ماليه (المالديف): بدأ ناخبو المالديف المقدر عددهم بنحو 240 الفا التوجه الى صناديق الاقتراع صباح السبت في اطار الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي يرجح ان يفوز بها زعيم المعارضة محمد نشيد، وذلك بعد لغط وجدل على اثر ارجاء التصويت مرات عدة.
وقالت عائشة ريما المسؤولة في اللجنة الانتخابية لوكالة فرانس برس ان quot;عمليات التصويت بدأت في داخل المالديف وفي العديد من العواصم الاجنبية حيث يقيم مالديفيونquot;.
واضافت ان اعدادا كبيرة من الناخبين اصطفوا في طوابير امام مراكز الاقتراع البالغ عددها 475 مركزا حتى قبل ان تفتح ابوابها.
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة 07,30 (02,30 تغ) على ان تغلقها بعد ثماني ساعات ونصف في هذا الارخبيل الواقع في المحيط الهندي والذي دعي فيه 239 الف ناخب للاختيار بين مرشحين تأهلا الى الدورة الثانية.
فبعد الغاء النتيجة وارجاء اقتراعين نظمت في نهاية المطاف عملية التصويت في الدورة الثانية للانتخابات تحت ضغط شديد من المجتمع الدولي. فقد اتهمت العواصم الغربية مرات عدة السلطات في المالديف بمنع الانتخابات لاسباب سياسية. وحذر الاتحاد الاوروبي من انه quot;سيتخذ التدابير المناسبةquot; ان لم يجر الاقتراع اليوم السبت كما هو مقرر.
وكانت الدورة الاولى انتهت بحلول زعيم المعارضة محمد نشيد (46 عاما)، اول رئيس منتخب ديمقراطيا في 2008 بعد 30 سنة من حكم استبدادي اطيح به في 2010، في المركز الاول بحصوله على حوالى 47% من الاصوات. الا ان هذه النسبة ظلت دون الخمسين بالمئة اللازمة لحسم المعركة من جولتها الاولى، ما اضطره الى خوض هذه الجولة الثانية على الرغم من ان الفارق بينه وبين اقرب منافسيه كان شاسعا.
وعشية الاقتراع غادر الرجل الذي حل مكانه في الرئاسة محمد وحيد البلاد الخميس متوجها الى هونغ كونغ برفقة زوجته في زيارة طبية.
وصرح المتحدث باسمه مسعود عماد الجمعة لفرانس برس quot;انه على اتصال دائم. ولا داعي للقلقquot;، مضيفا ان البرلمان سيتولى تنصيب الرئيس الجديد الاحد.
وقد بقي وحيد الذي انتهت ولايته في عطلة الاسبوع الماضي بموجب الدستور، في مهامه رغم مطالبة حزب نشيد بانسحابه ورغم ضغوط متزايدة من الدول الغربية والهند.
واعلن نيته بترك الرئاسة بعد انتخاب السبت في خطاب بث الخميس.
ويتنافس في اقتراع اليوم السبت نشيد وعبدالله يمين الاخ غير الشقيق للرئيس السابق مأمون عبد القيوم الذي حكم بيد من حديد على المالديف وشعبها المقدر ب350 الف نسمة --من المسلمين السنة- طيلة ثلاثين سنة.
وقد فاز نشيد السجين السياسي السابق في الدورة الاولى التي جرت في السابع من ايلول/سبتمبر بغالبية 45% من الاصوات، لكن المحكمة العليا الغت النتيجة بعد ان قبلت شكوى بخصوص مخالفات تتعلق بقائمة انتخابية.
وبعد محاولة اخرى اجهضت نظمت الدورة الاولى للمرة الثانية في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر لكنها افضت مرة اخرى الى تقدم كبير لنشيد --حوالى 47% من الاصوات-- لكنها نسبة غير كافية للفوز في الاقتراع بالغالبية المطلقة.
والانتخاب الذي كان يفترض ان يتم بعد يوم تم ارجاؤه مجددا من قبل المحكمة العليا التي يهيمن عليها قضاة عينوا خلال الثلاثين سنة من حكم قيوم.
وقد وجهت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الخميس تحذيرا هددت فيه باتخاذ quot;التدابير المناسبةquot; ان لم تجر العملية الانتخابية بنجاح السبت.
وكان اعضاء الكومنولث ال53 قرروا السبت طرد المالديف من لجنتهم التأديبية التي بدأت تحقيقا حول حالة الفوضى السياسية في البلاد.
والمالديف تجذب السياح الذين قدر عددهم السنة المالية بنحو المليون، بشواطىء جزرها الرائعة حيث يمكن ان تسعر ليلة الفندق بالاف الدولارات.