قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المطلوب الآن هو عدم استمرار التناقض بين السعودية وإيران لأن ذلك يمثل انشقاقاً خطيراً في العالم الإسلامي بين السّنة والشيعة.
وفي تصريحات لافتة لوزير الخارجية الروسي، قال إن العقبة الرئيسية التي تعترض طريق عقد مؤتمر جنيف 2 هي الشروط التي تضعها المعارضة على مشاركتها في هذا المؤتمر.
وأكد لافروف في حديثه لصحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) الروسية على أهمية أن تشارك جميع الدول التي تملك نفوذًا على الأطراف السورية في هذا المؤتمر، وعلى الأخص إيران والمملكة العربية السعودية.
وقال إن مؤتمر جنيف 2 الذي يجب أن يدشن محادثات سلام بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة تعترضه عقبات شروط المعارضة، والتي تدل على أعراض النزاع، وبالأخص معاناة المدنيين، في حين لا يمكن حل النزاع إلا من خلال اجتثاث جذور الأزمة.
وأكد وزير الخارجية الروسي: quot;ومن أجل ذلك يجب أن تتفق الأطراف المتنازعة على أن تكون سوريا دولة سيدة وموحدة توفر الأمن لرعاياها كافة بمن فيهم الأقليات الاثنية والدينية، وتشارك الأقليات المشاركة الكاملة في حياة المجتمع السياسية والاقتصاديةquot;.
وأشار لافروف إلى أن الهدف من عقد مؤتمر جنيف 2 هو تمكين السوريين من بدء المحادثات وطرح مطالبهم على طاولة المحادثات والتوصل إلى اتفاق للتجاوب مع مطالب واقعية من خلال تقديم تنازلات.
وتابع لافروف قائلاً: لم يتحقق هذا حتى الآن لأن المعارضة لم تشكل وفدًا يمثل جميع أطياف المجتمع السوري، وهو أحد مطالب قرار مجلس الأمن الدولي 2118.
الائتلاف الوطني
وقال إن الائتلاف الوطني quot;حشر الجميع تحت مظلتهquot;، غير أن الائتلاف يفتقر إلى برنامج يمكن أن ينضوي تحته كل المعارضين. وهناك معارضة داخل سوريا تختلف رؤاها عن رؤى المعارضة الخارجية التي يمثلها الائتلاف الوطني.
وتابع لافروف: نرحب بجهود الائتلاف لبدء الحوار مع المعارضة الداخلية بما فيها منظمات الأكراد ، quot;ومن الأفضل أن يمثل المعارضةفي مؤتمر جنيف 2 وفد واحدquot;.
وقال: وإذا استمر المعارضون المتشددون في وضع الشروط التي لا يقبلها المعارضون المعتدلون فيمكن أن يكون هناك أكثر من وفد. ومن الضروري في أية حال أن يشارك ممثلو كل القوى السورية في المؤتمر.
وحول توقيت عقد مؤتمر جنيف 2 ذكر لافروف أنه من المقرر أن يجتمع ممثلو روسيا والولايات المتحدة مع الموفد الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، ثم يلتقي ممثلو روسيا والولايات المتحدة الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن الدولي وممثلي الدول العربية وتركيا.
خلافات السنة والشيعة
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي أن روسيا التي يعيش فيها مسلمون كثيرون، مع حسم كل الخلافات داخل العالم الإسلامي، وبالأخص الخلاف بين أهل السنة الذين تمثلهم السعودية والشيعة الذين تمثلهم إيران
ونوّه لافروف إلى أهمية أن تشارك جميع الدول التي تملك نفوذًا على الأطراف السورية،وخاصة المملكة العربيةالسعودية وإيران اللتين يُعتقد أن إحداهما تدعم المعارضة السورية وثانيتهما الحكومة السورية، في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده لبدء محادثات سلام بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة.
وقال لافروف: quot;من الهام ألا نسمح بأن يفاقم التناقض القائم بين إيران والسعودية انشقاقًا خطيرًا ارتسمت ملامحه داخل العالم الإسلامي بين أهل السنة والشيعة.
وأضاف: نحن مع تجاوز كل التناقضات من هذا النوع داخل العالم الإسلامي لاسيما وأن الكثير من سكان بلادنا مسلمون. وتترك التناقضات داخل العالم الإسلامي أثرها السلبي على الأمة الإسلامية في أي بلدquot;.
وأشار لافروف إلى أن quot;الانشقاق بين أهل السنة والشيعة يمثل جوهر ما يجري في الشرق الأوسط وشمال أفريقياquot;.
ويكمن الخلاف بين أهل السنة والشيعة في أساس مشاكل كثيرة لا يجوز طمسها، كما أشار إلى ذلك لافروف: quot;فإذا كنا نخجل ونتهرب من مناقشة هذه المشاكل فلن نصل إلا إلى تفاقمهاquot;.