بدأت اليوم فعاليات معرض بغداد الدولي بدورته الأربعين بمشاركة 36 دولة و700 شركة عربية وأجنبية، دعاها العراق إلى الاستثمار في مختلف القطاعات لتطوير الصناعات العراقية وخاصة الاستراتيجية، والأسمدة والبتروكيميائيات والتنمية الزراعية، وأكد أن عام 2014 سيكون عامًا للاستثمار متحديًا الإرهاب في وقف عمليات التنمية التي يشهدها.
الشهرستاني يدعو الشركات العربية والاجنبية للاستثمار في العراق
فقد بدأت في بغداد الخميس فعاليات معرض بغداد الدولي بدورته الأربعين تحت شعار quot;معرض بغداد الدولي ملتقى التجارة والاستثمارquot; باحتفالية حضرها نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، ووزير التجارة خير الله بابكر وعدد من المسؤولين و سفراء الدول العربية والأجنبية، إضافة إلى ممثلي الشركات العربية والأجنبية المشاركة في المعرض.
وتشارك في فعاليات المعرض اكثر من 36 دولة، أبرزها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا والمانيا وتركيا والهند والصين، إضافة إلى عدد كبير من الشركات العربية والأجنبية. وقد قدمت بغداد موعد افتتاح هذه الدورة للمعرض لمدة عشرين يومًا وحددتها في 10 من تشرين الاول (أكتوبر) الحالي بدلًا من الاول من شهر تشرين الثاني المقبل، الموعد السنوي للافتتاح، لتزامن الموعد القديم مع بداية شهر محرم الحرام.
وقد دعا الشهرستاني في كلمة له الشركات العربية والأجنبية إلى استثمار مشاركتها في المعرض، للاطلاع على حجم الاستثمارات في العراق مؤكدا ان العمليات الارهابية لن تقف عائقا امام عزيمة العراق على مواصلة العمل والبناء. وأشار إلى ان افتتاح هذا المعرض الدولي يبعث برسالة إلى الارهابيين تؤكد لهم انهم عاجزون عن ايقاف الاعمار في العراق وانهم لن ينجحوا في ترهيب الشركات الاجنبية عن المجيء والمساهمة في الاعمار وسيفشلون مهما فعلوا.
واوضح الشهرستاني أن الاقتصاد الوطني العراقي، قد نما خلال السنوات الخمس الماضية بمعدل 10% وهو الأعلى في العالم منوها بأن الدراسات العالمية تشير إلى ان العراق سيحافظ على هذا المستوى خلال السنوات الخمس القادمة. وقال إن هذه الزيادة انتشلت العراق من صف الدول الفقيرة إلى مقدمة الدول متوسطة الدخل حيث بلغ معدل دخل الفرد العراقي حوالى ستة آلاف دولار بعد ان كان لا يتجاوز الألف دولار.
وشدد على ان امام الشركات فرصة كبيرة للمساهمة بمختلف القطاعات، لتطوير الصناعات وخاصة الاستراتيجية والأسمدة والبتروكيمياويات، اضافة إلى التنمية الزراعية .. مشيرا إلى ان العراق يمتلك مواقع سياحية تستقطب الملايين من السياح والتي تحتاج إلى الاهتمام بها وإنشاء الوحدات السكنية والفنادق والمطاعم وغيرها . وأكد ان عام 2014 سيكون عاما للاستثمار.
ومن جهته قال وزير التجارة خير الله بابكر إن معرض بغداد الدولي يشكل ظاهرة اقتصادية وحضارية خصوصاً في هذه المرحلة، كون العراق في طور إعادة اعمار وتأهيل على جميع الاصعدة الاقتصادية بما فيها الطاقة والكهرباء والبنى التحتية وتحتاج للكثير من المستلزمات الاقتصادية وغير الاقتصادية .
وقال ان quot;معرض بغداد الدولي يمثل ظاهرة اقتصادية وحضارية خصوصاً في هذه المرحلة كون العراق في طور إعادة إعمار وتأهيل على جميع الاصعدة الاقتصاديةquot;. وأشار إلى ان اقامة المعارض المتخصصة في بغداد والمحافظات تلعب دوراً مهما في التعريف باحتياجات السوق العراقية كونها سوق واعدة وجاذبة لكثير من الاستثمارات
وأضاف بابكر أن مشاركة القطاعين العام والخاص العراقي في المعرض فرصة للإطلاع على آخر ما توصلت إليه دول العالم من تقنيات تكنولوجية حديثة من خلال عرضها في المعرض، كما انه فرصة أخرى لعقد صفقات وشراكات مع رجال الأعمال والقطاع الخاص العراقي بينها وبين الشركات العالمية من اجل إعادة إعمار العراق .

معرض بغداد الدولي يفتتح تحت شعار بوابة الاعمار والاستثمار
وتهدف السلطات العراقية من هذه المشاركة الواسعة في المعرض، إلى الدفع بهذه الشركات للدخول إلى السوق المحلية والاستثمار من خلال الاتفاق على تنفيذ مشاريع استراتيجية كبيرة والإطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة، وليس الاقتصار على المشاركة الشكلية كما في الدورات الماضية خاصة وأن دولًا طلبت حجز قاعات كبيرة منها الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا لكثرة الشركات التي ستشارك من خلال عرض منتوجاتها.
وقد أخذت محافظة بغداد على عاتقها خلال السنتين الأخيرتين إعادة إعمار وتأهيل وترميم منشآت المعرض، حيث بنت9 قاعات معرضية جديدة من بينها قاعة بمساحة 10 آلاف متر مربع جرى تصميمها من قبل شركة تركية وتم تأهيلها بالكامل ليصبح مجموع قاعات المعرض أكثر من 20 قاعة كما ضاعفت الشركة ايضا عدد المنشآت التي يحويها المعرض والمساحات المسقفة بالاضافة إلى تأهيل وترميم جميع القاعات القديمة وإظهارها بمظهر يليق بمكانة معرض بغداد الدولي. وقد تم تأهيل معرض بغداد الدولي بتمويل من محافظة بغداد بمبلغ 65 مليون دولار .
يذكر أن اولى الفعاليات التي اقيمت على ارض معرض بغداد الدولي في منطقة المنصور وسط بغداد كانت معرضا زراعياً وصناعياً في عام 1957 نظمه لواء بغداد (امانة بغداد) حاليا وفي عام 1959 تأسست مصلحة المعارض العراقية واقيم معرض للاحتفال بثورة 14 تموز(يوليو) عام 1958 ذكرى قيام الجمهورية العراقية .. وفي عام 1964 تم تغيير اسم المعرض إلى معرض بغداد الدولي.
وقد تأسست الشركة العامة للمعارض العراقية عام 1959وكانت تسمى آنذاك مديرية مصلحة المعارض العراقية وانضمت الشركة عام 1971 إلى عضوية اتحاد المعارض الدولية الذي يقع مقرها في باريس . وقد أقيم أول معرض عراقي عام 1964 في بغداد بمشاركة أربع دول عربية واستمرت الدورات تعقد سنويا حتى دخول القوات الأميركية إلى البلاد عام 2003 حين توقفت لعدم استقرار الوضع الأمني في بغداد وتعرض معظم مرفقاته إلى الدمار بسبب عمليات السلب والنهب في أعقاب احداث عام 2003.