بانكوك: دخلت تايلاند في حقبة جديدة من الاضطرابات السياسية تذكر بالمعركة الكبرى بين حركة quot;القمصان الحمرquot; والمعارضة اللتين تنظمان تظاهرتين الاحد في بانكوك.

ونزلت الكتلتان السياسيتان الرئيسيتان مجددا الى شوارع بانكوك باعداد كبيرة في الاسابيع الماضية.
وهذه التظاهرات هي الاكبر منذ تلك التي نظمت في 2010 واوقعت اكثر من تسعين قتيلا في حلقة العنف الاخيرة التي شهدتها المدن منذ الانقلاب الذي اطاح برئيس الوزراء تاكسين شيناوترا في 2006.
وقال المحلل السياسي ثيتينان بونغسوديراك من جامعة شولالونغكورن في بانكوك ان quot;التوتر سيكون مستمراquot;.
واضاف quot;ان التظاهرات المناهضة للحكومة قوية بشكل كاف للتصدي لسياسة الحكومة (...) اننا امام دورة انتخابية جديدةquot;.
وهذا الاسبوع نجا حزب بويا تاي الحاكم من حله من قبل المحكمة الدستورية التي ساهمت في الماضي في اسقاط حكومتين مواليتين لتاكسين.
لكن الحزب الحاكم الذي يعتبر المحرك الذي يسمح لشيناوترا بالبقاء في الحياة السياسية رغم اقامته في المنفى، بات في وضع صعب.
فقد فشلت اثنتان من اصلاحاته السياسية الرئيسية.
واخرها رد المحكمة الدستورية هذا الاسبوع مشروع تعديل كان سيحول مجلس الشيوخ الى جمعية منتخبة كليا ولا يعين اعضاؤها جزئيا.
ورفض مجلس الشيوخ قانون عفو اعتبر وسيلة للسماح لشيناوترا بالعودة من المنفى.
وهذان انتصاران لا تكتفي بهما المعارضة التي ضاعفت الدعاوى القضائية التي قد ترغم رئيسة الوزراء ينغلاك شيناوترا شقيقة تاكسين، على الدعوة الى انتخابات مبكرة.
وامام الحزب الديموقراطي المعارض مجموعة طعون، من مذكرة حجب الثقة في البرلمان الى شكاوى جديدة امام المحكمة الدستورية.
وقرار المحكمة هذا الاسبوع يندرج في quot;استراتيجية النخبة الملكية لاسقاط حكومة ينغلاك بالوسائل القانونيةquot; حسب ما قال بول شيمبرز الاخصائي الاميركي في السياسة التايلاندية في جامعة شيانغ ماي.
وشهدت تايلاند 18 انقلابا او محاولة انقلاب منذ ان اصبحت نظاما ملكيا دستوريا في 1932.
ومنذ سنوات يشهد المجتمع التايلاندي انقسامات حول شخص تاكسين شيناوترا الذي يولد مشاعر الحقد او الاعجاب لا يوازيه اي مسؤول سياسي اخر في تايلاند.
وتضم القمصان الحمر المؤيدة لهذا الرجل الذي جمع ثروته من قطاع الاتصالات، طبقات شعبية خصوصا من الارياف.
والمعارضة التي يطبق عليها اسم القمصان الصفر شكلت عاملا اساسيا في الانقلاب العسكري في 2006 من خلال تنظيم تظاهرات كبرى.
لكن المعارضة لم تفز بانتخابات تشريعية في تايلاند منذ حوالى عشرين عاما وهزمت في كل مرة في السنوات الاخيرة على يد تاكسين وحلفائه.
وفاز حزب بويا تاي في الانتخابات التشريعية في 2011 بفضل الدعم الكبير بعد تظاهرات العام 2010 ضد الديموقراطيين الذين كانوا في السلطة حينها وقمعت بالقوة.
واليوم في حال دعت ينغلاك شيناوترا لانتخابات مبكرة مقارنة مع الموعد المقرر في 2015، سيفوز حزبها امام الحزب الديموقراطي الذي يجد صعوبة في جذب ناخبين خارج المدن التي تشكل قاعدته الناخبة المعتادة.
وقال شيمبرز ان quot;تاكسين هو الذي يحظى باكبر عدد من المناصرين في تايلاند. لكن الوقت ليس مناسبا لحل البرلمان. وشعبية حزب بويا تاي في ادنى مستوى لهاquot; حتى وان بقي الحزب الاول في البلاد.
وهناك ايضا عوامل اخرى سلبية.
فقد ظهرت انقسامات في صفوف القمصان الحمر حيال مشروع قانون العفو قد تكون عادت بالفائدة على الديموقراطيين المسؤولين عن القمع الدامي لانصارهم في 2010.
ويبدو ان حالة الملك الصحية الذي سيحتفل بعيد ميلاده ال86، تتراجع.
ويرى مايكل مونتيسانو من معهد ساوث ايست اجيان ستاديز في سنغافورة، في قانون العفو quot;غصن زيتونquot; مدته القمصان الحمر للمعارضة، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل.
ويتوقع ان ينزل عشرات الاف المعارضين الاحد الى ساحة الديموقراطية في بانكوك. وستتجمع القمصان الحمر في ملعبها الرياضي المعهود.