حذر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر من مستقبل مظلم على المدى القريب في العراق، كما رفض ترشيح نوري المالكي لنفسه للانتخابات المقبلة.


أعرب الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، عن تشاؤمه الكبير من الوضع في العراق بسبب تفشي الطائفية بين العراقيين على مستوى رجل الشارع، وهو الأمر الذي ستكون مواجهته بعد ذلك شديدة الصعوبة.
وفي مقابلة نادرة للزعيم الشيعي مع صحيفة غربية خلال الأعوام العشرة الأخيرة، ونشرت الجمعة، قال الصدر لصحيفة (إنديبندانت) اللندنية إن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني كان أبلغه أنه quot;لو ضغط علينا المالكي بشكل أكبر فسوف نطالب بدولة مستقلةquot;.
كردستان
وأوضح الصدر أن إقليم كردستان العراق تمكن من إنجاز الكثير على المستويات الإقتصادية والأمنية أكثر من أي منطقة أخرى في العراق لأن الفساد هناك أقل بكثير، وربما لأن الأكراد يحبون إخوانهم في العرق بشكل أكبر.
وتمت المقابلة التي أجراها مراسل الصحيفة مع الزعيم الشيعي الذي قالت إن كلمته تعتبر بمثابة القانون لملايين العراقيين، في معقله في مدينة النجف جنوب العراق.
وحذر الصدر من quot;مستقبل مظلم للعراقquot; على المدى القريب، نتيجة ما قال إنه عداء طائفي متزايد بين السنة والشيعة، مضيفًا أن الحكومة العراقية ستتحلل والشعب العراقي سيتحلل وسيصبح الأمر شديد السهولة بالنسبة لأي قوة خارجية للسيطرة على البلاد.
وتقول الجريدة إن الصدر الذي تحظى أسرته بتاريخ كبير في معارضة نظام صدام حسين ومقاومة القوات الأميركية والبريطانية بعد ذلك، تعرض للقتل أكثر من مرة، لكنه نجا كما نجت حركته أكثر من مرة بعدما ظن البعض أنها ستنتهي لتستمر quot;حركة الصدريينquot; مؤثرة في الشارع العراقي وفي أنفس الملايين، خاصة بعدما قام الصدر بتعزيز كوادرها خلال الأعوام الخمسة المنصرمة.
من المسؤول؟
وتضيف الصحيفة أن مقتدى الصدر يعتبر من أشد منتقدي رئيس الوزراء نوري المالكي، حيث يحمله مسؤولية ما يجري في البلاد، ويقول الصدر: quot;ربما ليس المالكي وحده هو المسؤول عمّا يجري في العراق لكنه الشخص الذي يتولى السلطةquot;.
وفي المقابلة يضيف الصدر قائلاً: quot;أعتقد أن المالكي سيرشح نفسه للحصول على فترة ثالثة في منصب رئاسة الوزراء لكنني لا أريده أن يفعل ذلكquot;.
وقال إنه حاول في وقت سابق ومعه عدد من القادة إخراج المالكي من السلطة، لكنه تمكن من الإستمرار في منصبه بفضل دعم قوى خارجية له، وعلى وجه الدقة الدعم الأميركي والإيراني.
ويقول مراسل الإنديبندانت إن مقتدى الصدر سأله عدة أسئلة في نهاية المقابلة، منها سؤاله هل تعتقد الحكومة البريطانية أنها ساهمت بالفعل في تحرير الشعب العراقي؟ وهل ينبغي عليه - الصدر- أن يقاضيها نيابة عن المصابين والقتلى والمتضررين من العراقيين نتيجة الاحتلال البريطاني؟.
وفي الختام، تقول الصحيفة اللندنية إن الصدر يعتقد أن مشكلة الحكومة التي تؤثر على أدائها هي quot;أن المسؤولين يتنافسون للحصول على جزء من الكعكة بدلاً من التنافس لخدمة المواطنين والشعبquot;.