دمشق: بعد اللقاء التلفزيوني الذي خص به الرئيس السوري بشار الأسد قناة الدنيا الفضائية، والذي أثار من الانتقادات والتصريحات ما لم يتوقف حتى اليوم، والذي شكر فيه الأسد شريحتين أساسيتين لوقوفها إلى جانبه فيما يعرف في الإعلام الرسمي quot;المؤامرة الكونيةquot;، وهما الجيش النظامي والعلماء المسلمين، خرج علماء الشام ببيان يردون فيه على كلام الأسد ويبين حقيقة موقف هذه الشريحة الهامة من المجتمع السوري.

وجاء في البيان الذي تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أنه quot;ومن منطلق الواجب الشرعي الذي ألقاه الله على كاهل العلماء، حين وصفهم بأنهم: (الذين يُبَلّغون رسالات الله ويَخشونه ولا يَخشون أحدًا إلا الله)، تؤكد رابطة علماء الشام أن quot;شرعية الحاكم أو ولي الأمر إنما تقوم حين يصل إلى الحكم بطريقٍ شرعيّ، وإنما تَلْزَم حين يعبر عن مصالح الشعب بكل فئاته، وإنما تبقى بصَوْنِه حقوقَ الناس ومصالحَهم، وحَقْنِ دمائهم وأموالهم وأعراضهم وكراماتهم، وأن يكونوا آمنين مطمئنين على أنفسهم وأهليهم، وإنما تسقط بانتهاك حرمات الدين، وسفك الدماء الآمنة، وتدمير الدولة، والسياسات الحمقاءquot;.

وبناء عليه، أكدت الرابطة quot;تَوَفُّرَ كلِّ المسوِّغات لنَزْع شرعية بشار الأسد ونظامهquot;.

ومضى البيان قائلا: quot; شعبنا السوري العظيم، يقوم بواجب جهاد الدَّفع، الذي هو من الجهاد المتَّفَق عليه؛ لأن دفعَ ضرر العدوّ عن الدين والنفس والحرمة واجبٌ إجماعًا، quot;فالعدوّ الصائل الذي يُفسد الدين والدنيا لا شيء أوجبُ بعد الإيمان من دفعه، فيُدفَع بحسب الإمكانquot;، وقد تحول النظام السوري بخطاباته وسياساته وممارساته الفعلية إلى عدوّ للشعب...مسؤولية سفك دماء السوريين يتحملها النظام السوري وحده؛ بمقتضياتٍ عدة: أولها: أنه يتحمل ذلك بحكم كونه وَلِيَ أمرَ الشعب وأقسم على حمايته وصون مصالحه، وثانيها: أنه الممسكُ بزمام الدولة وقوتها الباطشة، وثالثها: بحكم صدور فعل القتل والبطش منه ومن آلته العسكرية، وبأوامره.quot;
وختم بيان علماء الشام بالقول: quot; من يموت في سبيل هذه المعركة التي يخوضها النظام ضد الشعب، هو شهيد بإذن اللهquot;.

ودعت رابطة علماء الشام العالم أجمع إلى quot;مناصرة الشعب السوري، وتُلقي باللائمة على كل قادرٍ متقاعسٍ عن صون دماء السوريين، ودَفعِ ظلم نظام مجرم مصمم على سفك المزيد حين يصر رئيسه على القول: quot;إن الحسم يستغرق وقتًا أطولquot;!، على حدّ تعبير البيان.