انتقد وزير الخارجية البريطاني السابق اللورد ديفيد اوين الحكومة الائتلافية برئاسة ديفيد كاميرون لرفضها كشف أدلة أساسية عما قاله توني بلير للرئيس الأميركي السابق جورج بوش في الأيام التي سبقت حرب العراق.


كشف رئيس لجنة التحقيق في دور بريطانيا في حرب العراق جون تشيكلوت مؤخرًا أنه ما زال يواجه ممانعة من الحكومة البريطانية التي تصر على عدم الكشف عن ملف الاتصالات بين بلير وبوش قبل الحرب.

وقال وزير الخارجية البريطاني السابق اللورد ديفيد اوين إن على تشيلكوت ان يتخذ موقفا ثابتا ويرفض الضغوط التي يتعرض لها من الحكومة. وأضاف اوين في حديث لصحيفة الغارديان quot;ذهبنا الى الحرب عام 2003 وخسرنا ومُني جيشنا بما قد يكون أكبر مهانة تعرض لها في البصرةquot;. كما حمل اوين بشدة على رئيس الوزراء البريطاني وقتذاك قائلا ان موقف بلير quot;اهانة لا تُطاق للمحاسبة الديمقراطيةquot;.

عرقلة التحقيق

ويعرقل رفض الحكومة البريطانية نشر ما قاله بلير لبوش قبل غزو العراق احراز مزيد من التقدم في التحقيق في دور بريطانيا في حرب العراق. فلجنة التحقيق تريد نشر 25 رسالة من بلير الى بوش وأكثر من 130 ملفا تسجل احاديث جرت بين بلير أو خلفه غوردن براون وبوش، ومعلومات تتعلق بنحو 200 جلسة نقاش عقدتها حكومة بلير في تلك الفترة. وقال تشيلكوت لرئيس الوزراء كاميرون ان اللجنة اطلعت على جميع هذه الوثائق وتريد نشرها للرأي العام.

ونفت مصادر في الحكومة البريطاينة التقارير التي افادت بأن واشنطن وليس المسؤولين البريطانيين هي التي تقف وراء منع الكشف عن هذه المواد. واعترفت المصادر بان الولايات المتحدة نشرت أكثر مما نشرته بريطانيا حول حرب العراق. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء السابق ان بلير لن يعلق على تصريحات تشيلكوت قبل نشر تقرير لجنته.

لا فيتو أميركي

وأكد متحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء البريطانية quot;ان الأحاديث التي تبادلها رئيس الوزراء ورئيس الولايات المتحدة تمثل قناة اتصالات ذات امتياز خاص واي افتراض بان للولايات المتحدة فيتو عليها افتراض خاطئquot;. وأضاف ان الحكومة تتباحث مع لجنة التحقيق حاليا وان quot;جميع الأطراف تدرك ان هذا يثير قضايا صعبة ذات صلة باعتبارات قانونية وعلاقات دوليةquot;.

ومن المتوقع ان تنتقد لجنة تشيلكوت في تقريرها النهائي بلير من بين مسؤولين آخرين لتعامله مع الأزمة التي أدت الى غزو العراق. وشُكلت لجنة تشيلكوت في حزيران/يونيو 2009 ومن المستبعد ان يصدر تقريرها النهائي حتى شطر كبير من العام المقبل.

من جهة اخرى اتضح ان اللورد بتلر رئيس لجنة التحقيق في طريقة استخدام حكومة بلير معلومات المخابرات عن اسلحة العراق المحظورة اتهم بلير بمنع وزرائه من الاطلاع على معلومات مهمة عن سابق اصرار. وأكد بتلر ان الخبراء البريطانيين اعدوا الكثير من الوثائق الرسمية المهمة ولكنها لم تكن توزع على وزراء بلير.