رغم النقاش الذي احتدم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن بخصوص الصراع في العراق، إلا أن حفنة فقط من الأشخاص المطلعين هي التي علمت على ما يبدو بما كان يدور من أحداث خلال بعض من أكثر اللحظات المصيرية التي مر بها العراق.


واشنطن: قبل 17 شهراً من إعلان جورج بوش اعتزامه إرسال 5 كتائب إضافية للعراق للمشاركة بعملية أطلق عليها quot;surgequot; عام 2007، اجتمع في بغداد فريق مكون من ضباط ومحللين مدنيين لإجراء مراجعة سرية لإستراتيجية أميركا العسكرية في العراق.

وفي خطاب له بقاعدة فورت براغ خلال شهر حزيران/ يونيو عام 2005، أكد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أن الحرب صعبة، وإن كان بالإمكان الفوز بها. لكن حين اجتمع هذا الفريق الملقب بـ quot;الفريق الأحمرquot; في آب/ أغسطس، فإنه قد خلص لنتيجة مختلفة للغاية.

حيث أوضح في تقرير له بهذا الصدد quot;يرى كثير من العراقيين أن حكومتهم، وبصورة ضمنية، الائتلاف قد أهمل الشعب العراقيquot;.

جنود أميركيون يستعدون لمغادرة العراق

أكد الفريق أن الإستراتيجية التي أقرها بوش بصورة سرية للغاية سوف تثقل كاهل العراقيين بمشكلة لن يكون بمقدورهم التعامل معها. واللافت في هذا الشأن هو أنه لم يتم الاكتراث بالتشخيص الذي توصل إليه الفريق وكذلك بالعلاج الذي أوصى به.

وأوضحت في هذا السياق مجلة فورين بوليسي الأميركية أن سجل التاريخ العسكري يزخر بإخفاقات استخباراتية، لم تُشَاهَد نتيجة للجهل الثقافي أو التفكير التواق أو نقص المصادر.

لكن ما كان لافتاً بشأن السنوات الأولى للحرب الأميركية في العراق هي تلك الحلقات التي قام فيها المسؤولون بتمييز المشكلة بشكل صحيح، واقترحوا استراتجيات جديدة، تجاهلها قادة الجيش ومساعدو إدارة الرئيس بوش.

وأضافت المجلة أن نقاط التحول الفائتة هذه ربما قصّرت مدة الصراع وأتاحت مساحة تنفس أكبر لتشكيل حكومة عراقية أكثر شمولية في وقت كانت تحظى فيه الولايات المتحدة بالحد الأقصى من النفوذ في البلاد.

ورغم كل النقاش الذي احتدم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن بخصوص الصراع في العراق، إلا أن حفنة فقط من الأشخاص المطلعين هي التي علمت على ما يبدو بما كان يدور من أحداث خلال بعض من أكثر اللحظات المصيرية التي مر بها العراق خلال الفترة الماضية.

فمع بدء أعمال القتال هناك عام 2003، على سبيل المثال، قامت مجموعة من الضباط بوحدة الاستخبارات في الجيش الأميركي ببغداد بوضع خطة للعمل مع القبائل السنة في محافظة الأنبار التي تقع غرب البلاد، لكن تلك الخطة لم يتم تنفيذها.

وقد التقى الكولونيل كارول ستيوارت بمجموعة من شيوخ الأنبار، وكانت هناك خططاً لجعل مناطق الرمادي والفلوجة التي تعاني من الصراع quot;مناطق أمنية قبليةquot;. وكان سيُكَلَّف القادة القبليين بحراسة مناطقهم وكانوا سيحصلون على مركبات وذخيرة وأموال لكي يدفعوا رواتب للأشخاص الذين سيطلق عليهم quot;حراس الأنبارquot;.

وقال مسؤولون، طبقاً لما نقلته المجلة، إن البرنامج بأكمله كان سيتكلف 3 مليون دولار لمدة تستمر على مدار 6 أشهر. ويعود أصل تكوين الفريق الأحمر للفترة التي تم خلالها تعيين زالماي خليل زاد سفيراً للولايات المتحدة لدى العراق.

ونوهت المجلة أيضاً إلى أن تشخيص الفريق الأحمر للحرب كان مختلفاً بالفعل عن تشخيص الجنرال جورج كاسي، قائد القوات متعددة الجنسيات في العراق إبان تلك الفترة.

وورد بتقرير الفريق الأحمر الخاص بالحرب في العراق quot;تتوقف الخطة الحالية على القدرة على قمع أعمال التمرد وخفضها لمستويات يمكن أن تتعامل معها بنفسها قوات الأمن العراقية. ولم تنجح العمليات الحالية في خفض مستويات التمرد، ولم توفر خطة الحملة طرقاً جديدةً أو مختلفةً تتيح وعوداً أكبر على هذا الصعيدquot;.

ومضى التقرير يقول كذلك إن التداعيات السياسية لفشل الإستراتيجية كانت كبيرة.

وطرحت الطريقة التي كان ينتهجها الفريق الأحمر حملة على مدار 3 أعوام لإلحاق الهزيمة بالمتمردين ووضعت خطة لزيادة تمركز القوات الأميركية في مناطق موبوءة بالتمرد، تتعارض مع رؤية كاسي لتسليم القتال على نحو تقدمي إلى العراقيين وخفض القوات في 2006 و2007.

هذا وقد نقل خليل زاد نسخة من تقرير الفريق الأحمر إلى واشنطن وتحدث عنه مع ستيفن هادلي، الذي كان يعمل مستشاراً للأمن القومي لدى إدارة بوش، الذي قال إنه قد يُقَدَّم عبر قنوات عسكرية.