تمكن الأمن الكويتي من إبعاد نساء أوروبيات أتين إلى الكويت ليمارسن الدعارة في فنادق خمس نجوم، بمواعيد مبرمجة مسبقًا، وذلك في حملات للتصدي للدعارة الجوالة.


عامر الحنتولي من الكويت:لا يتوانى الأمن الكويتي عن التعاطي مع جرائم الدعارة التي تحفل بأخبارها وسائل الإعلام الكويتية. فمثل هذه الأخبار بات يومياً ولم يعد يثير الإهتمام.

لكن الجديد هو تصدي الأمن الكويتي لدعارة من نوع جديد، إذ تنتقل نساء أوروبيات من بلادهن إلى العاصمة الكويتية، ويتجهن للإقامة الموقتة في فنادق فخمة لممارسة الدعارة، قبل إبعادهن عن الكويت بعد إستيفاء التحقيقات الأمنية.

تتقاضى هؤلاء النساء مبالغ ضخمة لقاء أوقات حميمية مع زبائن كويتيين جرى الإتفاق معهم عبر الشبكة العنكبوتية، ويتم تحديد المواعيد والمقابل المادي على الانترنت قبل القدوم إلى الكويت.

يعد هذا النوع من الدعارة جديدًا على البيئة الجُرمية التي تتعاطى معها وزارة الداخلية الكويتية، خصوصًا أن مصادر أمنية كشفت لـquot;إيلافquot; أن مبالغ مالية ضخمة، عدا عن نسخ من تحويلات مالية أرسلت إلى الخارج، قد وُجِدت مع الأوروبيات اللواتي دخلن الكويت بشكل شرعي، عبر تأشيرة دخول (فيزا) تُمنح للأوروبيين في المنافذ الحدودية الكويتية طبقًا للتعليمات، خلافًا لرعايا جنسيات كثيرة يتطلب دخولهم إلى الكويت تأشيرة مسبقة.

فائقات الجمال

يقول المُدوّن الكويتي، والمُواكِب للحوادث الجُرمية، فهاد العجمي لـquot;إيلافquot;إن قصة النساء الأوروبيات تستحق التوثيق والتعميم لأخذ الحيطة والحذر على جميع المستويات في الكويت، مؤكدًا أن الأهم في قصة الأوروبيات اللواتي وفدن إلى الكويت لممارسة quot;الدعارة الجوالةquot; هنّ من رعايا دول أوروبية فيها رفاه إقتصادي وإجتماعي، مثل إسبانيا، quot;ولهؤلاء النساء إمتدادات في الداخل الكويتي عبر تسهيلات في الحجوز الفندقية، وكذلك ترتيبات صعود الزبائن إلى غرفهن الفندقيةquot;.

يضيف العجمي: quot;كانت المواعيد الجنسية داخل الفندق مرتبة، حتى قبل وصول النساء إلى الكويتquot;. وينسب المُدوّن الكويتي إلى مصادره الأمنية قولها إن النساء الأوروبيات اللواتي أبعدتهن السلطات الكويتية كن فائقات الجمال، إضافة إلى أنهن في العشرينات من العمر، وهي ظاهرة يرى العجمي أنها تدق نواقيس الخطر، خصوصًا أن لا أحد يضمن ألا تتكرر بأساليب جديدة، وغير مسبوقة.

مخاوف وأمراض

يشير العجمي إلى أنه بصرف النظر عن أن الهدف الوحيد من الدعارة الجوالة هو جني أموال أكبر، جراء ممارسة أقدم مهنة في التاريخ، وفتح أسواق جديدة مع زبائن أثرياء بالعملة الكويتية القوية عالميًا، خصوصًا أن الدينار الكويتي يساوي ثلاثة دولارات أميركية، quot;فإن السلطات الكويتية ينبغي أن تكون قد أخضعت هذه الفتيات للفحص الطبي بعد القبض عليهن، لتحديد ما إذا كنّ مصابات بأمراض جنسية معدية، أو بمرض نقص المناعة المكتسبة، وإذا جاءت نتائج الفحص إيجابية، فإن هذا يعني أن من اتصلوا جنسيًا بالنساء الأوروبيات قد ابتلوا بالمرض، ما يستدعي قاعدة بيانات بشأن هوية الأشخاص الذين مارسوا الرذيلة مع الأوروبيات المبعدات، وإخضاعهم للفحص فورًاquot;.

رسائل غامضة

يقول ماجد الشطين، الناشط الكويتي في مجال الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، إنه صادف منذ فترة قصيرة إعلانات وبريدًا إلكترونيًا متكررًا مرسلاً بأسماء فتيات أجنبيات يعرضن القدوم إلى الكويت لقضاء أوقات حميمية، quot;وتتضمن هذه الرسائل صوراً لفتيات مجهولات وهنّ عاريات، وكنت أشطب هذه الرسائل لإعتقادي أنها تحتوي على فايروسات يمكن أن تؤذي حاسوبي أو هاتفي الذكيquot;.

ويؤكد الشطي أن إحدى الرسائل لفتت إنتباهه، ظهر فيها إستعداد الفتاة للقدوم إلى الكويت، مع تحديد أسماء مناطق ومنشآت سياحية كويتية. فتساءل وقتها عن كيفية معرفة فتيات غريبات ومجهولات لأسماء مناطق كويتية، علمًا أن الشطي اعتقد مجددًا أن الرسائل تنطوي على محاولات للنصب والإحتيال، وهو ما دفعه لتجاهلها.

واتضح للشطي لاحقًا أن القصة مرتبطة بشبكة من العاهرات، يأتين إلى بلاده لممارسة الدعارة، ويعتقد أن الرسائل التي كانت تصله كانت تلقى تفاعلًا من بعض الشباب الذين ضربوا مواعيد للقاءات حميمية مع الفتيات الأوروبيات، لقاء أجور مالية مرتفعة.

التشدد بالتأشيرة

خلال الأسبوعين الماضيين، أوقفت سلطات الأمن الكويتية نساء أوروبيات بالجرم المشهود، إثر تقصٍ أمني مكثف عبر عناصر أمنية لعبت دور الباحثين عن اللذة الحرام، وحجزت مواعيد لها داخل الغرف الفندقية قبل أن تبدأ عمليات المداهمة الأمنية للغرف الفندقية التي تستر وراء جدرانها الدعارة الجوالة من أوروبا إلى الكويت، الدولة التي تُجرّم الدعارة بشدة، وتشن حربًا يومية على أوكارها التقليدية في الكويت.

وتطلب حصة المانع من سلطات بلادها عبر quot;إيلافquot; بإيقاف إصدار تأشيرة الدخول (فيزا) لمن ليس له عمل حقيقي في الكويت، وإعادة النظر في تعليمات السماح لرعايا العديد من الدول الأوروبية بالقدوم إلى الكويت من دون إذن دخول مسبق، وتفعيل الرقابة الأمنية والإستخبارية على الغايات التي تحضر من أجلها الفتيات من البلاد الأوروبية البعيدة إلى بلد محافظ مثل الكويت، يحظر الإتجار بالمشروبات الكحولية وتعاطيها حتى للأجانب على أراضيه.