القاهرة: شهدت أزمة عمال مصنع quot;سيراميكا كليوباتراquot; في محافظة السويس، تصعيداً خطيراً خلال الساعات القليلة الماضية، حيث قام عدد من العاملين الغاضبين لعدم صرف مستحقاتهم المالية باقتحام مبنى المحافظة، وإشعال النار في عدد من المكاتب، مما أدى إلى وقوع اشتباكات دامية في محيط المبنى.

وأكد مدير أمن السويس، اللواء عادل رفعت، إصابة 12 ضابطاً ومجنداً، أثناء اقتحام عمال السيراميك لمبنى المحافظة الثلاثاء، مشيراً إلى إصابة ثلاثة جنود بطلقات quot;خرطوشquot;، فيما أصيب تسعة آخرين من الجنود والضباط، بإصابات مختلفة، بعد تعرضهم لإلقاء الحجارة، من قبل العمال الغاضبين.

وقال المسؤول الأمني، بحسب ما أورد موقع quot;أخبار مصرquot;، التابع للتلفزيون الرسمي، نقلاُ عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه تم نقل مجندين مصابين إلى مستشفي الشرطة بالعجوزة بمحافظة الجيزة، نظراً لحالتهم الصحية الخطرة بسبب الإصابات التي تعرضوا لها، كما يتم علاج الجنود والضباط الآخرين داخل مستشفى بالسويس.

كما نقلت الوكالة الرسمية عن مصادر حكومية، أن عمال مصنع quot;سيراميكا كليوباتراquot; في العين السخنة، قاموا أيضاً بمهاجمة مبنى مديرية الأمن، ورشقوا نوافذ المبنى بالحجارة، دون أن يتضح على الفور، ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا.

وأشارت إلى أن قوات الأمن بمحافظة السويس ألقت القبض على أحمد صلاح، نائب رئيس اللجنة النقابية لعمال مصنع سيراميكا كليوباترا، و6 من العاملين بالمصنع، على خلفية الأحداث التي شهدتها المحافظة، والتي تسببت في تحطم مبناها، ونهب كميات كبيرة من الأجهزة والمعدات.

ونقلت عن شهود عيان قولهم إن عدداً من الأشخاص استغلوا قيام عمال quot;سيراميكا كليوباتراquot; باقتحام مبنى المحافظة، وقاموا بسرقة عدد كبير من المعدات وأجهزة الكمبيوتر، وملفات من داخل مكاتب مسؤولي وموظفي مبنى المحافظة، فيما انتشرت قوات الأمن في محيط المبنى، وحول مديرية الأمن.

واتهم العمال إدارة المصنع بإعطاء تعليمات لشركات النقل بوقف نقل 6 آلاف عامل إلى المصنع، بينما أفاد مسؤول اللجنة النقابية quot;المعتقلquot; بأنه قام بتهدئة العمال، متهماً رجل الأعمال، محمد أبو العينين، صاحب الشركة، بأنه quot;يدفع العمال للفوضىquot;، بحرمان العمال من حقوقهم، ورفضه صرف رواتبهم المتأخرة.

وكان أبو العينين قد مثل أمام نيابة شمال الجيزة، قبل يومين، للتحقيق معه في عدد من البلاغات المقدمة ضده، من بعض العاملين في شركاته، حيث أكد أن العاملين صرفوا رواتبهم عن الشهر الماضي، لافتاً إلى أنه لم يقرر صرف أرباح للعاملين هذا العام، بسبب quot;الخسائر الكبيرةquot; التي تكبدتها الشركة، بسبب الأحداث التي تمر بها البلاد.

كما أفاد رجل الأعمال والبرلماني السابق بأنه مستعد لتقديم ما يثبت صحة كلامه، أما عن الاتفاقية التي عقدها مع العاملين حول الرواتب والأرباح، قال إنه وقع عليها quot;بالإكراه وتحت التهديدquot;، وتعهد بالمثول أمام النيابة عند طلبه مجدداً لاستكمال التحقيقات.