ذهب حزب الله إلى سوريا في السر أولًا، مواربة عن الرأي العام اللبناني. وظنّ أمينه العام حسن نصرالله أن الأمر لن يتجاوز معركة أو اثنيتن، أين منها معارك مارون الراس ووادي الحجير في جنوب لبنان، ليعود من ذهب مكللًا بالغار.


لوانا خوري من بيروت: مع أول قتلى لحزب الله في ريف حمص، أعلنت المهمة، مواربة أيضًا، الدفاع عن مواطنين لبنانيين شيعة في قرى لبنانية يتداخل فيها خط الاستواء السوري اللبناني. إلا أن هذا الخط صار يمر في ريفي حمص ودمشق... وتطورت المهمة إلى حماية العتبات الشعية المقدسة من دنس السنة الهائجين.

يقاتلون في القصير
كل المهمات أتت مواربة، حتى بقّ نصرالله بحصته، واعترف بأنه يقاتل في سوريا إلى جانب بشار الأسد، وسيبقى بجانب بشار الأسد، إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا. فما عاد الأمر يحتمل التلطي خلف الإصبع، خصوصًا أن صور شهداء الواجب الجهادي بدأت تكفي لتملأ أكثر من جدار في الضاحية والبقاع والجنوب.

اليوم، تستعاد أحداث القصير بشريط فيديو، يوثق باللكنة والصورة مشاركة عناصر من حزب الله في القتال إلى جانب الجيش السوري في ريف دمشق والقصير. فيظهر في الشريط شباب المقاومة الإسلامية بعيدون جدًا عن مارون الراس وبنت جبيل وشبعا وكفرشوبا، يقاتلون الثوار السوريين وعناصر جبهة النصرة في ريف دمشق والقصير.

يقتلون في سوريا
نقلت تقارير صحافية أن بعض من ظهروا في هذا الشريط قتلوا في معارك لاحقة، وبينهم ذو الفقار حمود، المعروف بالحاج حيدر، الذي ظهر مرارًا في المقطع المصور.

يتواصل القتال، ويستمر سقوط القتلى اللبنانيين في المحاور السورية. فمنذ أول تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أحصي سقوط 19 مقاتلًا من حزب الله، بينهم أربعة من كبار قياديي الحزب، هم حسن محمد مرعي، الملقب بأبو ربيع من النبطية، وعلي شبيب محمود، الملقب بأبو تراب الرويس من بلدة لبّايا في البقاع الغربي، وحسن نعمة الملقب بباقر، وموسى أحمد صقر من الهرمل.