تشير حملة الهجوم الإلكتروني والتجسس التي تستهدف مؤسسات كوريا الجنوبية إلى أن قدرات الحرب الالكترونية الكورية الشمالية هي الآن أقوى مما كان يعتقد سابقاً.


في حين أن طموحات كوريا الشمالية النووية وإساءة معاملة مواطنيها تضعها في آخر سلم التقدم الديبلوماسي، إلا أن حملة الهجوم الإلكتروني والتجسس التي تستهدف البنوك الكورية الجنوبية ووسائل الإعلام والاتصالات والعسكرية منذ أربع سنوات، تظهر أن قدرات الحرب الالكترونية الكورية الشمالية أكثر فعالية مما كان يعتقد سابقاً.
يقول خبراء الحرب الإلكترونية الأميركية إن قدرات كوريا الشمالية قد تؤدي إلى الانزلاق إلى صراع في العالم الحقيقي، إذ أنها قد تستفز كوريا الجنوبية ومعها الولايات المتحدة لشن ضربات انتقامية تشعل المنطقة بأسرها.
quot;على مدى السنوات الأربع الماضية، عملت كوريا الشمالية على تكثيف جهود التنمية في مجال الحرب الإلكترونية على حساب كوريا الجنوبيةquot;، يقول الكسندر مانسوروف، وهو باحث زائر في معهد الولايات المتحدة وكوريا في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور.
وأضاف: quot;الجيش الشعبي الكوري يضع مخططاته استناداً إلى مستقبل الحرب الإلكترونية، لا سيما القرصنة لجمع المعلومات الاستخبارية والاستعداد لتعطيل المعلومات والاتصالات والمراقبة، وأنظمة استطلاع الأعداء، أي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابانquot;.
واشارت صحيفة الـ quot;كريستان ساينس مونيتورquot; إلى أن كوريا الشمالية تقف وراء الهجمات الكبيرة ضد الجنوب، إذ أن قدراتها أوسع بكثير مما كان يعتقد سابقاً.
استناداً إلى ذلك، يقول الخبراء إن كوريا الشمالية تزيد وتيرة التطوير في مجال الحرب السيبرانية، مما يجعلها تهديدًا للولايات المتحدة.
اصابع الاتهام تؤشر إلى الشمال
الأكثر دلالة على هذا التطور هو ربط المحللين بين الشمال والهجمات المتزايدة خلالالسنوات الاربعالماضية على كوريا الجنوبية، وفقاً لتقارير شركات الأمن السيبراني الرائدة في الأشهر الخمسة الماضية.
ويقول الخبراء إن الهجمات على الجنوب كلفت أكثر من 750 مليون دولار هذا الشهر، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع.
الهجوم الأوضح والأعنف بدأ عند الساعة 2 ظهراً يوم 20 آذار/مارس استهدف عدداً من البنوك الكورية الجنوبية ووسائل الإعلام التي تضررت بسبب فيروس برمجيات خبيث داخل الشبكات الخاصة.
في غضون دقائق، أدى هذا السلاح الالكتروني الذي سمي بـ quot;عتمة سيولquot; إلى محو سجلات التمهيد الرئيسي المهمة في أكثر من 32000 جهاز كمبيوتر وشل شبكات تلك المنظمات لعدة أيام في واحدة من الهجمات السيبرانية الأكثر تكلفة ودماراً التي شهدها العالم.
وأشار تحليل شركة مكافي للأمن الالكتروني أن هذه الهجمات أتت من كوريا الشمالية. وفي الشهر نفسه، أصدرت شركة quot;سيمانتيكquot; العملاقة للأمن السيبراني تقريرها الخاص الذي يربط أربع سنوات من الهجمات السيبرانية إلى فاعل واحد quot;بغض النظر عما إذا كان يعمل نيابة عن كوريا الشمالية أم لاquot;.
لماذا تلجأ كوريا الشمالية الى الحرب السيبرانية؟
سعي كوريا الشمالية إلى حشد قدرات الحرب الإلكترونية يعود الى مزيج من العملية والاستراتيجية، كما يقول الخبراء إذ انه بالنسبة لدولة فقيرة تواجه خصوماً أغنياء، تعتبر هذه الأسلحة مثالية للأسباب التالية:
bull; رخيصة للنشر و فعالة من حيث التكلفة: تعتمد الهجمات السيبرانية على البرامج الضارة التي يمكن تطويرها أو شراؤها بمبالغ أقل بكثير من الطائرات أو غيرها من الأجهزة العسكرية التقليدية. ويمكن نشر الهجمات السيبرانية في كثير من الأحيان لإحداث الضرر في الجنوب بنطاق واسع وأكثر فعالية من نشر القوات والدبابات على أرض المعركة.
bull; توازن استراتيجي: تعتبر أنظمة الهجوم الإلكتروني سلاحاً حيوياً استراتيجياً يضمن التوازن لقوات كوريا الشمالية من الناحية التكنولوجية في مواجهة أي هجوم في المستقبل من قبل القوات المشتركة لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
bull; مصدر مجهول: صعوبة تعقب وكشف الهجمات الالكترونية تسهل على كوريا الشمالية تجنب العقوبات والضربات الانتقامية من الجنوب.