غادر وفد المفتشين الدوليين الفندق الذي يقيم فيه وسط دمشق إيذانًا ببدء مهمة البحث عن الأسلحة الكيميائية، والتي تتزامن مع مهمة أخرى سرية تقوم بها الولايات المتحدة لتدريب مقاتلي المعارضة السورية.


بدأت اليوم مهمة المفتشين الدوليين للبحث عن الأسلحة الكيميائية في سوريا تمهيدًا للتخلص منها، وغادر وفد مكون من تسعة مفتشين من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الفندق الذي ينزلون فيه في وسط دمشق صباح اليوم الخميس، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية التي لم تحدد الجهة التي غادر إليها المفتشون، واكتفت بالقول إنهم يحملون quot;القليل من الأمتعةquot;.
من جهتها، ذكرت شبكة quot;بي بي سيquot; أن فريق المفتشين الدوليين سيجري محادثات في دمشق مع مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين لوضع الترتيبات التنفيذية للقيام بجولة على مواقع تخزين الأسلحة في أنحاء سوريا، ولوضع خطة لتدميرها.
وتقول الأمم المتحدة إن الفريق quot;سيركز خلال الأيام المقبلة على التثبت من معلومات قدمتها السلطات السورية ومرحلة التخطيط المبدئية للمساعدة على تدمير منشآت إنتاج الأسلحة الكيميائية.quot;
وأشارت في بيان لها إلى أنه من المتوقع الانتهاء من هذه المرحلة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.
ويعتقد أن سوريا تملك نحو 1000 طن من غاز السارين وغاز الخردل، وأسلحة كيميائية محظورة أخرى.
وتأتي مهمة خبراء نزع الأسلحة الكيميائية في إطار اتفاق كان قد أبرم بين الولايات المتحدة وروسيا، وصادق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
مهمات سرية على الحدود
وتتزامن مهمة المفتشين الدوليين مع مهمات أخرى تقوم بها الولايات المتحدة بشكل سري، وأفادت quot;سكاي نيوز عربيةquot; أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية quot;سي آي إيهquot; تعكف على توسيع برنامج سري لتدريب مقاتلي المعارضة السورية.
وفي الموضوع ذاته، قالت صحيفة واشنطن بوست إن quot;السي آي إيهquot; أرسلت بالفعل فرقاً شبه عسكرية لقواعد سرية في الأردن خلال الأسابيع القليلة الماضية في خطوة تهدف إلى مضاعفة أعداد مقاتلي المعارضة الذين يتلقون الأسلحة والتدريب من الوكالة قبل إرسالهم للقتال في سوريا.
وتهدف واشنطن من وراء هذه الخطوة إلى تعزيز قوات المعارضة السورية المعتدلة، في وقت يتصاعد فيه نفوذ الجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا، والتي باتت تشكل مصدر إزعاج للغرب وللمعارضة السورية المعتدلة على السواء.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولها إن التدريبات في الأردن وتأهيل المقاتلين المعتدلين من شأنهما أن يمنعا المعارضة من السقوط أمام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهو تنظيم مقرب من quot;القاعدةquot;، ومن شأن هذه الخطوة أيضًا تعزيز قدرة المعارضة على الصمود في وجه قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي الوقت الذي تشير فيه بعض التقديرات إلى أن إيران وحزب الله درّبا أكثر من 20 ألف عنصر لدعم نظام الأسد، فإن الولايات المتحدة لم تدرب أكثر من ألف شخص فقط، وهو ما دفعها لتكثيف نشاطها في هذا الاتجاه.
ولم يتضح إذا ما كانت أزمة الموازنة والشلل الحكومي سيؤثران على البرامج التدريبية لوكالة الاستخبارات الأميركية، أم أن هذه المهمة ستكون من الاستثناءات.