اكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اجتماعهما في واشنطن الليلة دعم جهود بلاده لمكافحة الارهاب، فيما اعلنت واشنطن عزمها تزويد بغداد طائرات اف 16 المقاتلة لتعقب مسلحي القاعدة.


أسامة مهدي: بحث نوري المالكي مع بايدن تطوير العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الاميركية وسبل تعزيزها في جميع المجالات في ضوء اتفاقيتي الاطار الاستراتيجي والتعاون الامني الموقعتين بين المالكي والرئيس الاميركي السابق جورج بوش في بغداد عام 2008.

وشدد بايدن على أن بلاده حريصة على توسيع التعاون مع العراق ودعم جهود حكومته في مجال مكافحة الارهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، كما قال بيان رسمي لمكتب رئيس الوزراء العراقي الذي اشار ايضا الى أن المسؤولين العراقي والاميركي ناقشا كذلك تطورات الاوضاع في المنطقة ومنها الازمة السورية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وعقب الاجتماع قال مسؤول اميركي إن واشنطن تريد مساعدة العراق على مكافحة شبكة القاعدة quot;بشكل فعّالquot;، بما في ذلك عبر تقديم معدات عسكرية.

واضاف مؤكدًا: quot;نريد مساعدة العراقيين على استهداف هذه الشبكات بشكل دقيق وفعّالquot;.

واوضح أن العراق طلب انظمة تسلح (اميركية وقد وافقت واشنطن على ذلك. واضاف أن القوات العراقية غير قادرة على التصدي للقاعدة بشكل فعّال، ولذلك يجب توفير السلاح للعراقيين لقتال الشبكات الارهابية بشكل فعّال.

واكد المسؤول الاميركي أن تسليم مقاتلات اف-16 للعراق يمضي حسب المقرر في الخريف المقبل وأن العراق اودع حديثًا قسطًا بحوالي 650 مليون دولار بشأن الطائرات. واشار الى أن مسألة هذه الطائرات لم تطرح اثناء لقاء المالكي وبايدن اليوم.

وكان العراق وقّع عقداً مع الولايات المتحدة العام الماضي لشراء مجموعته الثانية من مقاتلات اف-16 التي تضم 18 طائرة في اطار صفقة لشراء 36 مقاتلة من هذه الفئة لاعادة بناء سلاحه الجوي.

ويشهد العراق حاليًا موجة هجمات متصاعدة منذ نيسان (ابريل) الماضي، حيث قتل حوالي 600 عراقي منذ بداية الشهر الحالي، ومصرع اكثر من 5350 شخصاً منذ بداية العام الحالي 2013.

وتطرح هذه الهجمات التي تعتمد الاسلوب نفسه وتستهدف الاماكن ذاتها، في الملاعب والمقاهي والمساجد والمدارس والاعراس، تساؤلات متزايدة عن سبب عجز قوات الامن، التي وصل عديدها الى اكثر من 800 الف شرطي وجندي، عن وضع حد لتصاعد العنف.

المالكي واجه انتقادات اميركية

وفي اليوم الاول من زيارته الرسمية للولايات المتحدة الاربعاء فقد واجه المالكي اتهامات اميركية بممارسات تعيد العراق الى الحرب الاهلية، التي شهدها خلال العقد الماضي، واخضاعه لهيمنة ايران، اضافة الى اساءة معاملة سنة البلاد الامر الذي يدفعهم الى التطرف.

فقد حذر أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس بارك أوباما من أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي وصل الى واشنطن الليلة الماضية مبتدئًا زيارة رسمية تستغرق خمسة ايام يقود بلاده إلى حرب أهلية جديدة. وقال مسؤولون في لجنتي الشؤون الدفاعية والخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، وهم الديمقراطيان كارل ليفين وروبرت مينينديز والجمهوريون بوب كوركر وجيمس إنهوف وليندسي غراهام، في رسالة الى الرئيس أوباما نشرتها وسائل اعلام اميركية، إن سوء إدارة المالكي للسياسة العراقية تساهم في عودة موجة العنف الطائفي الى العراق، والتي كان عانى منها خلال العقد الماضي بين عامي 2006 و2007 وراح ضحيتها آلاف من العراقيين.

واشاروا في تحذير وصف بالحاد الى أن المالكي يساهم من خلال سياساته الحالية في الانزلاق نحو العنف الطائفي الدائر في الجارة سوريا.

واوضح مسؤولو الكونغرس أن المالكي قد أخضع العراق للسياسات الخبيثة والسيطرة السيئة لايران، واشاروا الى أنه يسيء معاملة ابناء الطائفة السنية في البلاد، الامر الذي يدفعهم نحو التطرف، وحذروا من أن هذه السياسات نفسها هي التي دفعت العراق نحو الحرب الأهلية سابقًا واكدوا مخاوفهم من أن يلقى العراق المصير نفسه مجدداً.

ومن المنتظر ان يتوجه المالكي غدًا الى الكونغرس حيث سيجتمع مع رئيسي لجنة العلاقات الخارجية في مجلسي الشيوخ والكونغرس الاميركيين السيناتور روبرت منينديز وايد رويس.

كما سيجتمع الخميس مع كل من وزير الدفاع الاميركي تشوك هيغل ورئيس هيئة الاركان المشتركة مارتن ديمبسي ومسؤولين آخرين من وزارة الدفاع الاميركية.

وسيلتقي المالكي مع الرئيس اوباما الجمعة لإجراء مباحثات تهدف الى تطوير العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون، وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين وسبل تعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة الازمة السورية.

ويترأس المالكي في زيارته لواشنطن هذه وفداً وزارياً ونيابياً كبيراً يضم وزير الخارجية هوشيار زيباري ووزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي وعدداً من اعضاء مجلس النواب.

وكان المالكي اعلن لدى مغادرته بغداد امس أنه سيبحث مع المسؤولين الاميركيين، وفي مقدمتهم الرئيس أوباما، عددًا من المواضيع في مقدمتها تفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي. وقال إن مباحثاته هذه ستتناول عدداً من المواضيع من بينها تفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي ومكافحة الارهاب والازمة السورية والمشاورات حول عقد مؤتمر جنيف 2 ،فضلاً عن القضايا والاوضاع السياسية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

العراق يسعى للحصول على طائرات اميركية بدون طيار

ومن المنتظر أن تتناول مباحثات المالكي في واشنطن الاوضاع الخطيرة في المنطقة التي افرزتها الازمة السورية والنزاع المستمر فيها منذ عامين ونصف العام وامتداد آثارها السلبية على العراق، الذي بدأ ينال من تداعياتها السلبية على امنه والعلاقات بين مكوناته التي تأثرت بالصراع الطائفي في البلد المجاور الذي تربطه مع العراق حدود يبلغ طولها 650 كيلومتراً.

وسيناقش المالكي موقف العراق من تداعيات الازمة السورية والمتغيرات الاقليمية في وقت اصبحت فيه المنطقة مقبلة على مؤتمر جنيف الثاني ومبادرة العراق الخاصة بالحل السلمي، التي سيتم بحث تفصيلاتها لبيان موقف العراق من الازمة السورية.

وابلغ مصدر عراقي مقرب من الحكومة العراقية quot;إيلافquot; أن المالكي سيطلب خلال لقائه اوباما الجمعة المقبل تسليم بلاده طائرات بلا طيار ومقاتلات إف-16 أميركية للتصدي لمقاتلي تنظيم القاعدة، والقيام بمهام استطلاع على الحدود بين العراق وسوريا للحد من عمليات العنف التي بدأوا ينفذونها بشكل متصاعد وغير مسبوق منذ نيسان (ابريل) الماضي بشكل خاص.

وفي هذا الاطار، اكد المصدر أن المالكي سيتناول في مباحثاته بواشنطن تفعيل اتفاق الدفاع المشترك الموقع بين البلدين اواخر عام 2008 لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية التي بدأت تتدفق على العراق من جديد بسبب الصراع في سوريا.

وتعتبر زيارة المالكي هذه الى واشنطن الرابعة من نوعها بوصفه رئيسًا للوزراء، حيث كانت الزيارةالاولى في تموز (يوليو) عام 2006 والثانية في تموز عام 2009 بينما كانت الثالثة في كانون الاول (ديسمبر) عام 2011.