دمشق: تعقد منظمة حظر الاسلحة الكيميائية اليوم الاربعاء مؤتمرا صحافيا في لاهاي يتناول، في خطوة نادرة، الخطوات التي تحققت خلال الايام العشرة الاولى من مهمة بعثتها quot;الطويلة والصعبةquot; والمتعلقة بتفكيك الاسلحة الكيميائية في سوريا.
في هذا الوقت، وبرزت مجددا الى الواجهة معضلة خطف الصحافيين الاجانب في مناطق خارجة عن سيطرة النظام، مع الكشف الاربعاء عن احتجاز الصحافيين الفرنسيين نيكولا اينان وبيار توريس منذ حزيران/يونيو.
على الارض، تمكن مقاتلو المعارضة السورية من احراز تقدم على الحدود مع الاردن، فيما طالت قذائف الهاون التي تطلقها مجموعات مقاتلة على دمشق الاربعاء مبنى المصرف المركزي. وقد اعلن في لاهاي اليوم ان احمد ازومجو، مدير عام منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، المكلفة الاشراف على تدمير الترسانة الكيميائية السورية، سيعقد الاربعاء مؤتمرا صحافيا نادرا، يستعرض خلاله مدى التقدم الذي احرز في المهمة quot;الطويلة والصعبةquot;، التي بدأت في سوريا في الاول من تشرين الاول/اكتوبر.
ويبدأ المؤتمر الساعة 13,30 (11,30 ت.غ). ونادرا ما تتحدث منظمة حظر الاسلحة الكيميائية عن تفاصيل انشطتها. وكانت المنظمة اعلنت الثلاثاء ان فريقا ثانيا من المفتشين سيرسل الى سوريا لتسريع وتيرة العمل. ويوجد حاليا 19 خبيرا من المنظمة في سوريا يساعدهم 16 موظفا من الامم المتحدة.
وقد بث التلفزيون السوري الرسمي الثلاثاء اول شريط فيديو للمفتشين دوليين اثناء عملهم في موقع للاسلحة الكيميائية في سوريا.وبدا المفتشون في الشريط وهم يرتدون ملابس واقية، وخصوصا قبعات وقفازات وبعضهم اقنعة غاز.
وظهر احدهم وهو يضع ملصقا مطبوعا عليه شعار منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ورقما متسلسلا على لوحة الكترونية او كهربائية، وآخر يلتقط صورا بعد قيامه بالامر نفسه على تجهيزات اخرى.
وقال المتحدث باسم منظمة حظر الاسلحة الكيميائية مايكل لوهان ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان الحكومة السورية quot;هي التي نشرت هذه الصور، وهي وحدها المخولة وصفها بالتفصيل بسبب سرية القواعد التي تحيط بعمل البعثةquot;. واكد صحة الصور التي تم بثها، موضحا ان مفتشي المنظمة quot;يضعون ملصقات وارقاما على التجهيزاتquot;، ما يسهل التحقق من مضمونها، بهدف منع quot;العبث بهاquot; من دون علمهم. وراى ان الصور ملتقطة على الارجح في quot;غرفة تحكمquot; مرجحا ان تكون موجودة في quot;موقع لانتاجquot; السلاح الكيميائي.
على صعيد آخر، وفي احد ابرز وجوه النزاع السوري مأساوية، اعلنت عائلتا الصحافيين الفرنسيين نيكولا اينان وبيار توريس ووزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان اينان وتوريس محتجزان منذ حزيران/يونيو الماضي في سوريا، في نبأ ابقي طي الكتمان حتى الآن.
وقالت وزارة الخارجية ان quot;الصحافي نيكولا اينان والمصور بيار توريس محتجزان في سورياquot;، موضحة انهما خطفا في 22 حزيران/يونيو. وبذلك، يرتفع عدد الصحافيين الفرنسيين المحتجزين رهائن في سوريا والذين كشف عن خطفهم حتى الآن، الى اربعة. والصحافيان الآخران هما ديدييه فرنسوا وادوار الياس اللذين خطفا في السادس من حزيران/يونيو.
ومنذ اشهر طويلة، يتردد الصحافيون الغربيون في دخول المناطق التي تسيطر عليها مجموعات مقاتلة معارضة للنظام بسبب تعرّضهم للخطف. وفي معظم الاحيان، هم يخطفون على ايدي المجموعات الجهادية، الامر الذي تنتقده المعارضة السورية بشدة، ويتبرأ منه الجيش السوري الحر.
ميدانيا، سيطر مقاتلون معارضون للنظام السوري اليوم الاربعاء على مركز لحرس الحدود مع الاردن في درعا (جنوب) بعد اشتباكات عنيفة استمرت شهرا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. ويقع مركز الهجانة على الحدود الاردنية، بمحاذاة مركز الجمرك القديم الذي استولت عليه مجموعات من المعارضة المسلحة وبينها جبهة النصرة قبل ايام. وبات الشريط الحدودي الممتد من درعا البلد حتى الحدود مع هضبة الجولان المحتلة من اسرائيل خارجا عن اي سيطرة للقوات النظامية السورية.
في دمشق، سقطت قذيفتا هاون صباح الاربعاء على المصرف المركزي السوري في وسط العاصمة السورية، حسبما افاد سكان وكالة فرانس برس. وغالبا ما يستهدف مقاتلو المعارضة مؤسسات وسفارات واحياء في وسط العاصمة بقذائف الهاون. وفي تحذير جديد من تفاقم مشكلة اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم هربا من العنف، دعت المفوضية الاوروبية الاربعاء الى ان ان يستعد الاتحاد الاوروبي quot;لامكانية تدفق اكبرquot; للاجئين السورييين.
وقال المفوض الفرنسي ميشال بارنيه اثناء نقاش حول سوريا في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ ان دولا عدة، منها بلغاريا واليونان، تواجه تدفقا للاجئين السوريين باعداد كبيرة، لكن ذلك quot;لم يعد مسالة وطنية فقط بل مسالة اوروبيةquot;، مضيفا ان quot;ان الرد لا يكمن بالتاكيد في اغلاق حدودنا الوطنية وفي الانطوائية او موقف الانعزالquot;. وافادت تقديرات للامم المتحدة نشرت الاثنين ان اكثر من اربعة ملايين سوري سيفرون من بلادهم في 2014.
التعليقات