كاد إشتباك كلامي بين رئيس البرلمان الكويتي، ونائب كويتي سابق أن يطيح بزيارة وفد برلماني كويتي زائر للأردن ترأسه مرزوق الغانم الذي ظفر بقيادة المؤسسة التشريعية الكويتية في شهر تموز (يوليو) الماضي في جلسة يتيمة حتى الآن للبرلمان الكويتي.


عامر الحنتولي: قبل ساعات من اختتام زيارته الرسمية للعاصمة الأردنية عمّان، قال رئيس البرلمان الكويتي النائب مرزوق الغانم لـquot;إيلافquot; إن التواصل بين المؤسستين التشريعيتين في الأردن والكويت لن يكون تقليديًا، وأنه سيسعى بكل قوة لأن تتعمق أكثر فأكثر العلاقات بين الأردن والكويت على مختلف الأصعدة، مؤكدًا أن الإرادة الصلبة لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في بناء علاقات سياسية قوية وصلبة هي دافع البرلمانيين في الكويت والأردن لترجمة هذه الإرادة عبر آليات عمل.
وأكد أن لقاءاته برئيس مجلسي النواب والأعيان في الأردن سعد السرور وطاهر المصري قد تتطرق لكل آليات التعاون والتنسيق خلال الفترة المقبلة، معيدًا التأكيد أن الأردن عمقٌ حقيقيٌ للكويت، وأن الأخيرة لن تترك الأردن وحدها.
البراك يُجدّد إساءته
تأتي تصريحات الغانم وزيارته للأردن، وهي الأولى لرئيس برلمان كويتي خارج نطاق المؤتمرات والقمم والبرلمانية، بعد نحو عام على مزاعم للمعارضة الكويتية بأن الأردن أرسل قوات درك لإعانة الحكومة الكويتية على قمع تظاهرات وإحتجاجات شعبية كويتية.
وهي مزاعم نفتها الكويت والأردن وقتذاك، إذ تلى تلك التظاهرات كلام اعتبرته الأردن والكويت في آن واحد مسيئًا، تلفظ به النائب الكويتي السابق المعارض والمثير للجدل مسلم محمد البراك. فقد أفرد مساحة واسعة من كلامه وقتذاك للإساءة إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وهي إساءات أغضبت قطاعات عريضة من الشعب الأردني، الأمر الذي دفع بالحكومة الكويتية إلى تحريك دعوى قضائية ضد البراك على خلفية تصريحاته المسيئة للأردن، ولا يزال يُحاكم بسببها.
وفي تطور جديد ونوعي، عاد البراك إلى الإساءة للأردن، ردًا على الغانم ، إذ أكد البراك أن الأردن لا يمكن أن يكون عمقًا للكويت، quot;فالعمق الحقيقي للكويت يتمثل في السعودية والدول الخليجية، وليس الأردن الذي تخاذل في آب (أغسطس) 1990 عندما تواطأ الأردن الرسمي في مساندة جريمة صدام حسين بإحتلال الكويتquot;.
الغانم تجاهله
وكاد التطور الكلامي من عمّان إلى الكويت أن يؤثر سلبًا على زيارة الوفد البرلماني الكويتي إلى الأردن، خصوصًا أن مواقع التواصل الإجتماعي حفلت بمواقف غاضبة لأردنيين ردًا على تجديد البراك لخطابه المسيء للأردن.
لكن الغانم تجاهل تمامًا فكرة الرد على البراك، إذ قالت أوساط أردنية وكويتية في عمّان لـquot;إيلافquot; إن البراك حاليًا لا يُمثل المؤسسة التشريعية الكويتية، وليس عضوًا فيها بمقاطعته للإنتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في شهر تموز (يوليو) الماضي، ومن غير الممكن التعقيب على كلامه من جهات رسمية في الأردن أو الكويت.
هادئ ومعقول
ويعتبر رئيس البرلمان الكويتي مقربًا من النظام السياسي في بلاده، علاوة على أن خطابه السياسي منذ دخوله البرلمان في العام 2006 كان معقولًا وعمليًا، ولم يخرق السقوف السياسية كما فعلت المعارضة السياسية التي وقف الغانم في مناسبات عدة داعمًا لها ولتوجهاتها، في حين أن مواقف أخرى للغانم كانت تكشف عن تنافر كبير مع المعارضة.
والغانم الذي لم يعرف له أي عمل سياسي قبل العام 2006، إذ اقتصر ظهوره إقتصاديًا عبر رئاسة وعضوية مجالس إدارات شركات ومؤسسات عائلية، هو نجل شهبندر تجار الكويت رجل الأعمال علي ثنيان الغانم، الذي يرأس منذ أكثر من عقد رئاسة غرفة تجارة وصناعة الكويت، علمًا أن والدة مرزوق الغانم هي الأكاديمية فايزة الخرافي، أول إمرأة تشغل منصب رئاسة جامعة الكويت.