفقًا لمبادئ أنان.

وسئل أنان عمّا اذا كان quot;الناس الذين تلطخت أيديهم بالدماءquot; سوف يشاركون في الاتفاق، فقال مبعوث الأمم المتحدة في مؤتمر صحافي إنه يعتقد أنه من غير المرجح أن يتم اختيار هؤلاء الذين ارتكبوا تجاوزات من قبل الشعب السوري لتمثيلهم.

وكانت روسيا قد رفضت في وقت سابق تأييد أي اقتراح يدعو الأسد إلى التنحي لتمهيد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وبدا البيان النهائي للامم المتحدة، الذي جاء بعد يوم من المفاوضات المريرة والطرق المسدودة في كثير من الأحيان، كأنه محاولة للحفاظ على quot;خط موسكو الأحمرquot;،ويقول إن الشعب السوري وحده ينبغي أن تكون له السيطرة على العملية الانتقالية، وأنه لا ينبغي أن يفرض أي قرار من الخارج.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ quot;المحادثات كانت صعبة، لكنها أدت إلى خطوة إلى الأمامquot;، مضيفاً أن هذه المرة الأولى التي تجتمع فيها الدول الخمس الدائمة العضوية مع اللاعبين الرئيسيين الآخرين، لنتكلم بالتفصيل عما يجب أن تكون عليه المرحلة الانتقاليةquot;.

أما روسيا، وبدعم من الصين، فقد اعتبرت من قبل القوى الغربية واحدة من العقبات الرئيسة في الجهود المبذولة لوضع حد لهذا الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 15000 شخص.

ونقلت الـ quot;غارديانquot; عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن quot;نقطة الخلاف خلال المحادثات كانت فقرة في النص، تم تفسيرها من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بأنها تدعو الأسد إلى التنحي قبل العملية الانتقاليةquot;.

حضر الاجتماع وزراء خارجية اعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين، فضلاً عن ممثلين من الاتحاد الأوروبي والدول العربية، بما في ذلك العراق.

وحذر أنان من أن الحرب في سوريا خطر وقد تتحول الى صراع اقليمي أوسع قد يؤدي إلى quot;خطورة جسيمةquot;. ومع ذلك، في بعض الأوقات خلال النهار بدت نقطة خلافية أخرى عندما اتهم مسؤولون أميركيون روسيا بـ quot;المماطلةquot; ما أثار احتمال أن المحادثات قد تفشل.

يقول ديبلوماسي غربي مطلع على المحادثات إن quot;الروس وضعوا سلسلة من الاعتراضات، إنهم يعرقلون الأمورر قليلاً quot;، معتبراً أن quot;الصيغة الجديدة للنص هي نسخة مخففةquot;، في إشارة الى اقتراح مشروع أنان.

قبل الاعلان عن البيان الصادر من اجتماع جنيف، قال خالد صالح، المتحدث باسم المجلس الوطني السوري، إن المعارضة لن تقبل أي اتفاق يشمل رموز النظام.

وقال صالح: quot;في نهاية المطاف، نحن نريد وقف إراقة الدماء في سوريا. وإذا كان هذا يأتي من خلال الحوار السياسي، فنحن مستعدون للقيام بذلكquot;، لكنه أضاف: quot;نحن لسنا على استعداد للتفاوض مع الأسد، وأولئك الذين قتلوا السوريين، نحن لن نتفاوض ما لم يغادر هؤلاء سورياquot;.