جنيف: تقوم منظمات انسانية دولية بحملات تلقيح في سوريا وسط خشية من انتشار شلل الاطفال، بحسب ما افادت الامم المتحدة اليوم الجمعة.
واعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة quot;يونيسيفquot; في بيان انها quot;انضمت الى منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرين في تنظيم تحرك مناعي واسع، يهدف الى حماية اكبر عدد ممكن من الاطفال في هذا البلد (سوريا) والمناطق الحدودية (في الدول المجاورة) من شلل الاطفال وامراض اخرى يمكن تفاديها باللقاحاتquot;.
واطلقت الحملة في سوريا من خلال وزارة الصحة في 24 تشرين الاول/اكتوبر، وتهدف الى تلقيح 2,4 مليوني طفل ضد شلل الاطفال والحصبة والنكاف (أبو كعب) والحصبة الالمانيةquot;، بحسب البيان.
واشارت المنظمة الى ان 500 الف طفل لم يتلقوا لقاح شلل الاطفال في العامين الماضيين بسبب النزاع الذي تغرق فيه سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011، علما ان معدل التلقيح قبل هذا التاريخ كان بحدود 95 بالمئة.
ودفع النزاع السوري الى لجوء اكثر من مليوني شخص الى الدول المجاورة، بينهم اكثر من مليون طفل، في حين نزح الملايين عن منازلهم في داخل سوريا.
ونتيجة لذلك، واجهت كل حملات التلقيح التي كانت تنظم مشاكل أو ألغيت من الاساس، ما عرض الاطفال للاصابة بشلل الاطفال او الحصبة، بحسب اليونيسيف.
من جهتها، اكدت منظمة الصحة العالمية الاسبوع الماضي ان سوريا قد تواجه الانتشار الاول لشلل الاطفال منذ العام 1999، بعد اكتشاف اصابتين بالمرض في محافظة دير الزور (شرق).
وقررت المنظمة، وعلى quot;رغم الحاجة الى تأكيد قطعي وفق التحاليل المخبريةquot;، التحرك كما لو ان انتشار الوباء أمر حاصل فعلا، بحسب ما قال متحدث باسمها لوكالة فرانس برس في بريد الكتروني.
ويعد شلل الاطفال من اقوى الامراض المعدية، ويصيب خصوصا الاطفال ما دون الخمسة اشهر من العمر، وقد يؤدي الى شلل في خلال ساعات. ويمكن في بعض الحالات ان يكون المرض قاتلا.
وفي محافظة دير الزور نفسها، تسجل اصابة نحو عشرين طفلا غالبيتهم دون الثانية من العمر، بحالات من الشلل الجزئي التي تعد عوارض لامراض عدة، بينها شلل الاطفال.
واوضح المتحدث باسم منظمة الصحة ان هذه الحالات تخضع حاليا لفحوص مخبرية، مشيرا الى ان من بين 100 الف حالة مماثلة كل عام، يثبت ان مئات منها فقط هي عبارة عن شلل اطفال.
وادى النزاع السوري الى مقتل اكثر من 115 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.